دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن روسيا ستنفذ كافة الإجراءات، التي أعلنتها للتصدي للدرع الصاروخية الأوروبية الأمريكية، إذا لم يعرض عليها مخطط عمل مشترك، أو لم يجر التخلي عن المخططات، التي أعلنها الأمريكيون.
ولدى الإجابة في لقاء مع قادة الأفواج الصاروخية، عن سؤال حول مدى إمكانية فهم تصريح الرئيس الروسي المتشدد بشأن الدرع الصاروخية الأمريكية، الذي ورد في رسالته إلى الجمعية الفدرالية في كانون الأول 2011، بمثابة بداية مواجهة مع الغرب، قال مدفيديف أن "هذا لا يعني بدء مواجهة، وإنما يعني مجرد أننا لا نستطيع عدم الإكتراث بخططهم، لأن هذا يمس مصالحنا الاستراتيجية، ولذلك كنت مضطراً للادلاء بهذا التصريح".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن ردود الفعل على هذ التصريح كانت مختلفة: "فهناك من اعتبره بادرة زائدة عن اللزوم، وهناك من اعتبره دعاية إنتخابية".
كما قال أن "هذا التصريح ليس متشدداً، لأنه تضمن سرداً لقضايا واقعية، دفعتني بصفتي القائد الأعلى، لإتخاذ القرار المناسب والاجراءات بالمقابل، التي ستنفذ، وإنها الآن في طور التنفيذ، وأنتم على علم بها، وستنفذ حتى النهاية، كما سيحقق ما ذكره قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية بشأن تجديد سلاح هذه القوات 100% عملياً حتى عام 2020، وبوسعكم عدم الشك، فقد دفعت التكاليف بكامل حجمها، بغية أن يهيئ كل شيء ويورد للقوات".
ولدى التطرق الى إجراءات التصدي للدرع الصاروخية الأوروبية الأمريكية، أكد مدفيديف: "سنفعل كل شيء على الاتجاه، الذي ذكرته باستثناء حالة واحدة ـ إذا تخلى شركاؤنا عن هذه القضية، أو إذا عرضوا علينا مخطط مشاركة معين في دراسات مشتركة في مجال الدرع الصاروخية".
وقال الرئيس الروسي أنه واضحة حقيقة أن الطاقات النووية المتوفرة، يجب أن تكون فعالة. وأضاف: "عندما وقعنا مع (الرئيس الامريكي باراك) أوباما معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيحية، انطلقنا من أنه يجب أن تكون السلبيات والايجابيات متوازنة، وهذا لدرجة ما وضع متوازن، يخلق أو يحافظ على نموذج التوازن الاستراتيجي.
ونفهم أن الدرع الصاروخية هي مواصلة لقوات الصواريخ الاستراتيجية، ولكن بوسائل أخرى، أي أنها محاولة من حيث الجوهر، للاخلال بهذا التوازن".
وأكد مرة أخرى، أن موسكو لا تستطيع عدم الاكتراث بهذا الوضع، مها كان رئيس روسيا أو الولايات المتحدة، ويتعين البت في الموضوع.
وأشار الرئيس الروسي إلى "إنهم يتمسكون الآن، كما تعلمون، بما يسمى فكرة إنشاء الدرع الصاروخية الأوروبية على مراحل ـ أسلوب التكيف بـ 4 اطوار، حتى 2020، أو حتى قد يتعين في موعد مبكر، عند 2018، البت في نفقات صعبة، بالرغم من أنها ليست نفقات فائقة، وذلك من أجل موازنة ما يفعلونه. وإذا تخلوا حتى ذلك الوقت عن خططهم، وأبدى شركاؤنا في عدد من الحالات بشأن هذه القضية مرونة، فإننا سنبدي مرونة أيضاً".
وفي حالة استمرار نشر الدرع الصاروخية حسب الخطة، التي صادق عليها الناتو، فسيتعين على روسيا تنفيذ الاجراءات المعلنة.
وقال مدفيديف: "أؤكد مرة أخرى، إن هذا ليس نزعة عسكرية روسية، أو من مخلفات الحرب الباردة، وإنما مجرد حساب واقعي، لا نستطيع العمل بغيره".
كما قال أنه يجب أن يوافق على هذا شركاء روسيا، الذين يجري الحوار معهم بشأن صيانة التوازن الاستراتيجي. وأضاف الرئيس في الختام: "لذا سيكون لدينا عمل كثير".
وتقرر إنشاء منظومة درع الناتو الصاروخية في أوروبا في قمة المنظمة في لشبونة في تشرين الثاني 2010.
ويفترض عمل المنظومة ربط العناصر الوطنية للدرع الصاروخية في البلدان أعضاء الحلف، وكذلك استخدام عناصر الدرع الصاروخية الأمريكية، التي يجري نشرها في أوروبا.
ومن الفروض أن تستخدم في أغراض منظومة درع الناتو الصاروخية الأوروبية محطة رادار في تركيا، وقواعد صواريخ الاعتراض "SM-3" في رومانيا وبولندة وعلى متن سفن البحرية الامريكية، التي ترابط في ميناء روتا الاسباني. كما ستلحق بدرع الناتو الصاروخية ردارات الانذار المبكر السيارة على متن سفن البحرية الهولندية.
وقد أعلن سكرتير عام الناتو في تشرين الأول 2011، إن درع الحلف الصاروخية ستصل إلى مستوى تأهبها العملياتي الكامل في عام 2018.
وقال أن المستوى البدائي لتأهب الدرع الصاروخية سيعلن في قمة الحلف بشيكاغو في أيار 2012.
كما اتضح في شباط 2012، انه من المقرر أن يبدأ إنشاء مركز قيادة الدرع الصارخية في قاعدة "رامشتاين" العسكرية في ألمانيا في عام 2013.
وقد اتفقت روسيا والناتو على التعاون في مشروع الدرع الصاروخية الأوروبية في قمة لشبونة في 2010، إلا أن المفاوضاات وصلت إلى طريق مسدود بسبب امتناع الولايات المتحدة عن تقديم ضمانات قانونية بصدد عدم استهداف المنظومة قوى الردع الروسية. وأعلن مدفيديف في نهاية نوفمبر من العام الماضي جملة من الإجراءات العسكرية التقنية والدبلوماسية، التي سترد روسيا بها على نشر الدرع الصاروخية في أوروبا.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف شارك اليوم، 21 فبراير، بمقاطعة سراتوف في المراسم المكرسة لالتحاق فوج الصواريخ من فرقة تومان الصاروخية، بالخفارة القتالية.
وأكد الرئيس الروسي إن قوات الصواريخ الاستراتيجية تعتبر أهم عنصر في جبروت روسيا الحربي.
وقال إنه "نشأت فيها قدرات خاصة نتيجة عمل آلاف العلماء والمهندسين والعمال والخبراء العسكريين من أبناء الوطن".
وأكد مدفيديف إنه "بفضل توفر درع صاروخية نووية لدينا، بوسعنا الآن وفي المستقبل البعيد، ضمان الاستقرار، والمشاركة في صيانة الأمن العالمي، والذود بفعالية عن مصالحنا الوطنية".
وأضاف: "لهذا بالذات تولي الدولة، وستولي أهمية كبيرة لتحسين تسليح قوات الصواريخ الاستراتيجية".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة