#
  • فريق ماسة
  • 2025-10-27
  • 1148

التربية السورية: مشروع المقاعد المدرسية يحقق ربط التعليم المهني بالإنتاج وتعزيز مهارات الطلاب

في إطار التوجه نحو ربط التعليم بالإنتاج وتعزيز دور التعليم المهني، أطلقت وزارة التربية والتعليم مشروعاً وطنياً متكاملاً لإنتاج المقاعد المدرسية في مختلف المحافظات، يشارك فيه طلاب ومعلمو التعليم المهني، وذلك بهدف تأمين احتياجات المدارس من التجهيزات الأساسية وتأهيل الطلاب بالمهارات العملية التي تمكّنهم من دخول سوق العمل.

مشروع يجمع بين التعليم والإنتاج

مديرة التعليم المهني والتقني في الوزارة سوسن حرستاني أوضحت في تصريح لها اليوم أن المشروع يعتمد على مرحلتين أساسيتين، الأولى تصنيع المقاعد وتسليمها للمدارس وفق الحاجة، والثانية تدريب طلاب التعليم المهني عملياً لتطبيق ما تعلموه نظرياً ضمن مشروع إنتاجيّ واقعيٍّ يخدم العملية التعليمية والمجتمع المحلي. وبينت حرستاني أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة لتحويل المدارس المهنية إلى مراكز إنتاجية صغيرة تسهم في تلبية احتياجات القطاع التربوي، وتعزز مفهوم العمل والإنتاج بين الطلاب، ليصبح التعليم المهني رافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني.

تطوير بيئة التعلم وتعزيز دور التعليم المهني

واعتبرت حرستاني أن المشروع يسهم في تحسين بيئة التعلم المهني داخل الصفوف وتخفيف الأعباء عن المدارس التي تعاني من نقصٍ في التجهيزات، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على تفعيل الورشات الإنتاجية في المدارس والمعاهد الصناعية لضمان استدامة تزويد المدارس بالمقاعد وفق المعايير المطلوبة، حيث إن إشراك طلاب التعليم المهني في هذا المشروع يعزز لديهم روح العمل والإنتاج، ويجعلهم شركاء فاعلين في تطوير البيئة التربوية.

دمشق تقود التجربة بإطلاق ورش تعليمية في دمشق،

نفذ طلاب ومعلمو التعليم المهني الصناعي حسب حرستاني المشروع داخل ورشٍات مجهزةٍ بالتقنيات الحديثة، تحت إشراف مدرسي الحرف والتدريب العملي، وأنتجت الورشات عدداً من المقاعد التي وُزعت على المدارس المحتاجة، في خطوةٍ تهدف إلى تحسين بيئة التعلم وتخفيف الضغط عن الورشات الخاصة. وفي حماة، تم تصنيع أكثر من 25 ألف مقعدٍ مدرسيٍّ بمشاركة طلاب التعليم المهني ومعلميهم، وبالتعاون مع المجتمع المحلي، حيث وُزعت المقاعد على المدارس في المناطق التي عادت إليها الأسر المهجرة في ريف المحافظة، منها الغاب وشمالي صوران والحمرا، ما ساهم في رفع جاهزية المدارس وتحسين ظروف التعليم.

وفي حمص، بدأ العمل في تصنيع المقاعد وفق حرستاني منذ نحو خمسة أشهر بمشاركة طلاب ومعلمي التعليم المهني، ضمن جهودٍ تهدف إلى سد النقص في المدارس وتحسين بيئة التعلم. وفي درعا، يواصل المعهد الصناعي حسب حرستاني تصنيع المقاعد بوتيرةٍ عالية لتغطية الطلب المتزايد، مع الالتزام بجودة التصنيع، بما يحقق هدف الوزارة في توفير بيئةٍ تعليميةٍ مريحةٍ ومحفزةٍ للتعلم. أما في ريف دمشق، فقد أطلقت خطةً لإنتاج أكثر من عشرة آلاف مقعدٍ مدرسيٍّ ضمن الثانويات الصناعية، بالتعاون مع المجتمع المحلي، بهدف تعزيز جودة التعليم وتحديث التجهيزات المدرسية في المناطق الريفية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب. وفي إدلب، نفذت المدرسة الصناعية في معرة مصرين مبادرةً لتصنيع المقاعد بمشاركة الطلاب والمعلمين، ما منحهم خبرةً عمليةً وزاد شعورهم بالمسؤولية تجاه المجتمع، وأكد قيمة التعليم المنتج الذي يجمع بين المعرفة والعمل.

المشروع مستمر في كل المحافظات

وأكدت حرستاني أن المشروع مستمر في جميع المحافظات، حيث تم خلال الأشهر الأخيرة تسليم آلاف المقاعد للمدارس في مختلف المناطق، في خطوةٍ تعكس نجاح التكامل بين التعليم المهني والقطاع التربوي. ولفتت إلى أن هذا المشروع لا يقتصر على سد النقص في التجهيزات، بل يمثل نموذجاً عملياً لتطوير التعليم المهني وتحويله إلى قوة إنتاجية وطنية تدعم الاقتصاد، وتبني جيلاً مؤهلاً علمياً ومهنياً لخدمة الوطن والمشاركة في تنميته.

ويعد التعليم المهني في سوريا ركيزة أساسية للتنمية ورافعة للمجتمع، حيث تعمل الوزارة على تعزيز مكانته من خلال تشجيع إبداع الطلاب ومشاريعهم، وتحويل المدارس المهنية إلى ورشات عمل إنتاجية تسهم في تلبية حاجات سوق العمل بكوادر مدربة وكفوءة.



المصدر : سانا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة