ردت سورية، أمس، على العقوبات الأوروبية والتركية، بتعليق انضمامها إلى الاتحاد من اجل المتوسط الذي أنشئ بمبادرة من فرنسا، وتعليق العمل باتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، وتحذيرها أنقرة من «انها تدرس اتخاذ إجراءات أخرى». وفي خطوة تأتي في توقيت لافت، اعلنت موسكو انها سلمت سورية منظومة متحركة للدفاع عن السواحل تتضمن صواريخ «ياخونت» المضادة للسفن، بعد انتقادها اقتراب السفن الأميركية من السواحل السورية مشددة على أن هذه الإجراءات تعقد عملية إيجاد حل للازمة.

ويأتي ذلك بعد ساعات من فرض أوروبا وواشنطن عقوبات جديدة على سورية، التي اعتبرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أنها «دخلت في حرب أهلية»، قبل أن تعود وتصحح أنها على «شفير الحرب الأهلية». ومن المقرر أن يبحث أعضاء اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسورية في الدوحة غدا التوصيات التي قدمتها لجنة الفتها الجامعة بوضع 17 شخصية سورية على قائمة حظر السفر وتجميد الأرصدة. وأوصت اللجنة بوقف الرحلات الجوية من وإلى سورية بدءا من منتصف كانون الأول.

وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقابلة مع «رويترز» في اربيل قبيل انتقاله الى تركيا، ان خطر امتداد عدم الاستقرار في سورية عبر الحدود ليس سببا لبقاء الأسد في السلطة. وأضاف «من الواضح لنا أن الأسد هو المشكلة في سورية، وأنه ليس من غير المشروع أن يتساءل أي من جيران سورية ماذا بعد، لكن الشيء الأول والأهم هو أن يرحل».

وردت دمشق على العقوبات الغربية الجديدة عبر تعليق انضمامها إلى الاتحاد من اجل المتوسط الذي أنشئ في تموز العام 2008 بمبادرة من فرنسا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية، في بيان، ان «الاتحاد الأوروبي قام باتخاذ سلسلة إجراءات من العقوبات السياسية والاقتصادية غير المبررة والتي تستهدف معيشة الشعب السوري، وتشكل انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية، الأمر الذي يتناقض مع روح الاتفاقيات الموقعة بين الجانب السوري والجانب الأوروبي، وبما يسيء بشكل كبير لروح الشراكة التي أرست دعائمها عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط».

وأضاف «في ظل تزايد الحملة السياسية والإعلامية غير المبررة ضد سورية في المحافل الدولية والأوروبية بشكل لا يستند إلى أي مقاربة موضوعية، وقيام الأوروبيين بالتحريض عوضا عن الإسهام في إيجاد مخرج للأزمة الراهنة في سورية، قررت حكومة الجمهورية العربية السورية تعليق عضويتها في الاتحاد من أجل المتوسط إلى حين قيام الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن الإجراءات التي فرضها على سوريا، وقد تم إبلاغ ممثلي الرئاسة المشتركة المصرية والفرنسية للاتحاد من أجل المتوسط بهذا القرار».

وفي سياق مواز، قال متحدث باسم وزارة الخارجية، في بيان، «ردا على الإجراءات التي أعلنها وزير الخارجية التركي (احمد داود اوغلو) في مؤتمره الصحافي أمس (الأول) تجاه سورية، قررت الحكومة السورية تعليق العمل باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. وتدرس الحكومة السورية اتخاذ إجراءات أخرى تتناسب مع ما أعلنه الوزير التركي».

قال مصدر روسي عسكري - دبلوماسي لوكالة انباء «انترفاكس» ان روسيا سلمت سورية منظومة متحركة للدفاع عن السواحل تتضمن صواريخ عابرة مضادة للسفن في إطار عقد ابرم في 2007. وأضاف ان «الصواريخ المضادة للسفن التي تخرق جدار الصوت من نوع ياخونت سلمت الى سوريا في اطار منظومة باستيون المتحركة للدفاع عن السواحل». ولم يقدم تفاصيل عن حجم الصفقة وتاريخ تسليمها.

وقال مصدر آخر للوكالة ان دمشق تريد تسلم منظومتي باستيون على الاقل تتألف كل منهما من 35 صاروخا عابرا من نوع ياخونت. واشارت الى ان قيمة هذا العقد تقدر بـ 300 مليون دولار. واضاف «هذا السلاح يسمح بتغطية كل الساحل السوري من أي هجوم محتمل من البحر».

وكرر نائب رئيس الحكومة الروسية سيرغي إيفانوف، القول انه لا يرى ما يمنع روسيا من تصدير أسلحة إلى سورية. وسترسل موسكو خلال الشهر الحالي الى سورية سفينتين حربيتين، هما حاملة الطائرات «اميرال كوزنتسوف» والسفينة «اميرال تشابانينكو».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، في بيان، ان «ارسال السفن الحربية الأميركية الى السواحل السورية لا يساعد في ايجاد تسوية سلمية للمشكلة السورية». واضاف «ان جميع هذه الإجراءات تعقد إيجاد سبل لتسوية المشكلة. إن هذه الإجراءات تضيف عناصر جديدة للتوتر، التي من دونها المنطقة ساخنة. وإنها لا تساعد مطلقا في إيجاد تسوية سلمية».

وفي رام الله، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي «حرص فلسطين الدائم على استقرار وسلامة سوريا في إطار الحل العربي الذي تنشده الجامعة العربية عبر جهودها المتواصلة». وتسلم المالكي من ممثل روسيا لدى السلطة الفلسطينية الكسندر ريديكوف رسالة خطية من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول الأوضاع في المنطقة، وخاصة على صعيد الملف السوري.

كما نقل السفير الروسي لدى العراق فاليريان شوفاييف رسالة من لافروف إلى نظيره العراقي هوشيار زيباري تسلمها وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي.

  • فريق ماسة
  • 2011-12-01
  • 8585
  • من الأرشيف

صواريخ «ياخونـت» الروسـية في سـورية

ردت سورية، أمس، على العقوبات الأوروبية والتركية، بتعليق انضمامها إلى الاتحاد من اجل المتوسط الذي أنشئ بمبادرة من فرنسا، وتعليق العمل باتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، وتحذيرها أنقرة من «انها تدرس اتخاذ إجراءات أخرى». وفي خطوة تأتي في توقيت لافت، اعلنت موسكو انها سلمت سورية منظومة متحركة للدفاع عن السواحل تتضمن صواريخ «ياخونت» المضادة للسفن، بعد انتقادها اقتراب السفن الأميركية من السواحل السورية مشددة على أن هذه الإجراءات تعقد عملية إيجاد حل للازمة. ويأتي ذلك بعد ساعات من فرض أوروبا وواشنطن عقوبات جديدة على سورية، التي اعتبرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أنها «دخلت في حرب أهلية»، قبل أن تعود وتصحح أنها على «شفير الحرب الأهلية». ومن المقرر أن يبحث أعضاء اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسورية في الدوحة غدا التوصيات التي قدمتها لجنة الفتها الجامعة بوضع 17 شخصية سورية على قائمة حظر السفر وتجميد الأرصدة. وأوصت اللجنة بوقف الرحلات الجوية من وإلى سورية بدءا من منتصف كانون الأول. وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقابلة مع «رويترز» في اربيل قبيل انتقاله الى تركيا، ان خطر امتداد عدم الاستقرار في سورية عبر الحدود ليس سببا لبقاء الأسد في السلطة. وأضاف «من الواضح لنا أن الأسد هو المشكلة في سورية، وأنه ليس من غير المشروع أن يتساءل أي من جيران سورية ماذا بعد، لكن الشيء الأول والأهم هو أن يرحل». وردت دمشق على العقوبات الغربية الجديدة عبر تعليق انضمامها إلى الاتحاد من اجل المتوسط الذي أنشئ في تموز العام 2008 بمبادرة من فرنسا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية، في بيان، ان «الاتحاد الأوروبي قام باتخاذ سلسلة إجراءات من العقوبات السياسية والاقتصادية غير المبررة والتي تستهدف معيشة الشعب السوري، وتشكل انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية، الأمر الذي يتناقض مع روح الاتفاقيات الموقعة بين الجانب السوري والجانب الأوروبي، وبما يسيء بشكل كبير لروح الشراكة التي أرست دعائمها عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط». وأضاف «في ظل تزايد الحملة السياسية والإعلامية غير المبررة ضد سورية في المحافل الدولية والأوروبية بشكل لا يستند إلى أي مقاربة موضوعية، وقيام الأوروبيين بالتحريض عوضا عن الإسهام في إيجاد مخرج للأزمة الراهنة في سورية، قررت حكومة الجمهورية العربية السورية تعليق عضويتها في الاتحاد من أجل المتوسط إلى حين قيام الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن الإجراءات التي فرضها على سوريا، وقد تم إبلاغ ممثلي الرئاسة المشتركة المصرية والفرنسية للاتحاد من أجل المتوسط بهذا القرار». وفي سياق مواز، قال متحدث باسم وزارة الخارجية، في بيان، «ردا على الإجراءات التي أعلنها وزير الخارجية التركي (احمد داود اوغلو) في مؤتمره الصحافي أمس (الأول) تجاه سورية، قررت الحكومة السورية تعليق العمل باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. وتدرس الحكومة السورية اتخاذ إجراءات أخرى تتناسب مع ما أعلنه الوزير التركي». قال مصدر روسي عسكري - دبلوماسي لوكالة انباء «انترفاكس» ان روسيا سلمت سورية منظومة متحركة للدفاع عن السواحل تتضمن صواريخ عابرة مضادة للسفن في إطار عقد ابرم في 2007. وأضاف ان «الصواريخ المضادة للسفن التي تخرق جدار الصوت من نوع ياخونت سلمت الى سوريا في اطار منظومة باستيون المتحركة للدفاع عن السواحل». ولم يقدم تفاصيل عن حجم الصفقة وتاريخ تسليمها. وقال مصدر آخر للوكالة ان دمشق تريد تسلم منظومتي باستيون على الاقل تتألف كل منهما من 35 صاروخا عابرا من نوع ياخونت. واشارت الى ان قيمة هذا العقد تقدر بـ 300 مليون دولار. واضاف «هذا السلاح يسمح بتغطية كل الساحل السوري من أي هجوم محتمل من البحر». وكرر نائب رئيس الحكومة الروسية سيرغي إيفانوف، القول انه لا يرى ما يمنع روسيا من تصدير أسلحة إلى سورية. وسترسل موسكو خلال الشهر الحالي الى سورية سفينتين حربيتين، هما حاملة الطائرات «اميرال كوزنتسوف» والسفينة «اميرال تشابانينكو». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، في بيان، ان «ارسال السفن الحربية الأميركية الى السواحل السورية لا يساعد في ايجاد تسوية سلمية للمشكلة السورية». واضاف «ان جميع هذه الإجراءات تعقد إيجاد سبل لتسوية المشكلة. إن هذه الإجراءات تضيف عناصر جديدة للتوتر، التي من دونها المنطقة ساخنة. وإنها لا تساعد مطلقا في إيجاد تسوية سلمية». وفي رام الله، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي «حرص فلسطين الدائم على استقرار وسلامة سوريا في إطار الحل العربي الذي تنشده الجامعة العربية عبر جهودها المتواصلة». وتسلم المالكي من ممثل روسيا لدى السلطة الفلسطينية الكسندر ريديكوف رسالة خطية من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول الأوضاع في المنطقة، وخاصة على صعيد الملف السوري. كما نقل السفير الروسي لدى العراق فاليريان شوفاييف رسالة من لافروف إلى نظيره العراقي هوشيار زيباري تسلمها وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة