#
  • فريق ماسة
  • 2025-11-06
  • 1056

"سيمافور": خطة السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي تمر عبر سوريا

كشفت منصة "سيمافور" الأميركية أن السعودية وسوريا تجريان مباحثات متقدمة لإنشاء شبكة كابلات بيانات دولية تربط المملكة بأوروبا عبر الأراضي السورية، في مشروع يُنظر إليه كجزء أساسي من خطة الرياض لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي.

ووفق مصادر مطلعة نقلت عنها "سيمافور"، فإنه من المتوقع أن تعلن وزارة الاتصالات والتقانة السورية خلال الشهر الجاري عن الشركة الفائزة بتنفيذ مشروع "سيلك لينك"، الذي سيسمح بمرور حركة الإنترنت من الخليج نحو أوروبا دون المرور بالبحر الأحمر، وهو المسار التقليدي للاتصالات بين الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة. وقالت المصادر إن شركة الاتصالات السعودية هي من بين الشركات المرشحة للفوز بالمشروع، إلى جانب تحالفات أخرى مدعومة من شركات أردنية وكويتية وعُمانية وإماراتية.

وأشارت مصادر "سيمافور" إلى أن قيمة الاستثمارات المقدرة في المشروع تصل إلى نحو 500 مليون دولار، مع عوائد تشغيل مستمرة ستوفر دفعة كبيرة للاقتصاد السوري المتضرر من الحرب، ولشبكات الاتصالات المحلية المتقادمة.

مباحثات رفيعة وموقع جغرافي استراتيجي

وفي تصريحات للمنصة الأميركية، قال وزير الاتصالات والتقانة السوري، عبد السلام هيكل، إن الحكومة السورية "في المراحل الأخيرة قبل اختيار الشريك المنفّذ لمشروع سيلك لينك"، مؤكداً أن خمسة عروض وصلت من شركات عربية كبرى.

وأوضح هيكل أن دمشق تمتلك منفذاً على البحر المتوسط، ما يجعلها "بوابة طبيعية لدول الخليج، وعلى رأسها السعودية، لتأمين مسارات بيانات بديلة ومتنوعـة بعيداً عن التركز الحالي لحركة الإنترنت عبر البحر الأحمر".

وأشار وزير الاتصالات السوري إلى أن الاجتماع مع نظيره السعودي في الرياض، مطلع العام الجاري، بحث سبل التعاون في المشروع، وأن شركة الاتصالات المملوكة للدولة السعودية كانت طرفاً أساسياً في المفاوضات، وربما تتولى بناء وتشغيل الكابلات مستقبلاً.

وتأتي هذه الخطوة في وقت ازدادت فيه الحاجة إلى مسارات بديلة بعد سلسلة أعطال غامضة طالت كابلات بحرية تحت البحر الأحمر في أيلول الماضي، تسببت في انقطاعات واسعة لخدمات الإنترنت في الشرق الأوسط وآسيا لعدة أيام.

سوريا بوابة استراتيجية لخطة الذكاء الاصطناعي السعودية

واعتبر تقرير "سيمافور" أن ربط شبكة البيانات عبر سوريا والأردن سيمنح السعودية ميزة جغرافية إضافية، إذ يقلل الكمون الزمني في نقل البيانات، ويقدم بديلاً عن الربط عبر إسرائيل، التي لا تربطها بالرياض علاقات دبلوماسية رسمية بعد.

وأشارت المنصة إلى أن السعودية تعتبر البيانات المورد الاستراتيجي الجديد بعد النفط، وتسعى لتحويل نفسها إلى مركز منخفض الكلفة لتقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال استغلال وفرة الأراضي والطاقة الرخيصة لجذب شركات عالمية تبني مراكز بيانات ضخمة وتشغل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا الإطار، أبرمت الرياض اتفاقات مع شركات أميركية، منها "أمازون" و"نيفادا"، لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وتوفير معالجات متقدمة، إلا أن نجاح هذه الخطط يعتمد على تأمين روابط اتصالات عالية السرعة وموثوقة مع أوروبا وآسيا، وهو ما يسعى إليه مشروع "سيلك لينك" السوري.

سباق إقليمي على الذكاء الاصطناعي

ويأتي المشروع في سياق التنافس المتصاعد داخل الخليج على قيادة قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي، إذ ذكرت دراسة لمعهد الشرق الأوسط أن طموحات السعودية في هذا المجال تعكس تحول المنطقة إلى لاعب مؤثر في السباق التكنولوجي العالمي وسط التنافس الأميركي - الصيني.

وتسعى شركة "هيوماين"، التي أنشأها صندوق الاستثمارات العامة السعودي هذا العام، إلى جعل المملكة ثالث أكبر مزوّد للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في العالم بعد الولايات المتحدة والصين.




المصدر : تلفزيون سوريا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة