#
  • فريق ماسة
  • 2025-06-17
  • 1206

أزمة مالية وقيود أمنية.. عناصر "الجهاد الإسلامي" يغادرون سوريا نحو تركيا ولبنان

كشفت مصادر في حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية أن الحركة تواجه ضائقة مالية حادة وقيوداً أمنية متصاعدة، دفعت بعناصرها إلى مغادرة سوريا باتجاه تركيا ولبنان، وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسية على الحركة في أكثر من ساحة، لا سيما في ظل تداعيات الحرب الإيرانية - الإسرائيلية الأخيرة.

وفي تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، قالت المصادر في "الجهاد الإسلامي" إن الأزمة المالية التي تعصف بالحركة امتدت بشكل لافت إلى سوريا، حيث باتت عاجزة عن دفع رواتب عناصرها هناك، فضلاً عن تعثر تغطية التكاليف التشغيلية لأنشطتها. وأكدت المصادر أن الحكومة السورية شددت القيود على الحركة بشكل غير مسبوق خلال الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى الاعتقالات التي نفذتها السلطات السورية مؤخراً، والتي شملت قيادات بارزة في الحركة، من بينهم قائد ساحة سوريا، خالد خالد، وهو ما أدى إلى تضييق شديد على تحركات الكوادر والأنشطة المالية داخل الأراضي السورية.

وأشارت المصادر إلى أن هذه التطورات "دفعت بعض عناصر الحركة إلى مغادرة سوريا نحو تركيا، بينما توجه آخرون إلى لبنان، وسط ظروف قاسية عاشوها في سوريا مؤخراً".

أزمة مالية خانقة تهدد الحركة

في سياق ذلك، تواجه حركة "الجهاد الإسلامي" أزمة مالية غير مسبوقة داخل وخارج قطاع غزة، ووفقاً للمصادر، تعاني الحركة من صعوبة كبيرة في دفع رواتب كوادرها، حيث بات صرف الرواتب يتم بشكل غير منتظم، ويخضع لمواعيد متباعدة ونسب متفاوتة من الصرف.

وبحسب أحد المصادر، فإنه "في بعض الأحيان تصرف الرواتب كل 70 يوماً، وأحياناً كل 100 يوم"، مشيراً إلى أن نسبة الصرف تقلصت بشكل لافت، بعدما كانت تتراوح سابقاً بين 50 و 60 % من قيمة الراتب، وبما لا يتجاوز 300 دولار. أما في الأشهر الأخيرة، فانخفضت نسبة الصرف إلى 45 % كحد أقصى، مع رواتب لا تتجاوز 150 دولاراً شهرياً في بعض الحالات.

الحرب الإيرانية تفاقم الضغوط

وأرجعت المصادر في حركة "الجهاد الإسلامي" جزءاً كبيراً من الأزمة المالية إلى تداعيات الحرب التي تخوضها إيران، بوصفها الممول الرئيسي للحركة. وأوضحت المصادر أن طهران تواجه صعوبات متزايدة في دعم الحركة بعد تعرضها لضربات طالت مواردها المالية والعسكرية خلال الحرب مع إسرائيل، ما ينعكس مباشرة على قدرة "الجهاد الإسلامي" في الحصول على دعم ثابت ومستمر. وقال أحد المصادر إن "تمويل الحركة من قبل إيران قد يتأثر بشكل كبير في الفترة المقبلة، خصوصاً بعد الحرب مع إسرائيل، وتعرض العديد من الموارد الإيرانية لضربات، ما قد يؤثر على عملية التمويل، لاحتياج طهران لوقت أكبر حتى تتعافى على عدة أصعدة".

معاناة مالية في غزة وصعوبة نقل الأموال

أما في قطاع غزة، فذكرت المصادر أن أزمة السيولة تفاقمت بشكل واضح، نتيجة للقيود المفروضة على إدخال الأموال، وارتفاع كلفة العمليات المالية بسبب الحصار وتضييق الخناق على الأنشطة المالية للحركة. وأشارت المصادر إلى أن نقل الأموال بين الدول، أو حتى بين المناطق الفلسطينية، أصبح أكثر تعقيداً في ظل الرقابة المشددة، ما ينعكس سلباً على انتظام دفع الرواتب وتنفيذ النشاطات التنظيمية. وأكدت المصادر أن الأزمة لا تعني حتى الآن "الوصول إلى نقطة الصفر"، لكنها أقرت بوجود صعوبات كبيرة تعترض عملية الصرف والتحويل، لافتة إلى وجود بعض الأموال داخل وخارج غزة، إلا أن معضلة نقلها وتوفيرها تبقى من أكبر التحديات الراهنة.

ولفتت مصادر "الجهاد الإسلامي" إلى أن الحركة لم تتمكن مؤخراً من تمويل فعاليات اجتماعية كانت تقيمها سابقاً بشكل دوري، مثل بيوت العزاء لعناصرها الذين قتلوا خلال القتال في لبنان على الجبهة الشمالية، حيث عثر مؤخراً على جثامين بعضهم.




اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة