استنكر عضو مجلس الشعب شريف شحادة تهميش الأعضاء المستقلين في المجلس وتجاهلهم في المشاورات التي يجريها الدكتور رياض حجاب لتشكيل الحكومة الجديدة.

وبيّن شحادة متحدثاً باسم الأعضاء المستقلين في المجلس أن الدكتور حجاب التقى وتشاور مع أعضاء من مختلف الكتل الحزبية في المجلس، وتجاهل «المستقلين»، ولم يلتق أياً منهم للتشاور والوقوف على آرائهم ووجهات نظرهم، على الرغم من أن المستقلين يشكلون 40 إلى 50% من أعضاء مجلس الشعب، وبالتالي لا يجوز تجاهلهم في المشاورات لتشكيل الحكومة، واطلاعهم على توجهات الحكومة في هذا الإطار.

وتحدث شحادة عن الحكومة العتيدة والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، معتبراً أن الأزمة التي تمر بها البلاد لا يمكن حلها شفهياً بل تحتاج وزارة ميدانية، فبغض النظر عن التركيبة التي ستكون عليها سواء كانت حكومة تكنوقراط أم حكومة يتمتع «البعث» بأغلبيتها أم حكومة تنافسية بين الأحزاب، فيجب أن تكون حكومة عمل جاد، «لأنه لم يعد بوسع السوريين التفرغ لإحصاء وعود الحكومات، وتدويرها من واحدة لأخرى، دون أن تبصر نور الحل، متخذاً مشكلة السكن العشوائي مثالاً في ترحيلها من حكومة لتاليتها، على حين المشكلة لا تزال تكبر وتتسع، وكذا الأمر بالنسبة للسكن الشبابي الذي اكتفينا بتشييد بضعة أبنية «طبلنا وزمرنا لها بفرح عظيم»، في حين لم ننفذ أكثر من 1% من المشروع.

وأضاف شحادة: نحن اليوم أمام متغيرات بنيوية كبيرة طرأت على مواطنينا السوريين وخصوصاً على شبابنا، وهؤلاء لم تعد تناسبهم العقلية القديمة، وعلى الحكومة أن تتعامل مع المواطنين وتغييراتهم باحترام، ولم يعد مقبولاً أن يتعهد وزير سوري بتنفيذ برنامج أو مشروع خلال مهلة سنة أو سنتين، ليأتي في نهاية المهلة المحددة ليقول إنه لم يستطع فعل ما قال وما وعد، فهذا لم يعد مقبولاً مع التغييرات التي طرأت على بنية المجتمع السوري ورؤية هذا المجتمع للحياة بكل جوانبها.

وتابع شحادة بالقول: هناك أمور تتعلق بالمال، ومشاريع يمكن أن يتعرقل تنفيذها بسبب الدعم المالي، وهذا يمكن أن نعذره ولكن لا بد أن نحاسب هذا الوزير أو ذاك إذا لم ينفذ شيئاً من المشاريع.

وشن شحادة هجوماً على أداء مجلس الشعب في الوقت الراهن، مبيناً أن الأعضاء المستقلين يتجهون لتشكيل كتلة برلمانية لبلورة جملة من المطالب المنطلقة من رؤية خاصة قد تكون مختلفة بشكل متفاوت عن رؤية الكتل الحزبية في المجلس وخصوصاً فيما يتعلق بإدارة مجلس الشعب وبآلية وجداول أعماله.

وقال شحادة: الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد تتطلب آلية مختلفة لعمل مجلس الشعب لأن الآلية الحالية لا تنفع أبداً لكونها خارج التاريخ، والسبب هو إدارة رئيس مجلس الشعب، فبالرغم من توجيهات السيد رئيس الجمهورية خلال خطابه تحت القبة، وبالرغم من أننا كنا نتوقع أن تُخصص الجلسة التالية لبحث دور المجلس في مواجهة الظروف التي تشهدها البلاد نتيجة المؤامرة على الشعب السوري، ولكننا فوجئنا بحضور وزير الكهرباء في جلسة اليوم التالي للخطاب، للحديث عن الواقع الكهربائي في البلاد وعن خطط وزارته لعام 2050، بدلاً من الاتجاه لمواجهة الواقع الأمني والمصالحة الوطنية، ومع أن موضوع الكهرباء يندرج تحت الواقع المعيشي «الهام»، إلا أن هذا الأمر يمكن أن يُبحث عندما تكون البلاد مستقرة، «إذ ماذا ينفعنا الكلام عن عام 2050 في مواجهة الإرهاب الذي تسبب بتدمير البنى التحتية الكهربائية وغيرها؟.

وأضاف: خصصت الجلسة التالية لاستضافة وزير الصحة للحديث عن استثمار مشفى المخرم الفوقاني بحمص، وفي الحقيقة «فقدت أعصابي خلال الجلسة»، وسألت الوزير: هل أنت قادر على الوصول اليوم إلى المخرم التحتاني حتى تصل إلى الفوقاني؟، أما البند الثاني خلال الجلسة نفسها فخصص للحديث عن تحرير وتحديد الأراضي في محافظة طرطوس!!، «وكأن من يضع جداول أعمال المجلس يعيش خارج الواقع السوري» وكأنه لا يعلم مدى حاجتنا لتلبية مطالب الأمن والمصالحة الوطنية، بالتوازي وتلبية الوضع المعيشي للمواطنين».

وتابع شحادة: طالبت رئيس المجلس بتفعيل حضور الإعلام والصحافة لتغطية الجلسات ونقلها على الهواء مباشرة باستثناء السرية -نادرة الانعقاد- منها، فإذا كان يعتقد أنه على الطريق الصحيح وأنه يناقش هموم المواطنين، فلماذا لا يسمح للمواطنين بأن يسمعوا ويروا ما يحدث تحت القبة، فما كان من رئيس المجلس إلا أن اتهمني «بتخريب الجلسات»، وكأنه يعتبر النقاش والنقد تخريباًَ للجلسات، وكأنه يريد أن يرجعنا لروتين بالٍ لم يعد ينفع مع كل ما بلغناه اليوم من إصلاحات وتغييرات، مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يعد مقبولاً لأن «القبة» باتت مكاناً للنقاش والنقد وللتعبير والدفاع عن مصلحة الوطن والمواطن، وليس «مدرسة ابتدائية».

  • فريق ماسة
  • 2012-06-16
  • 3395
  • من الأرشيف

شحادة يستنكر تهميشه بتشكيل الحكومة

استنكر عضو مجلس الشعب شريف شحادة تهميش الأعضاء المستقلين في المجلس وتجاهلهم في المشاورات التي يجريها الدكتور رياض حجاب لتشكيل الحكومة الجديدة. وبيّن شحادة متحدثاً باسم الأعضاء المستقلين في المجلس أن الدكتور حجاب التقى وتشاور مع أعضاء من مختلف الكتل الحزبية في المجلس، وتجاهل «المستقلين»، ولم يلتق أياً منهم للتشاور والوقوف على آرائهم ووجهات نظرهم، على الرغم من أن المستقلين يشكلون 40 إلى 50% من أعضاء مجلس الشعب، وبالتالي لا يجوز تجاهلهم في المشاورات لتشكيل الحكومة، واطلاعهم على توجهات الحكومة في هذا الإطار. وتحدث شحادة عن الحكومة العتيدة والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، معتبراً أن الأزمة التي تمر بها البلاد لا يمكن حلها شفهياً بل تحتاج وزارة ميدانية، فبغض النظر عن التركيبة التي ستكون عليها سواء كانت حكومة تكنوقراط أم حكومة يتمتع «البعث» بأغلبيتها أم حكومة تنافسية بين الأحزاب، فيجب أن تكون حكومة عمل جاد، «لأنه لم يعد بوسع السوريين التفرغ لإحصاء وعود الحكومات، وتدويرها من واحدة لأخرى، دون أن تبصر نور الحل، متخذاً مشكلة السكن العشوائي مثالاً في ترحيلها من حكومة لتاليتها، على حين المشكلة لا تزال تكبر وتتسع، وكذا الأمر بالنسبة للسكن الشبابي الذي اكتفينا بتشييد بضعة أبنية «طبلنا وزمرنا لها بفرح عظيم»، في حين لم ننفذ أكثر من 1% من المشروع. وأضاف شحادة: نحن اليوم أمام متغيرات بنيوية كبيرة طرأت على مواطنينا السوريين وخصوصاً على شبابنا، وهؤلاء لم تعد تناسبهم العقلية القديمة، وعلى الحكومة أن تتعامل مع المواطنين وتغييراتهم باحترام، ولم يعد مقبولاً أن يتعهد وزير سوري بتنفيذ برنامج أو مشروع خلال مهلة سنة أو سنتين، ليأتي في نهاية المهلة المحددة ليقول إنه لم يستطع فعل ما قال وما وعد، فهذا لم يعد مقبولاً مع التغييرات التي طرأت على بنية المجتمع السوري ورؤية هذا المجتمع للحياة بكل جوانبها. وتابع شحادة بالقول: هناك أمور تتعلق بالمال، ومشاريع يمكن أن يتعرقل تنفيذها بسبب الدعم المالي، وهذا يمكن أن نعذره ولكن لا بد أن نحاسب هذا الوزير أو ذاك إذا لم ينفذ شيئاً من المشاريع. وشن شحادة هجوماً على أداء مجلس الشعب في الوقت الراهن، مبيناً أن الأعضاء المستقلين يتجهون لتشكيل كتلة برلمانية لبلورة جملة من المطالب المنطلقة من رؤية خاصة قد تكون مختلفة بشكل متفاوت عن رؤية الكتل الحزبية في المجلس وخصوصاً فيما يتعلق بإدارة مجلس الشعب وبآلية وجداول أعماله. وقال شحادة: الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد تتطلب آلية مختلفة لعمل مجلس الشعب لأن الآلية الحالية لا تنفع أبداً لكونها خارج التاريخ، والسبب هو إدارة رئيس مجلس الشعب، فبالرغم من توجيهات السيد رئيس الجمهورية خلال خطابه تحت القبة، وبالرغم من أننا كنا نتوقع أن تُخصص الجلسة التالية لبحث دور المجلس في مواجهة الظروف التي تشهدها البلاد نتيجة المؤامرة على الشعب السوري، ولكننا فوجئنا بحضور وزير الكهرباء في جلسة اليوم التالي للخطاب، للحديث عن الواقع الكهربائي في البلاد وعن خطط وزارته لعام 2050، بدلاً من الاتجاه لمواجهة الواقع الأمني والمصالحة الوطنية، ومع أن موضوع الكهرباء يندرج تحت الواقع المعيشي «الهام»، إلا أن هذا الأمر يمكن أن يُبحث عندما تكون البلاد مستقرة، «إذ ماذا ينفعنا الكلام عن عام 2050 في مواجهة الإرهاب الذي تسبب بتدمير البنى التحتية الكهربائية وغيرها؟. وأضاف: خصصت الجلسة التالية لاستضافة وزير الصحة للحديث عن استثمار مشفى المخرم الفوقاني بحمص، وفي الحقيقة «فقدت أعصابي خلال الجلسة»، وسألت الوزير: هل أنت قادر على الوصول اليوم إلى المخرم التحتاني حتى تصل إلى الفوقاني؟، أما البند الثاني خلال الجلسة نفسها فخصص للحديث عن تحرير وتحديد الأراضي في محافظة طرطوس!!، «وكأن من يضع جداول أعمال المجلس يعيش خارج الواقع السوري» وكأنه لا يعلم مدى حاجتنا لتلبية مطالب الأمن والمصالحة الوطنية، بالتوازي وتلبية الوضع المعيشي للمواطنين». وتابع شحادة: طالبت رئيس المجلس بتفعيل حضور الإعلام والصحافة لتغطية الجلسات ونقلها على الهواء مباشرة باستثناء السرية -نادرة الانعقاد- منها، فإذا كان يعتقد أنه على الطريق الصحيح وأنه يناقش هموم المواطنين، فلماذا لا يسمح للمواطنين بأن يسمعوا ويروا ما يحدث تحت القبة، فما كان من رئيس المجلس إلا أن اتهمني «بتخريب الجلسات»، وكأنه يعتبر النقاش والنقد تخريباًَ للجلسات، وكأنه يريد أن يرجعنا لروتين بالٍ لم يعد ينفع مع كل ما بلغناه اليوم من إصلاحات وتغييرات، مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يعد مقبولاً لأن «القبة» باتت مكاناً للنقاش والنقد وللتعبير والدفاع عن مصلحة الوطن والمواطن، وليس «مدرسة ابتدائية».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة