انتقد "تيار بناء الدولة السورية"المعارض "تغييب الأطراف السورية"عن اجتماع مجموعة العمل حول سورية في جنيف، واعتبر أن ذلك يشكل منعطفا خطراً في الأزمة، مشدداً على أن حل الأزمة السورية لن يكون إلا من داخل البلاد وفي داخلها.

وقال التيار في بيان أمس قبل بدء أعمال الاجتماع: إن تغييب الأطراف السورية عن الاجتماع الدولي جنيف الذي جاء باقتراح من المبعوث الأممي كوفي أنان، يشكل منعطفاً خطراً في الأزمة السورية. حيث نجح جزء من المجتمع الدولي في شرعنة قوامته على الحالة السورية، وتحويل سورية ساحة صراعات بينية ضمن هذه المجموعة الدولية".

وتمنى التيار على الاجتماع أن "يتعدى ببرنامجه حدود إدارة الأزمة في البلاد إلى السعي لحلها. على ألا يُرجأ هذا الحل إلى أن يتم تحديد الأطراف الدولية التي ستُنصَّب وصيّة على السوريين"، معرباً عن "خشيته في حالة الإرجاء والقبول بإبقاء الأمور في البلاد ضمن مستوى عنفي محدد، من أن تتحول الأزمة السورية مع مرور الوقت إلى أزمة دولية، لن يكون للسوريين أي مصلحة في ذلك. بل على العكس ستنعكس عليهم وعلى مستقبلهم خراباً ودماراً وارتهاناً بالصراعات الدولية".

وأوضح التيار، أن تبعات هذا الشكل من التدويل بدأت تظهر، إذ إن ما تطرحه، أو تسربه، بعض الدول المشاركة في الاجتماع، من ضرورة (أو إمكانية) الاتفاق على نقل السلطة في سورية إلى أطراف لا يشارك السوريون في اختيارها بالطرق الديمقراطية، لهو تطاول على إرادة السوريين ومصادرة حقهم في اختيار السلطة التي يريدونها عبر الوسائل الديمقراطية الممكنة.

وبعد أن رأى أن اجتماع جنيف لن يكون كافياً أو مؤاتياً لإنهاء الأزمة السورية، تمنى التيار على المشاركين فيه أن يتحملوا مسؤولياتهم بوقف العنف الذي يساهم بعضهم في إزكائه، والذي بات يهدد سلامة البنية المجتمعية السورية، معتبراً أن هذا الأمر "قد يكون هذا الأمر كفيلاً بتهيئة البيئة المناسبة للسوريين لإدارة صراعهم بطرق سياسية سلمية".

كما تمنى التيار على أنان أن يدفع بعملية الوساطة، التي كانت أساس مهمته، بين الأطراف السورية بجدية أكثر من التوسط بين الأطراف الدولية، "فحل الأزمة السورية لن يكون إلا من داخل البلاد وفي داخلها".وأعرب التيار عن خشيته من محاولة بعض الأطراف من تحويل مهمة أنان إلى حالة دائمة من التجريبية في إدارة الأزمة السورية، مشيراً إلى أن ذلك يظهر جلياً عبر التصريحات والتسريبات المتناقضة التي تُشغل الأطراف السورية في الاختلاف حولها، من دون إظهار أي بارقة أمل للحل في المدى المنظور.

وناشد التيار جميع السوريين، الغيورين على وطنهم وسيادته، "النهوض لمواجهة هذا الشكل من التدويل الذي يهمش إرادة السوريين، ولمواجهة جميع التحديات والمخاطر التي تتهدد وحدتهم المجتمعية وسلمهم الأهلي، ونبذ جميع أشكال العنف والعمل المسلح".

  • فريق ماسة
  • 2012-06-30
  • 5980
  • من الأرشيف

تيار بناء الدولة: حل الأزمة لن يكون إلا من داخل البلاد وفي داخلها

انتقد "تيار بناء الدولة السورية"المعارض "تغييب الأطراف السورية"عن اجتماع مجموعة العمل حول سورية في جنيف، واعتبر أن ذلك يشكل منعطفا خطراً في الأزمة، مشدداً على أن حل الأزمة السورية لن يكون إلا من داخل البلاد وفي داخلها. وقال التيار في بيان أمس قبل بدء أعمال الاجتماع: إن تغييب الأطراف السورية عن الاجتماع الدولي جنيف الذي جاء باقتراح من المبعوث الأممي كوفي أنان، يشكل منعطفاً خطراً في الأزمة السورية. حيث نجح جزء من المجتمع الدولي في شرعنة قوامته على الحالة السورية، وتحويل سورية ساحة صراعات بينية ضمن هذه المجموعة الدولية". وتمنى التيار على الاجتماع أن "يتعدى ببرنامجه حدود إدارة الأزمة في البلاد إلى السعي لحلها. على ألا يُرجأ هذا الحل إلى أن يتم تحديد الأطراف الدولية التي ستُنصَّب وصيّة على السوريين"، معرباً عن "خشيته في حالة الإرجاء والقبول بإبقاء الأمور في البلاد ضمن مستوى عنفي محدد، من أن تتحول الأزمة السورية مع مرور الوقت إلى أزمة دولية، لن يكون للسوريين أي مصلحة في ذلك. بل على العكس ستنعكس عليهم وعلى مستقبلهم خراباً ودماراً وارتهاناً بالصراعات الدولية". وأوضح التيار، أن تبعات هذا الشكل من التدويل بدأت تظهر، إذ إن ما تطرحه، أو تسربه، بعض الدول المشاركة في الاجتماع، من ضرورة (أو إمكانية) الاتفاق على نقل السلطة في سورية إلى أطراف لا يشارك السوريون في اختيارها بالطرق الديمقراطية، لهو تطاول على إرادة السوريين ومصادرة حقهم في اختيار السلطة التي يريدونها عبر الوسائل الديمقراطية الممكنة. وبعد أن رأى أن اجتماع جنيف لن يكون كافياً أو مؤاتياً لإنهاء الأزمة السورية، تمنى التيار على المشاركين فيه أن يتحملوا مسؤولياتهم بوقف العنف الذي يساهم بعضهم في إزكائه، والذي بات يهدد سلامة البنية المجتمعية السورية، معتبراً أن هذا الأمر "قد يكون هذا الأمر كفيلاً بتهيئة البيئة المناسبة للسوريين لإدارة صراعهم بطرق سياسية سلمية". كما تمنى التيار على أنان أن يدفع بعملية الوساطة، التي كانت أساس مهمته، بين الأطراف السورية بجدية أكثر من التوسط بين الأطراف الدولية، "فحل الأزمة السورية لن يكون إلا من داخل البلاد وفي داخلها".وأعرب التيار عن خشيته من محاولة بعض الأطراف من تحويل مهمة أنان إلى حالة دائمة من التجريبية في إدارة الأزمة السورية، مشيراً إلى أن ذلك يظهر جلياً عبر التصريحات والتسريبات المتناقضة التي تُشغل الأطراف السورية في الاختلاف حولها، من دون إظهار أي بارقة أمل للحل في المدى المنظور. وناشد التيار جميع السوريين، الغيورين على وطنهم وسيادته، "النهوض لمواجهة هذا الشكل من التدويل الذي يهمش إرادة السوريين، ولمواجهة جميع التحديات والمخاطر التي تتهدد وحدتهم المجتمعية وسلمهم الأهلي، ونبذ جميع أشكال العنف والعمل المسلح".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة