أكد الرئيس اللبناني ميشيل سليمان أهمية متابعة الجهود التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان للتوصل إلى حلول للأزمة السورية بعيداً عن العنف وبالطرق السلمية.

وقال بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية: إن سليمان اطلع خلال لقائه مع عنان أمس على المراحل التي قطعتها مبادرته ونتائج لقاءاته مع المسؤولين السوريين الذين التقاهم في زيارته الأخيرة لدمشق.

وأشار البيان إلى أن اللقاء بين الجانبين تناول أيضاً المساعي القائمة من أجل كشف مصير المخطوفين اللبنانيين وإطلاق سراحهم.

وفي سياق متصل أبلغ نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني عنان مواقفه المبدئية والمعلنة من موضوع رفض تهريب الأسلحة إلى سورية وذلك وفقاً لما نقلته قناة (المنار) عن مصادر شاركت في اجتماع بري وعنان.

وأضافت القناة: إن بري أكد أيضاً ضرورة الحل السلمي للأزمة في سورية وأهمية التضامن من الدول المحيطة بها حتى يتم وقف هذا النزيف الذي قد يصل إلى لبنان.

وفي الوقت ذاته, واصلت شخصيات وصحف لبنانية إدانتها لمجزرة الحولة التي افتعلها التحالف الغربي- العربي عبر أدواته المنتشرة في أكثر من بقعة في سورية, مؤكدة أن الاستنتاجات حيال هذه المجزرة تشير إلى أنها تخدم أهداف المجموعات المسلحة التي استباحت وتستبيح كل شيء وتوظفه في سبيل دعم خيار التدخل الأجنبي في سورية.

ففي مقال مطول نشرته صحيفة (البناء) أمس تحت عنوان (العاصفة الدبلوماسية.. أيضاً منعدمة التأثير الفعلي) أكد الخبير والباحث الاستراتيجي العميد أمين حطيط أن انهاء الدول الأوروبية والغربية لعمل الدبلوماسيين السوريين لديها جاء متزامناً ومنسقاً حيث اتخذت جل المواقف في أقل من 24 ساعة.

وقال: إن المتابعين للعدوان على سورية منذ أيامه الأولى كانوا يترقبون مثل هذا السلوك الغربي الدبلوماسي ضدها بعد أن تمكنت من إفشال الحرب الكونية عليها وأدخلت خصومها وأعداءها في مآزق ما أدى إلى تناحرهم وتفكك بعض هيئاتهم المصطنعة من أجل العدوان وتنفيذه.

وأوضح حطيط أن سورية ما زالت في الموقع المنيع الذي لا تتمكن معه حركات الضغوط والتهويل والابتزاز من تغيير شيء من خطوطه الرئيسية والمفصلية وستذهب مفاعيل القرارات الدبلوماسية الغربية الأخيرة أدراج الرياح, مشيراً إلى أن الحنكة الدبلوماسية السورية منعت تحويل مهمة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة التي كان يعول عليها الغرب ليتخذها حصان طروادة وجسر خديعة يمكنه من الالتفاف على رفض التدخل العسكري الأجنبي إلى مهمة استطلاعية تمهيدية للتدخل العسكري الأجنبي ضد سورية.

وانتقد حطيط التلفيق الإعلامي الذي ضحت فيه محطات الإعلام الغربية بسمعتها عبر نشرها صورة التقطت في العراق لحالة قتل جماعي في عام 2003 ارتكبها الجيش الأمريكي فروجتها على أساس أنها لمذبحة الحولة.

وأشار إلى أن أهداف الغرب وراء قراراته بحق الدبلوماسيين السوريين تتمثل بحاجته لدخان حاجب للترهل والتردي في وضع ما يسمى المعارضة السورية, وخاصة على صعيد مجلس اسطنبول, مؤكداً أن من أهداف الغرب أيضاً حاجته للضغط على سورية وحلفائها الأقوياء مثل إيران وروسيا ودفعهم للتنازل من أجل حل وسطي في سورية يعوض الخسائر التي مني بها الغرب حتى الآن في هجومه العدواني المستمر منذ عام ونيف.

وعن مفاعيل قرار إنهاء عمل بعض الدبلوماسين وآثاره على سورية رأى حطيط أن قيمة القرار لا تتعدى المستوى الإعلامي والنفسي ولا تصل لإحداث مفاعيل قانونية أو دبلوماسية مؤثرة.

بدوره أكد حزب شبيبة لبنان العربي أن الحرب الدولية على سورية أخذت منحى جديداً من خلال محاصرة الشعب السوري بإبعاد السفراء والدبلوماسيين السوريين من الدول التي ترضخ للهيمنة الأميركية- الصهيونية, مشدداً على أن هذا العمل يهدف للضغط على الشعب العربي السوري للتخلي عن ثوابته السياسية في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين.

إلى ذلك, وفي بيان أصدرته أمس ندّدت الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية بشدة بالمجزرة الوحشية التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة في قرية الحولة في حمص, وقالت: إن عملية إعدام المدنيين عن قرب وبدم بارد يؤكد زيف اتهام الجيش السوري بارتكاب هذه المجزرة عبر القصف المدفعي.

وأكدت أن هذه الجريمة المروعة جرى توقيتها عشية انعقاد مجلس الأمن الدولي وزيارة عنان إلى سورية وذلك بهدف الإطاحة بخطته للحل السياسي وشن حملة تضليل ممنهجة عربية وغربية لتشويه صورة الجيش السوري واتهام السلطات السورية بعرقلة تنفيذ مهمة المبعوث الدولي.

وفي مقال نشرته صحيفة (البناء) أيضاً تحت عنوان (مجزرة وإخفاق دولي جديد) أكد الكاتب محمد شمس الدين أن التحالف الغربي-العربي أخفق للمرة الرابعة في النيل من سورية على الرغم من هدره المزيد من دماء السوريين, حيث شكلت مجزرة الحولة آخر ما أقدم عليه الغرب.

وشدّد الكاتب على أن الاستنتاجات حيال هذه المجزرة تؤكد أنها تخدم أهداف المجموعات المسلحة التي استباحت وتستبيح كل شيء وتوظفه في سبيل دعم خيار التدخل الأجنبي في سورية, موضحاً أن مجزرة الحولة افتعلها التحالف الغربي-العربي عبر أدواته المنتشرة في أكثر من بقعة في سورية ولا سسيما تلك القريبة من تركيا التي تشكل لهم الملاذ الآمن كذلك المناطق المتاخمة للحدود في شمال لبنان, حيث يتم تهريب السلاح ودعم المسلحين, مدللاً على هذه الحقيقة بأن الفعل الإجرامي طال شرائح متعددة من النسيج الاجتماعي السوري المتنوع.

ورأى الكاتب أن الإخفاق الذي مني به التحالف الغربي-العربي في تطويع قرار روسيا والصين لضغوطهما عبر هدر الدم يعني أن الأزمة السياسية الدولية عادت إلى مربعها الأول ليس فقط حيال سورية بل على مستوى أكثر من قضية يسعى ذلك التحالف إلى تسجيل اختراقات فيها.

وشدّد الكاتب في ختام مقاله على فشل ما أقدمت عليه المجموعات الإرهابية المسلحة بارتكاب فعلها الشنيع في الحولة لتبرير التصعيد الدولي ضد سورية والضغط على روسيا لتغيير موقفها.

  • فريق ماسة
  • 2012-06-01
  • 12112
  • من الأرشيف

بري أبلغ عنان مواقفه المبدئية برفض تهريب السلاح إلى سورية

أكد الرئيس اللبناني ميشيل سليمان أهمية متابعة الجهود التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان للتوصل إلى حلول للأزمة السورية بعيداً عن العنف وبالطرق السلمية. وقال بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية: إن سليمان اطلع خلال لقائه مع عنان أمس على المراحل التي قطعتها مبادرته ونتائج لقاءاته مع المسؤولين السوريين الذين التقاهم في زيارته الأخيرة لدمشق. وأشار البيان إلى أن اللقاء بين الجانبين تناول أيضاً المساعي القائمة من أجل كشف مصير المخطوفين اللبنانيين وإطلاق سراحهم. وفي سياق متصل أبلغ نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني عنان مواقفه المبدئية والمعلنة من موضوع رفض تهريب الأسلحة إلى سورية وذلك وفقاً لما نقلته قناة (المنار) عن مصادر شاركت في اجتماع بري وعنان. وأضافت القناة: إن بري أكد أيضاً ضرورة الحل السلمي للأزمة في سورية وأهمية التضامن من الدول المحيطة بها حتى يتم وقف هذا النزيف الذي قد يصل إلى لبنان. وفي الوقت ذاته, واصلت شخصيات وصحف لبنانية إدانتها لمجزرة الحولة التي افتعلها التحالف الغربي- العربي عبر أدواته المنتشرة في أكثر من بقعة في سورية, مؤكدة أن الاستنتاجات حيال هذه المجزرة تشير إلى أنها تخدم أهداف المجموعات المسلحة التي استباحت وتستبيح كل شيء وتوظفه في سبيل دعم خيار التدخل الأجنبي في سورية. ففي مقال مطول نشرته صحيفة (البناء) أمس تحت عنوان (العاصفة الدبلوماسية.. أيضاً منعدمة التأثير الفعلي) أكد الخبير والباحث الاستراتيجي العميد أمين حطيط أن انهاء الدول الأوروبية والغربية لعمل الدبلوماسيين السوريين لديها جاء متزامناً ومنسقاً حيث اتخذت جل المواقف في أقل من 24 ساعة. وقال: إن المتابعين للعدوان على سورية منذ أيامه الأولى كانوا يترقبون مثل هذا السلوك الغربي الدبلوماسي ضدها بعد أن تمكنت من إفشال الحرب الكونية عليها وأدخلت خصومها وأعداءها في مآزق ما أدى إلى تناحرهم وتفكك بعض هيئاتهم المصطنعة من أجل العدوان وتنفيذه. وأوضح حطيط أن سورية ما زالت في الموقع المنيع الذي لا تتمكن معه حركات الضغوط والتهويل والابتزاز من تغيير شيء من خطوطه الرئيسية والمفصلية وستذهب مفاعيل القرارات الدبلوماسية الغربية الأخيرة أدراج الرياح, مشيراً إلى أن الحنكة الدبلوماسية السورية منعت تحويل مهمة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة التي كان يعول عليها الغرب ليتخذها حصان طروادة وجسر خديعة يمكنه من الالتفاف على رفض التدخل العسكري الأجنبي إلى مهمة استطلاعية تمهيدية للتدخل العسكري الأجنبي ضد سورية. وانتقد حطيط التلفيق الإعلامي الذي ضحت فيه محطات الإعلام الغربية بسمعتها عبر نشرها صورة التقطت في العراق لحالة قتل جماعي في عام 2003 ارتكبها الجيش الأمريكي فروجتها على أساس أنها لمذبحة الحولة. وأشار إلى أن أهداف الغرب وراء قراراته بحق الدبلوماسيين السوريين تتمثل بحاجته لدخان حاجب للترهل والتردي في وضع ما يسمى المعارضة السورية, وخاصة على صعيد مجلس اسطنبول, مؤكداً أن من أهداف الغرب أيضاً حاجته للضغط على سورية وحلفائها الأقوياء مثل إيران وروسيا ودفعهم للتنازل من أجل حل وسطي في سورية يعوض الخسائر التي مني بها الغرب حتى الآن في هجومه العدواني المستمر منذ عام ونيف. وعن مفاعيل قرار إنهاء عمل بعض الدبلوماسين وآثاره على سورية رأى حطيط أن قيمة القرار لا تتعدى المستوى الإعلامي والنفسي ولا تصل لإحداث مفاعيل قانونية أو دبلوماسية مؤثرة. بدوره أكد حزب شبيبة لبنان العربي أن الحرب الدولية على سورية أخذت منحى جديداً من خلال محاصرة الشعب السوري بإبعاد السفراء والدبلوماسيين السوريين من الدول التي ترضخ للهيمنة الأميركية- الصهيونية, مشدداً على أن هذا العمل يهدف للضغط على الشعب العربي السوري للتخلي عن ثوابته السياسية في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين. إلى ذلك, وفي بيان أصدرته أمس ندّدت الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية بشدة بالمجزرة الوحشية التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة في قرية الحولة في حمص, وقالت: إن عملية إعدام المدنيين عن قرب وبدم بارد يؤكد زيف اتهام الجيش السوري بارتكاب هذه المجزرة عبر القصف المدفعي. وأكدت أن هذه الجريمة المروعة جرى توقيتها عشية انعقاد مجلس الأمن الدولي وزيارة عنان إلى سورية وذلك بهدف الإطاحة بخطته للحل السياسي وشن حملة تضليل ممنهجة عربية وغربية لتشويه صورة الجيش السوري واتهام السلطات السورية بعرقلة تنفيذ مهمة المبعوث الدولي. وفي مقال نشرته صحيفة (البناء) أيضاً تحت عنوان (مجزرة وإخفاق دولي جديد) أكد الكاتب محمد شمس الدين أن التحالف الغربي-العربي أخفق للمرة الرابعة في النيل من سورية على الرغم من هدره المزيد من دماء السوريين, حيث شكلت مجزرة الحولة آخر ما أقدم عليه الغرب. وشدّد الكاتب على أن الاستنتاجات حيال هذه المجزرة تؤكد أنها تخدم أهداف المجموعات المسلحة التي استباحت وتستبيح كل شيء وتوظفه في سبيل دعم خيار التدخل الأجنبي في سورية, موضحاً أن مجزرة الحولة افتعلها التحالف الغربي-العربي عبر أدواته المنتشرة في أكثر من بقعة في سورية ولا سسيما تلك القريبة من تركيا التي تشكل لهم الملاذ الآمن كذلك المناطق المتاخمة للحدود في شمال لبنان, حيث يتم تهريب السلاح ودعم المسلحين, مدللاً على هذه الحقيقة بأن الفعل الإجرامي طال شرائح متعددة من النسيج الاجتماعي السوري المتنوع. ورأى الكاتب أن الإخفاق الذي مني به التحالف الغربي-العربي في تطويع قرار روسيا والصين لضغوطهما عبر هدر الدم يعني أن الأزمة السياسية الدولية عادت إلى مربعها الأول ليس فقط حيال سورية بل على مستوى أكثر من قضية يسعى ذلك التحالف إلى تسجيل اختراقات فيها. وشدّد الكاتب في ختام مقاله على فشل ما أقدمت عليه المجموعات الإرهابية المسلحة بارتكاب فعلها الشنيع في الحولة لتبرير التصعيد الدولي ضد سورية والضغط على روسيا لتغيير موقفها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة