#
  • فريق ماسة
  • 2025-11-06
  • 1067

قسد: الاندماج مع دمشق لم يتحقق وخطر الصراع ما زال قائماً

حذّر القائد في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، سيبان حمو، من أن خطر اندلاع الصراع ما زال قائماً، مشيراً إلى أن المفاوضات مع الحكومة السورية تمرّ بمرحلة حساسة.

قال حمو في مقابلة مع موقع (المونيتور)، إن سوريا تمرّ بمرحلة "شديدة الحساسية"، موضحاً أن "الوضع يتضح يوماً بعد يوم، لكن لا توجد خطوات جدية يمكن الحديث عنها".

وأشار إلى أن "الخطوة الأهم كانت اتفاق العاشر من آذار 2025 الموقّع بين القائد العام مظلوم عبدي والرئيس المؤقت أحمد الشرع"، لافتاً إلى أنه "كان في الواقع مسودة، وكان يفترض أن تُستكمل لاحقاً بخطوات تنفيذية، لكن ذلك لم يحدث".

وأضاف: "اتهمتنا بعض الأطراف بأننا نكسب الوقت، وهذا كذب كبير. على العكس تماماً، نحن أكدنا التزامنا باتفاق العاشر من آذار، ونريد المضي نحو الاندماج في سوريا وتحمّل مسؤولياتنا والمشاركة في كل البلاد.

هذا قرار واستراتيجية بالنسبة لنا، وهو هدفنا الرئيسي". ونفى وجود أي نوايا انفصالية قائلاً: "خلافاً لما يُروّج له البعض، ليست لدينا أجندة انفصالية ولا نسعى إلى إقامة دولة مستقلة، لكن الأكاذيب والدعاية ضدنا لا تتوقف".

الخلافات بين الجانبين

قال حمو إن المشكلة الأساسية بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة المؤقتة "تكمن في اختلاف المقاربات، في طريقة فهمنا وتفسيرنا للقضايا والواقع".

وأوضح: "نحن نرى الأمور بطريقة، وهم يرونها بطريقة أخرى. هناك من يفهم حقوق الإنسان وسيادة القانون والمجتمع بشكل، وآخرون بشكل مختلف".

وأضاف: "في موضوع الاندماج مثلاً، نواجه مشكلة في الفهم. بالنسبة لهم، الاندماج يعني أن يتخلى المرء كلياً عن ذاته، أن ينكر هويته، أن يذوب في الآخر. بالنسبة لهم، الاندماج هو الذوبان.

أما نحن، فالديمقراطية بالنسبة لنا تعني الاندماج الذي يحافظ على الهوية والوجود والإرادة".

وانتقد ما اعتبره خطوات أحادية من قبل الحكومة السورية قائلاً: "إعلان النوايا في العاشر من آذار تضمن جملة واحدة تتحدث عن الشراكة. لكن إذا نظرنا إلى الخطوات التي تلت ذلك: حكومة مؤقتة تشكّلت دون استشارتنا، دستور أُعلن من دون مشاركتنا، انتخابات برلمانية كانت أقرب إلى المسرحية منها إلى الانتخابات.

كل ذلك جرى دون أي تشاور معنا. فأين هي الشراكة في هذا كله؟ الحكومة المؤقتة تتصرف بشكل أحادي، ثم تتهمنا بأننا لا نريد الاندماج. يجب أن يُفهم هذا جيداً".

"تحديد موعد للاندماج هو أمر خاطئ"

وأكد حمو أن الهدف الوحيد لـ (قسد) هو "أن تتحول سوريا إلى دولة ديمقراطية تعددية"، قائلاً: "نريد نظاماً ديمقراطياً يعبّر عن الجميع".

وأضاف أن ارتباط قوات سوريا الديمقراطية بالمؤسسات الوطنية "مرتبط بمدى تحقق الديمقراطية في دمشق"، موضحاً: "تحديد موعد نهائي للاندماج هو أمر خاطئ". وقال: "المشكلات لا تنبع منا. القرارات التي تتخذها الحكومة المؤقتة والخطوات التي ذكرتها من بين أسباب التأخير، وهناك أيضاً عوامل تتعلق بالوضع الأمني والعسكري".

أوضح حمو أن قوات سوريا الديمقراطية "قوة دفاعية"، مضيفاً: "لو لم تقع مجازر في سوريا وكان الجميع يعيش بسلام، ويحترم النظام في دمشق إرادة الناس ويمثلهم، لما كان هناك حاجة لآلية دفاعية". وتابع: "ضع نفسك مكاننا كقائد عسكري يشهد ما يجري في اللاذقية ضد العلويين وفي السويداء ضد الدروز، فما الإجراءات التي ستتخذها؟ هل تسترخي أم تعزز دفاعاتك؟ من الطبيعي أننا عززنا قدراتنا الدفاعية والعسكرية".

وأشار إلى أن "الأحداث التي تلت ذلك في الشيخ مقصود ودير حافر أثبتت صواب موقفنا"، مضيفاً أن "كل هذه الأحداث كانت من تدبير الحكومة المؤقتة.. نحن لم نقم بأي استفزازات ولا نملك أجندة خفية".

الدور الأميركي في المفاوضات

وقال حمو إن الولايات المتحدة، وهي "الشريك الرئيسي في الحرب ضد تنظيم الدولة"، تعدّ "في صميم هذه المفاوضات وعمليات الاندماج"، لكنه أشار إلى أنه "يجد صعوبة أحياناً في فهم مواقفها".

وأضاف: "المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك ألقى باللوم على قواتنا في انهيار محادثات 9 تموز بين مظلوم عبدي ومسؤولي الحكومة، ولا أفهم كيف توصلوا إلى هذا الاستنتاج". وتابع: "نحن تخلصنا من نظام بعثي استبدادي مطلق، فهل يُراد لنا الآن أن نخضع لنظام مماثل يرتدي لحية فقط؟ هل هؤلاء هم القادة الشرعيون الذين تراهم أميركا للشعب السوري؟"

. وختم بالقول: "في كل هذه التطورات، من الواضح أن للأميركيين دوراً محورياً، وهم الطرف الرئيسي الذي نتحاور معه". وذكر حمو أنه شارك في اجتماع واحد مع مسؤولي الحكومة السورية في دمشق منتصف تشرين الأول، قائلاً إن "الأجواء كانت إيجابية جداً، والرسائل التي سمعناها كانت مشجعة"، لكنه أشار إلى أنه "لم يُوثّق أي من ذلك لا كتابة ولا شفهياً بشكل رسمي، ولم يُوقّع أي شيء".

وأضاف: "نُقل لاحقاً عبر وسائل الإعلام أنه تم التوصل إلى اتفاق شفهي يقضي بإنشاء ثلاث ألوية خاصة تحت القيادة العامة للجيش السوري.

وقد أوضحنا أننا كقوات سوريا الديمقراطية نمتلك هيكلاً موحداً يشبه الجيوش النظامية، ويمكننا تنفيذ مهام دفاعية تحت إشراف وزارة الدفاع السورية بروح من حسن النية".

لكن حمو أكد أن "هذه التفاهمات بقيت شفهية فقط، ولم تتبعها أي خطوات"، مضيفاً: "بينما كنا نعمل على ذلك، تعرّضت قواتنا في الشيخ مقصود لهجوم من سبع نقاط مختلفة، ومنذ ذلك الحين تخضع منطقتا الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية في حلب لحصار".

"اتفاق حلب كان كذبة نيسان"

وقال حمو إن اتفاق الأول من نيسان مع الحكومة بخصوص حلب، والذي نص على انسحاب قوات قسد من الشيخ مقصود وتشكيل إدارة محلية بالتنسيق مع السلطات، "كان كذبة نيسان".

وأوضح أن "الطريق الواصل بين دير حافر والرقة والطبقة مغلق منذ شهرين من قبل قوات مرتبطة بالحكومة، ولا يُسمح بمرور العسكريين أو المدنيين".

وأضاف: "كقائد عسكري، ماذا يمكن أن أستنتج من ذلك؟ هل أركز على الحوار أم أستعد للحرب؟ الواقع واضح: الاستعدادات العسكرية تتقدم على ما سواها، ونحن لا نخدع أنفسنا".

وتابع: "لدينا خبرة طويلة في القتال، ونعرف متى وتحت أي ظروف تندلع الحرب"، إلا أنه شدد على أن الحوار مستمر، قائلاً: "هدفنا الأساسي هو التوصل إلى اتفاق عبر التفاهم، وضمان مستقبل سوريا عبر الحوار، وتأمين ضمانات دستورية لحقوق جميع السوريين — الدروز والعلويين والمسيحيين والتركمان والأكراد".

وأوضح أن "القائد مظلوم عبدي سيقود المحادثات المقبلة"، مضيفاً: "سنفعل كل ما بوسعنا لتحقيق نتيجة إيجابية، لكن بصفتي قائداً عسكرياً سأركز على الوضع الميداني.

الشيخ مقصود مهم جداً بالنسبة لنا، وكذلك الهجمات الجارية في شمال شرق سوريا، وتطورها سيحدد ما إذا كنا سنتجه إلى تهدئة أو إلى تصعيد الحرب، وهذا يعتمد على موقف الحكومة المؤقتة".

"الحكومة لا تسيطر بالكامل"

قال حمو إن الحكومة السورية "لا تسيطر بالكامل على البلاد"، موضحاً أن "الوضع مجزأ بشدة"، وأن "الفصائل المسلحة الأخرى ما زالت تسيطر على نفس المناطق التي كانت تسيطر عليها قبل سقوط نظام الأسد، رغم إعلانها الولاء للحكومة المؤقتة".

وأضاف: "ينطبق هذا على مناطق في دمشق مثل دوما، حيث لا يمكن للقوات الحكومية دخولها من دون إذن من جيش الإسلام. والوضع أسوأ في مناطق أخرى. ما يجري في اللاذقية والسويداء معروف للجميع.

وفي محيط حلب، الحكومة ليست صاحبة السيطرة الفعلية. حتى عندما تأمر تلك الحكومة الفصائل التي تحاصر الشيخ مقصود برفع الحصار، لا يستجيبون.

أما التنف، فقصته مختلفة تماماً".

وتابع: "تقديم صورة مفادها أن سوريا مستقرة وتحت السيطرة وأن العقبة الوحيدة هي قوات سوريا الديمقراطية، هو تضليل تام. في مثل هذه الظروف، من الطبيعي أن تتقدم أولوياتنا الدفاعية.

يقظتنا ونضالنا من أجل الديمقراطية ليسا من أجل الأكراد فقط، بل من أجل كل سوريا، ولن يتوقفا".







اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة