دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قال رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارض لؤي حسين، أمس، إن المؤتمر الذي تنوي قوى المعارضة إقامته في سوريا تحت عنوان «مؤتمر الوفاق الوطني» يبتغي الإجابة عن السؤال الذي يؤرق السوريين «ما هو الحل؟»، معتبرا أن هذا الجواب «يجب أن يكون عمليا، وأن يكون هناك خرائط طريق عبرنا، وليس عبر انتظار مجلس الأمن والآخرين من أجل ذلك».
واعتبر حسين، الذي كان يتحــدث من مكتبه وسط دمشق أنه «لا سبيل غير إجبار السلطة على القبول بالعملية السياسية وليس إقناعها، لأنه بعد مرور 12 شهرا على ما جرى لا يمكن اللجوء للإقناع».
وينشغل حسين وكادره الآن بتنظيم هذا المؤتمر الذي يرغب بأن يكون جامعا للمعارضة، ويشكل جسراً بينها وبين تحقيق تصور عملي للحل، وذلك أخذاً بالاعتبار التطورات الدولية والتوافق الأخير على مهمة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان، كما رفض دول كقطر وتركيا لمهمة أنان، وتوازن القوى الداخلي والذي يميل طبعا باتجاه السلطة.
ويبدي حسين أسفه لأن عاما من الأزمة لم يفرز حراكا سياسيا بعد يستطيع وضع تصورات عملية للحل. ورأى أن مهمة هذا الحراك أن يلتقي في منتصف الطريق مع مهمة أنان قبل أن يقوم الأتراك والقطريون بإفشال مهمته.
وقال حسين إن وفد التيار أعرب لفــريق أنان عن قناعته بضرورة الوصول إلى الاتفــاق لـ«التفاوض على مرحلة انتقالية لا تقودها السلطة بل تقاد جماعيا وتحقيق هذا الأمر يحتاج إلى آليات».
وأبدى حسين ارتياحه لموافقة هيئة التنسيق الوطني، والتي تضم عدة قوى معارضة وشخصيات وطنية، على حضور المؤتمر، مشيرا إلى أنه يسعى لإقناع المجلس الوطني الكردي (يضم مجمل القوى الكردية) بالمشاركة، انطلاقا من سوريته وضرورة التوافق على حل وطني.
واستمر حسين في إبداء تفاؤله من «إمكانية نجاح مهمة المؤتمر الذي سيتأخر انعقاده عن موعده المأمول (اليوم)، على أن يكتفي باجتماع تحضيري يتم فيه وضع خطة العمل ومحاور المؤتمر وأهدافه»، موضحا أنه طلب من فريق أنان، عبر الأمم المتحدة، رعاية المؤتمر.
وعما يعنيه ذلك، قال حسين إن أنان يستطيع أن يضمن دخول بعض المعارضين المستقلين إلى سوريا بالتوافق مع السلطات من دون أن يتعرضوا للاعتقال، كما أنه يستطيع أن ينظر للمؤتمر على أنه جزء من برامجه لحل الأزمة.
وعن اجتماعه مع فــريق أنان، قال حسين إنه عرض تصوراً للحل «يتــمثل في قبــول السلطة أولا بوقف إطلاق النــار، واتخــاذها مواقـع دفاعية في منــاطق محددة من البلاد، حيث يسهل التــفاوض عــبر الأهالي مع المحتــجين والمسلحين، الأمر الذي يمكن أن يشكل في هذه المناطق رافعة يمكن استخدامها في كل البلاد وتساهم في بناء الثقة» بين طرفي السلطة والمعارضة.
ورأى حسين تفاوتاً بين تقييم القوى الداخلية لوضع المعارضة وتقييم بعض القوى الدولية، معتبرا أن ما يسعى الخارج إليه هو «توحيد المعارضة تنظيمياً تحت مظلة واحدة هي المجلس الوطني، فيما تسعى إليه المعارضة الداخلية هو قيام جسم تنسيقي يقود الحراك السياسي وينظمه»، معتبرا أنه لا يعقل أن «يبقى الحراك السياسي غائبا عن الساحة رغم مرور عام على الأحداث في سوريا».
وكشف حسين أن إحدى شخصيات التيار تلقت «دعوة» بالبريد الالكتروني لحضور مؤتمر اسطنبول للمعارضة السورية، ولكنها رفضت، مشيرا إلى أن الدعوة جاءت من وزارتي الخارجيتين القطرية والتركية، علما أن صاحب الدعوة رسميا هو «المجلس الوطني السوري».
المصدر :
السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة