دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
جمعت حملة “السويداء منّا وفينا – سوريا سندي وسندك” أكثر من 14 مليوناً و633 ألف دولار، وذلك خلال فعالية لجمع التبرعات أُقيمت مساء اليوم في قرية الصورة الكبرى في ريف محافظة السويداء.
وهدفت الحملة التي نظمتها مجموعة من الشباب والشابات من مختلف المحافظات السورية، إلى تقديم الدعم المادي والعيني المباشر عبر جمع التبرعات من جميع المحافظات، وإرسال رسالة وحدة وطنية للتأكيد على أن السويداء جزء عزيز لا يتجزأ من نسيج سوريا.
وأكد محافظ السويداء مصطفى البكور في كلمة خلال إطلاق الحملة أنها رسالة وطنية وإنسانية وأخلاقية تجسد روح التكافل، وتعيد التأكيد على وحدة النسيج السوري وتعزز الثقة بين المواطن والدولة، وتعبر عن محبة الشعب السوري لأهلنا في السويداء.
وأوضح البكور أن الحملة تنبع من إحساس الدولة العميق بالمسؤولية تجاه مواطنيها وتجاه كل من ضاقت به السبُل، وهي رسالة واضحة وصادقة بأن السويداء لن تكون وحدها ولن تُترك وحدها ولن تُعالج همومها إلا بيد أبنائها وبدعم الدولة التي تقف معهم وتصغي إليهم وتشاركهم الهم والأحزان، مشيراً إلى أن السويداء بتاريخها الوطني كانت دائماً في قلب سوريا وسوريا كانت دائماً في قلب السويداء.
ولفت البكور إلى أن أبناء المحافظة كانوا دوماً في الصفوف الأولى حين نادى الوطن، وقال: “اليوم نناشدكم أن تكونوا كما عهدناكم حماة للسلم الأهلي ورسالة للوحدة الوطنية وسنداً للدولة التي تسعى بكل إمكانياتها للوقوف إلى جانبكم”. وشدد محافظ السويداء على أن كل مساهمة ستصل إلى مستحقيها بشفافية ونزاهة، داعياً أبناء المحافظة إلى الحفاظ على سوريا أرضاً وشعباً وهوية وروحاً رغم كل التحديات، مؤكداً أن سوريا لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها ولا تنهض إلا بوحدتهم.
الحملة تجسد وحدة الشعب السوري
بدوره، قال الشيخ ليث البلعوس: إن حملة “السويداء منا وفينا” تحمل عنواناً صادقاً يحمل روح الانتماء والتكافل ويجسد حقيقة الشعب السوري العظيم الذي يقف صفاً واحداً في وجه المحن ويعيد الحياة لأهله ولإرادته الصلبة ووفائه العظيم، مشدداً على أن قوة السوريين في وحدتهم.
وأوضح الشيخ البلعوس أن ما أصاب السويداء من أحداث مؤلمة لم ولن يغير من ثوابتها الوطنية، وستبقى بخيرها وكرامتها وبتاريخها العريق وبموقفها الثابت إلى جانب سوريا ووحدة ترابها وشعبها، على خُطى القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش الذي قال “الدين للّه والوطن للجميع”، وعلى نهج شيخ الكرامة الذي قال: “سوريا أمّنا، ووطن ثاني بديل ما إلنا”. وأضاف: “نقولها اليوم بوضوح أمام الجميع إن السويداء كانت وستبقى عربية الهوى، إسلامية القيم، سورية الانتماء، وفية لنهج سلفها الصالح الذي حمل راية الكرامة والدفاع عن الهوية الوطنية والدينية، ووقف في وجه كل غريب أو طامع أو فاسد يريد العبث بوحدة هذا الوطن”.
بدوره، توجه المحامي ممدوح السعيد من أعيان محافظة السويداء، بالشكر للقائمين على الحملة، مثمّناً الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لتعزيز السلم الأهلي ومدّ جسور الثقة بين أبناء المجتمع. وأشار السعيد إلى أن مبادرة “السويداء منّا وفينا”، تأتي في إطار الواجب الوطني والمجتمعي لدعم المؤسسات التربوية والتعليمية، بما يسهم في تعزيز العملية التعليمية وخدمة الأجيال القادمة، وقال: “إن محافظة السويداء كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من الجمهورية العربية السورية”، مشيداً بالروح الوطنية العالية لدى أبناء المحافظة وباقي المحافظات السورية.
في حين أكد المهندس تمام اللحام من أعيان محافظة السويداء وحفيد المجاهد حسن اللحام، وحدة أبناء المحافظة مسلمين ومسيحيين، مشدداً على التكاتف والتعايش بين المكونات السورية في وجه التحديات. ولفت اللحام إلى أن نضال الأجداد كان من أجل وحدة سوريا أرضاً وشعباً، مبيناً أن الهدف من اللقاءات والحملات هو تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
السويداء كانت وستظل رافعة للوطنية السورية
وزير الإعلام حمزة المصطفى أوضح أن الواقع في السويداء صعب وغير مثالي، حيث لا تزال هناك ندوب وتصدعات قديمة أوجدها النظام البائد الذي عمل على استثمار الانقسامات الطائفية كإستراتيجية للبقاء، مشيراً إلى أن هذه الانقسامات تتفاقم عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حملات تحريضية ضخمة تنشر خطاباً طائفياً يلبس أحياناً لبوس الدفاع عن الدولة، محذراً من خطورة هذه الحملات التي تعمق الانقسامات.
ودعا الوزير المصطفى إلى تبني خطاب المواطنة الذي يساوي بين الحقوق والواجبات لجميع مكونات الشعب السوري، مؤكداً أن السويداء كانت وستظل رافعة للوطنية السورية ومكوناً أساسياً في تشكيل المجتمع السوري، وأعرب عن أمله بأن تكون هذه المبادرة بداية لترميم الجراح وبناء مستقبل أفضل. وزير الثقافة محمد ياسين الصالح أكد أن محافظة السويداء كانت وستبقى عزيزة على قلوب السوريين جميعاً، وهي جزء لا يتجزأ من الوطن، مشدداً على أن كل محاولات بثّ الفرقة أو زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ستبوء بالفشل.
وقال الصالح: “إذا أُصيبت العين نُعالجها ولا نقتلعها، والسويداء هي عيوننا، وإن تعرضت لاعتداء فإننا هنا اليوم لنُعالج، لا لنتخلّى”. وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح أوضح أن وجود الفرق الحكومية والإغاثية في محافظة السويداء يأتي تجسيداً لوحدة السوريين، واستناداً إلى الإرث الحضاري والإنساني العميق الذي يتمتع به الشعب السوري منذ آلاف السنين. وقال الصالح: “إن الكثير من الأصدقاء الذين زاروا سوريا أبدوا دهشتهم من حالة الانضباط والتماسك التي يشهدها المجتمع السوري، والتي تختلف عن تجارب العديد من الدول التي مرت بصراعات، وأحدهم أرجع هذا التماسك إلى الإرث الحضاري والإنساني الذي يحمله الشعب السوري منذ أكثر من 7000 عام”.
حملة “السويداء منّا وفينا” استكمال لحملات وطنية مشابهة
ولفت الصالح إلى أن حملة “السويداء منّا وفينا” تأتي استكمالاً لحملات وطنية سابقة وقال: “كما نحن اليوم في السويداء، سنكون قريباً أيضاً في الحسكة والرقة، لأن العمل الوطني لا يعرف الحدود الجغرافية، بل يشمل كل أبناء الوطن”.
وزير الصحة مصعب العلي أوضح أن الوزارة حرصت على التواجد في مختلف المحافظات والمدن السورية، مشدداً على حاجة البلاد في هذه المرحلة إلى التكاتف والتفاهم بين جميع أبنائها.
وقال العلي: “لا يوجد أي جزء من سوريا لا يستحق السلام والاستقرار والتقدم والازدهار، والمشاركة في هذه الحملات تأتي في إطار تعزيز الروابط الوطنية والتواصل بين مختلف مكونات المجتمع السوري”.
مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الإعلامية أحمد موفق زيدان أكد أن الدولة السورية تقف على مسافة واحدة من جميع السوريين، وأن السويداء هي سوريا،
وقال: “وجودنا في المحافظة هو رد واضح من القيادة السورية بأننا شعب واحد ودولة واحدة ولا يمكن أن يفرقنا أي شخص انعزالي”. محافظ درعا أنور الزعبي أكد أن درعا والسويداء توأمان سوريان، ولا يمكن لأحد أن يفرق بين سهل وجبل حوران الذي يعد البوابة الجنوبية لسوريا، مؤكداً أن المحافظتين تشكلان جناحين لطائر واحد.
وأوضح الزعبي أن الشعب السوري استطاع بوحدته هزيمة ثلاثة احتلالات، وهو اليوم سيتمكن بوحدته من بناء سوريا المزدهرة، مشدداً على أهمية أن يقف الشعب السوري كلّه جنباً إلى جنب من أجل مستقبل أفضل لبلاده.
وتسعى حملة “السويداء منّا وفينا” إلى بناء جسور الثقة والمحبة بين
أبناء السويداء وأبناء المحافظات الأخرى، وتمكين الشباب السوري وإبراز
قدرتهم على قيادة المبادرات الإنسانية والوطنية وصنع التغيير الإيجابي.
كما تستهدف الحملة قطاعات التعليم والصحة والبنى التحتية عبر دعم
المدارس والمراكز التعليمية، ورفد المستشفيات والمراكز الصحية بما تحتاجه
من تجهيزات وأدوية، والمساهمة في إعادة تأهيل الخدمات الأساسية من مياه
وكهرباء وطرق.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة