#
  • فريق ماسة
  • 2025-08-13
  • 1075

الشيباني: نمد يدنا لكل شراكة تحترم أمن ووحدة سوريا وسلامة أراضيها.. فيدان: ندعم سوريا الجديدة في مساعيها لتحقيق الاستقرار والتنمية

أكد وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني أن سوريا الجديدة بدأت تشق طريقها نحو التعافي والبناء على مختلف الأصعدة رغم التحديات الكبيرة والتهديدات الإسرائيلية التي تستهدف سيادتها الوطنية، مشدداً على أهمية التعاون الإقليمي لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في العاصمة التركية أنقرة: نلتقي اليوم برفقة السيد وزير الدفاع والسيد رئيس الاستخبارات السورية في وقت دقيق تمر به سوريا بعد سنوات طويلة من الحرب التي أرهقت شعبنا وأضعفت دولتنا وأثرت على كل بيت ومدينة وقرية في البلاد، حيث لا يمكن الحديث عن المستقبل دون التوقف أمام ما حدث على يد نظام الأسد البائد، إذ شهدت سوريا دماراً واسعاً طال بنيتها التحتية واقتصادها ومؤسساتها وسبب معاناة حقيقية لملايين السوريين.

الشيباني: التهديدات الإسرائيلية المتكررة تمثل انتهاكاً واضحاً للسيادة السورية

وأضاف الشيباني: نواجه اليوم تحديات جديدة لا تقل خطورة عن تلك التي واجهناها خلال سنوات الحرب، وفي مقدمة هذه التحديات تأتي التهديدات الإسرائيلية المتكررة التي تمثل انتهاكاً واضحاً للسيادة السورية من خلال غارات تستهدف البنية التحتية وتعرض أمن المواطنين للخطر، رغم إطلاقنا لمحادثات تهدف إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتابع الشيباني: كما نواجه تدخلات خارجية متعددة بعضها مباشر، وبعضها غير مباشر، تسعى إلى إضعاف الدولة السورية وإلى خلق وقائع تقسيم هشة، في محاولة لدفع البلاد نحو فتنة طائفية ومناطقية، لكن نعول على وعي شعبنا الذي كان وسيبقى واحداً مهما حاول البعض تفتيته أو تمزيق وحدته الوطنية.

الشيباني: سوريا اليوم بدأت طريق التعافي بخطوات عملية

وأكد الشيباني أن سوريا اليوم بدأت طريق التعافي بخطوات عملية متوازنة خلال الفترة الماضية على كل الصعد رغم التحديات، مشيراً إلى استعادة الاستقرار في معظم المناطق السورية وإعادة مؤسسات الدولة إلى العمل ومنعها من الانهيار رغم واقعها المتهالك، إضافة إلى إطلاق مشاريع استثمارية ضخمة في القطاعات الخدمية والعمرانية رغم الظروف الصعبة، فضلاً عن العودة التدريجية للنازحين والمهجرين السوريين إلى مدنهم وبلداتهم.

وقال الشيباني: ناقشنا اليوم مع الجانب التركي جملة من القضايا الثنائية والإقليمية، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن ما يجمع سوريا وتركيا الكثير من المصالح والتهديدات على حد سواء، وتناولنا سبل تعزيز التعاون السياسي لدعم مسار العملية السياسية في سوريا ودعم الاستقرار، وكذلك آفاق الشراكة الاقتصادية التي تسهم في إعادة الإعمار والتنمية، كما أكدنا على ضرورة التنسيق الأمني والعسكري لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب.

وأضاف الشيباني: نمد يدنا لكل شراكة تحترم أمن ووحدة سوريا وسلامة أراضيها ونؤمن أن استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة جمعاء، لذلك نحذر من دعم الفوضى وندعو إلى ضرورة تكاتف الدول الصديقة والحليفة إلى جانب سوريا، معرباً عن شكره لتركيا وشعبها على استضافة الشعب السوري خلال سنوات الحرب واستمرارهم اليوم بدعم سوريا في مرحلة السلام والبناء.

الشيباني: السويداء مدينة سورية وحماية أهلها مسؤولية الدولة

وفي رده على أسئلة الصحفيين، أكد وزير الخارجية والمغتربين أن السويداء مدينة سورية وأهلها سوريون، وحمايتهم هي مسؤولية الدولة، مبيناً أن ما حدث في السويداء هو أمر مفتعل من قبل إسرائيل لبث الفتنة الطائفية.

وقال الشيباني: نحن على تواصل مباشر مع النخب المجتمعية ومشايخ العقل، وندعو إلى دعم المسار التصالحي الذي يؤمن السلم المجتمعي ويحافظ على رمزية السويداء كبعد تاريخي ووطني من تاريخ سوريا، وسنتجاوز في القريب العاجل هذه التحديات، ونؤكد لأهلنا الدروز أنهم جزء حقيقي من المجتمع والشعب السوري ولا نقبل إقصاءهم أو تهميشهم في أي عملية ابتزاز أو استغلال من أي جانب سواء كان من الإسرائيلي أو غيره، كما ندعو العقلاء والنخب الدرزية والنخب من كل الشرائح في السويداء إلى تغليب لغة العقل وفسح المجال للدولة كي تأخذ دورها.

وشدد الشيباني على أن الدولة السورية ملتزمة بمحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات التي حصلت في السويداء، وتدين هذه الانتهاكات وترفضها جملة وتفصيلاً، وأضاف: هذه الفترة من تاريخ سوريا حرجة جداً حيث نعيد ترميم ما أفسده النظام السابق من تفتيت المجتمع السوري وبث الفتنة والتفرقة بين جميع مكوناته، فسوريا لجميع السوريين بمختلف عقائدهم الدينية والثقافية والعرقية.

الشيباني: المؤتمر الذي حدث في الحسكة لا يمثل الشعب السوري

وأكد الشيباني أن المؤتمر الذي حدث في الحسكة الجمعة الماضية لا يمثل الشعب السوري ولا يمثل الغالبية العظمى من النخب العشائرية والدينية ولا حتى النخب الكردية، حيث جاء كمحاولة يائسة لاستغلال ما يحدث في السويداء، كما أنه يعد انتهاكاً للاتفاق الذي وقع في 10 آذار الماضي، مبيناً أن هذه المرحلة صعبة جداً لأنها مرحلة إعادة بناء البلاد على هوية جامعة لجميع السوريين، لذلك يجب مواجهة التحديات وتغليب لغة الحكمة والعقل وعدم الاستسلام للمشاريع التي تستهدف وحدة السوريين.

وشدد الشيباني على أن الدولة السورية هي المظلة التي يجب أن ترعى جميع الحوارات والأقليات، وهي المظلة التي يجب أن تُحل تحتها جميع المشكلات، داعياً إلى عدم استغلال ما يحدث هنا أو هناك من مشاكل وتحديات بهدف تأجيجها أو اعتبارها ورقة سياسية، مؤكداً أن ما يحدث اليوم في سوريا هو جرح يؤلم جميع السوريين وليس ورقة سياسية للتفاوض أو للاستغلال من أي طرف.

فيدان: دعم سوريا لتحقيق الاستقرار والوحدة ومواجهة التحديات

بدوره شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على ضرورة دعم الحكومة السورية في مساعيها لتحقيق الاستقرار والتنمية والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، مؤكداً أهمية التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والمؤامرات التي تحاك ضد سوريا.

وقال فيدان: منذ الثامن من كانون الأول الماضي تم فتح صفحة جديدة وإغلاق صفحة من سيلان الدم والحرب، وبذلك فتح باب الأمل والتفاؤل أمام جميع السوريين وأمام دول المنطقة، حيث بدأت وفود اللاجئين والنازحين السوريين بالعودة إلى وطنهم، كما بدأت العديد من المشاريع في قطاع الطاقة والكهرباء، إضافة إلى الكثير من المشاريع التنموية. وأشار فيدان إلى أن العلاقات السورية تطورت ونمت مع دول المنطقة في عهد الحكومة الجديدة، وأن تركيا بذلت قصارى جهدها للوصول إلى هذه النقطة،

وقال: حققنا قفزة نوعية في هذه المرحلة الجديدة، لكن هناك بعض المنزعجين من تطوير وتنمية سوريا الجديدة، ويسعون إلى تمرير بعض المؤامرات التي بدأت في الساحل وثم السويداء، إضافة إلى عدم إيفاء “قسد” وتنظيم “ب ك ك” بوعودهم في تنفيذ الاتفاقيات. وأوضح فيدان أن هناك تحديات كبيرة، لكن الواجبات والمهام تحتاج إلى قراءة معمقة لهذه المستجدات الأخيرة، ووضع حلول جذرية بطرق دبلوماسية وسلمية للعبور، والقضاء على هذه المؤامرات والمشكلات والعراقيل، داعياً إلى تطوير العلاقات على جميع الصعد التجارية والاقتصادية والسياحية وخلق فرص عمل من أجل عودة اللاجئين بشكل مطمئن إلى قراهم.

فيدان: سياسة إسرائيل بنشر الفوضى لن تحقق لها الاستقرار

وأكد وزير الخارجية التركي وجود مساع إسرائيلية لإضعاف سوريا، وخلق أجواء من الفوضى وعدم الاستقرار لتحقيق أهدافها، مشدداً على أن السياسة الإسرائيلية المتبعة لنشر الفوضى وإبقاء الدول المجاورة لها في حالة ضعف لن يحقق لها الاستقرار،

وقال: إن “الخطوات التي تخطوها إسرائيل عبر احتلال دول أو الاعتداء عليها تؤدي إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى تأثيرات سلبية على إسرائيل نفسها”.

وشدد فيدان على ضرورة تحقيق الاستقرار والسلام في سوريا والمحافظة على سيادتها ووحدة أراضيها وعدم السماح بتواجد أي تنظيمات إرهابية أو أي مجموعات مسلحة خارجة عن نطاق الحكومة السورية، معرباً عن تفاؤله بوجود حلول جذرية لجميع المشكلات والعراقيل التي تواجهها سوريا حالياً.

فيدان: الحكومة السورية تسعى لبناء سوريا جديدة حاضنة لجميع أطياف شعبها

وقال وزير الخارجية التركي: نحن مؤمنون بتطوير وتنمية سوريا لكن شرط عدم التدخل في شؤونها الداخلية وخاصة من قبل من يريد إدخالها في الفوضى، وقد حققنا إلى الآن نجاحات في هذا المجال، كما أن الحكومة السورية كانت يقظة بعدم السماح لأي أحد بإدخال البلاد في أتون الفوضى، وتسعى لبناء سوريا جديدة حاضنة لجميع أطياف شعبها.

وأضاف فيدان: إن التدخلات السابقة أدت إلى تأثيرات سلبية سواء في الساحل والسويداء أو في شمال شرق البلاد، لافتاً إلى أن الحكومة السورية استمعت لجميع نداءات الدول الكبيرة في هذا المجال، لذلك على هذه الدول واجبات ومهام ملقاة على عاتقها بدعم الحكومة السورية الجديدة كي تقوم بواجباتها تجاه جميع مكونات الشعب السوري وتأسيس دولة حاضنة لجميع السوريين.

فيدان: على الجميع تقديم الدعم للحكومة السورية

وأوضح فيدان أن العديد من دول العالم مسرورة من النجاحات التي حققتها الحكومة السورية والخطوات الإيجابية التي اتخذتها في مجال تطوير بنيتها التحتية وتحقيق الرفاهية لشعبها رغم أنها تمر في مرحلة حساسة، داعياً الجميع إلى تقديم الدعم لهذه الحكومة وليس تمرير مخططات ومؤامرات كما تفعل إسرائيل ودول أخرى لا تريد الخير لسوريا.

وأعرب فيدان عن ترحيبه وتفاؤله بنجاح الاجتماعات واللقاءات التي جرت في الأردن لحل الأزمة في السويداء، وعن دعم تركيا لجهود المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، ولا سيما سعيه لدمج قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وحلفائها في المجتمع السوري، وبدء مسيرة سلام جديدة كما حصل في تركيا، داعياً إلى ضرورة الوقوف في المكان الصحيح لإعادة بناء سوريا وعدم إيواء عناصر إرهابية تشكل تهديداً لأي طرف.

ويأتي المؤتمر الصحفي بعد لقاء جمع وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني ووزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات السيد حسين سلامة مع وزير الخارجية التركي السيد هاكان فيدان في مقر وزارة الخارجية التركية بأنقرة، لإجراء مباحثات في المجالات ذات الاهتمام المشترك.



المصدر : سانا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة