دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في السعودية محادثات حول خطط لإقامة درع صاروخية خليجية في مواجهة إيران، على حد تعبيرها.
وبعد اجتماع مع العاهل السعودي الملك عبد اللـه بن عبد العزيز في الرياض أول من أمس، التقت الوزيرة الأميركية أمس نظراءها الآخرين في الدول الخليجية الخمس المتحالفة جميعها مع الولايات المتحدة، قبل توجهها إلى مؤتمر «أصدقاء سورية» في اسطنبول.
وبطرحها مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي، نقلت كلينتون مسألة العلاقات الأمنية من المستوى الثنائي إلى المستوى الإقليمي، ممهدة لأرضية تفاهم جديدة بمشاركتها في أول منتدى للتعاون الإستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقال مسؤول كبير يرافق كلينتون في رحلتها من واشنطن إلى الرياض للصحفيين طالبا عدم كشف هويته: «نسعى إلى تطوير بنية دفاعية صاروخية إقليمية»، مشيراً إلى أن المسألة ستبحث على ما يبدو في المحادثات مع مجلس التعاون الخليجي.
وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لتكرار سيناريو «الرعب الإيراني» خلال الحملة الانتخابية على غرار ما فعله أوباما خلال حملته عام 2008، لفت مراقبون إلى أن الدعوة الأميركية تحمل أكثر من هدف لكن «حماية» دول الخليج من إيران في آخر أولوياتها.
ويرى مراقبون أن حقيقة الطرح الأميركي يهدف بالدرجة الأولى إلى تحريك ماكينة الصناعة العسكرية الأميركية واسترضاء أصحاب رؤوس الأموال لدعم حملة أوباما الانتخابية على حساب دول الخليج, وخاصة أن ما تطرحه واشنطن سيكلف دول الخليج عشرات المليارات من الدولارات.
ويرى المراقبون أن تفريغ الفائض المالي الخليجي المتأتي من النفط والغاز يساهم في إبقاء الدول الخليجية في قمقمها لعقود قادمة، وفي إبقاء السياسات الخليجية رهينة مركز القرار في واشنطن، بعيداً عن أي مفاجئات غير متوقعة يعيد إلى الذاكرة مفاجئة الثورة الإيرانية والانقلاب على نظام الشاه، وخصوصاً في عهد ما بات يعرف بثورات الربيع العربي التي حذر أكثر من اختصاصي بإمكان انتقالها إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
وسبق أن نفذت واشنطن مثل هذه الصفقات على الحساب الخليجي تم تسخير نتائجها لدعم مرشح رئاسي على حساب آخر، حيث قامت دول خليجية عدة بشراء أساطيل من الطائرات المدنية، وتوقيع عقود أسلحة لم يحدث أن جرى استخدامها.
ولم يفت المراقبون الإشارة إلى غرابة الخطوة الخليجية بالنظر إلى أن أي من هذه الدول لم يسبق أن طالبت بإقامة درع مماثلة ضد إسرائيل التي تمتلك أكبر ترسانة نووية في المنطقة منذ ستينيات القرن الماضي وتشكل التهديد الأساسي للوجود العربي.
في السياق ذاته، لفت خبراء إلى أن التحركات الأميركية لنصب دروع صاروخية في تركيا والخليج يمكن تفسيره على أنه محاولة للتعويض على الخسارة التي منيت بها في العراق، واضطرارها للانسحاب منه، ما أضعف من حضورها العسكري في المنطقة، ولذلك تسعى واشنطن إلى نصب دروع صاروخية تعزز من خلالها وجودها العسكري في منطقة تمثل مصالح إستراتيجية لها وتضمن في الوقت ذاته حماية أمن إسرائيل.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة