أكد الكسندر بانكين نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إن مسودة القرار الروسي المقدمة إلى مجلس الأمن حول تمديد عمل بعثة المراقبين تتحدث عن مواصلة دعم جهود كوفي عنان وخطته ذات النقاط الست والبيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل الدولية حول سورية في جنيف من أجل المضي قدما في تطبيقها ولا تتضمن إجراءات بموجب الفصل السابع ولا تتحدث عن أي عقوبات.

وقال بانكين في مؤتمر صحفي عقده بعد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة تطورات الأزمة في سورية "إن خطة النقاط الست وبيان جنيف يحتاجان إلى ضغط على كل الأطراف في سورية وعلى اللاعبين الخارجيين حتى يكونا قابلين للتطبيق".

وأضاف بانكين "إن على مجلس الأمن التوصل إلى توافق في الآراء حول كيفية مساعدة عنان وهذا الأمر يجب ألا يتم بموجب الفصل السابع الذي ليس أداة فعالة في كثير من الحالات وإذا لم يكن هناك إرادة سياسية لدى كل الأطراف أو ثقة بهذه العملية فان الإجراءات الأحادية الطرف الموجهة ضد الحكومة السورية لن تكون مفيدة فعلياً".

وأوضح بانكين أن البعض وصف مشروع القرار الروسي بأنه غير كاف أو بلا أسنان لأن هؤلاء يعتقدون أن ما هو مفقود فيه هو الفصل السابع كما أن عنان طالب مجلس الأمن فقط بالحديث بصوت واحد ولكن أي قرار يتخذه المجلس يجب أن يحترم ويطبق وهو ضمان بحد ذاته إضافة إلى الضغوط السياسية المتساوية على كل الأطراف ولسوء الحظ هناك أطراف لا يمكن الوصول إليها وهي الطرف الثالث في الأزمة.

وأكد بانكين أن عمل بعثة المراقبين في سورية كان إيجابياً ومساعدا على استتباب الاستقرار ولكن الظروف تغيرت في شهر أيار وجرى تعليق عملياتها الأساسية فالبعثة عنصر لاستتباب الاستقرار وليس لممارسة الضغط.

وقال بانكين إن "البعثة أنشئت ونشرت على افتراض أن كل الظروف ونقاط خطة عنان ستطبق وسيكون مطلوبا منها الإشراف والمراقبة ورفع التقارير ولكن هناك فرصة بين أيدينا وإذا أرسلنا الرسالة الخاطئة بتقزيم البعثة أو إلغائها أو سحبها فهذا يعني أننا لا نؤمن بوقف العنف ولا نؤمن بالسلام وإطلاق الحوار السياسي والطريقة السياسية الدبلوماسية لحل الأزمة في سورية".

وأضاف بانكين "إن روسيا عقدت اجتماعات مع مجموعات من المعارضة السورية لم تكن سهلة ولكنها بناءة وكان فيها تفاوت في الآراء وما سمعناه من العديد منهم أنهم غير مستعدين للحوار السياسي وسيواصلون القتال وهذا أمر غير مشجع".

 

وقال بانكين "إن المفترض من الاجتماعات مع المعارضة هو دفع الأمور قدما وأخذ فكرة عن أهداف ومقاصد أطرافها وغاياتهم ومن الناحية السياسية لا يمكن الحديث عن معارضة موحدة والعديد منهم أقروا أنهم لا يملكون نفوذا على العديد من المسلحين الفعليين".

وأوضح بانكين أن الذين يقومون بقتل الناس في سورية يجب ألا يكون لديهم أي ارتباط بالمعارضة السياسية الحضارية وهذه القضية يجب التعامل معها بشكل منفصل كما أن القتال لن يتوقف في حال إطلاق الحوار والعملية السياسية لأن من يقاتلون لا يصغون إلى من يفاوضون وهؤلاء يجب مواجهتهم.

ولفت بانكين إلى أن من يرسل السلاح إلى المجموعات المسلحة عبارة عن جهات قد تكون دولا أو منظمات إرهابية أو مقاتلين مستقلين يحاربون لقضاياهم الشخصية ولا يعتبرون أنهم جزء من أي مجموعة سياسية وبالتالي الوضع يشبه قطعة الموزاييك أو الفسيفساء لا أحد يفهمها بشكل كامل ولكن يجب التعامل مع هذه الفسيفساء الموزاييكية.

وأكد بانكين أن السبيل الوحيد لضمان تنفيذ اتفاق جنيف هو الضغط المتواصل والمعزز على كل الأطراف ومن ضمنهم المعنيون بالأزمة ومن يدعمونهم من خلال تأمين الموارد المالية والبشرية والمادية والمقاتلين الذين يأتون بأعداد كبيرة من الشرق الأوسط وخارجه.

وحول إرسال سفن روسية إلى سورية قال بانكين إن هناك الكثير من السفن والأساطيل التابعة للعديد من الدول موجودة في المنطقة وإرسال سفن روسية إلى مرفأ طرطوس الذي يستعمل كقاعدة للتزويد بالوقود فقط ليس له بعد عسكري أو إظهار للقوة أو الحضور بل مجرد تمرين كما أن روسيا تقدم إلى سورية بموجب عقود تجارية أنظمة دفاع فقط وليس أسلحة يمكن استعمالها ضد المتظاهرين.

وأضاف بانكين إن "النقاش داخل المجلس تطرق إلى البعد المتعلق بتسليح المعارضة فكلما زاد حجم الأسلحة المتدفقة إلى المنطقة كان هناك تسعير للازمة حيث نرى الكثير من الأسلحة التي تستخدم لاستهداف القوات الحكومية والمدنيين ومنها الأسلحة الصغيرة والقنابل والأسلحة المحمولة يدويا وهي أكثر خطورة وتأتي برا من بعض الدول المجاورة التي لا تنكر هذا الأمر ولن أخجل بالقول إنها تأتي من دول عربية لا تخجل من ذلك بل على العكس تفخر بذلك ونعتقد أن هذا الأمر يجب أن يتوقف وأن يكون هناك آليات لضمان إغلاق الحدود أو وقف تدفق الأسلحة".

وقال بانكين: إننا بحاجة لإحضار جميع الأطراف الخارجية المؤثرة في الأزمة إلى الطاولة بغض النظر عن وجهة نظرها أو آرائها ومن بينها إيران ونحن عند التحضير لاجتماع جنيف طلبنا إحضار جميع اللاعبين ذوي النفوذ بما في ذلك دول جوار سورية ومنها إيران التي لها دور تلعبه ومجرد تجاهلها هو أمر يفتقر إلى الحكمة.

  • فريق ماسة
  • 2012-07-10
  • 7727
  • من الأرشيف

نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة: وصف مشروع القرار الروسي بأنه غير كاف أو بلا أسنان لأن الغربيون يعتقدون أن ما هو مفقود فيه هو الفصل السابع

أكد الكسندر بانكين نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إن مسودة القرار الروسي المقدمة إلى مجلس الأمن حول تمديد عمل بعثة المراقبين تتحدث عن مواصلة دعم جهود كوفي عنان وخطته ذات النقاط الست والبيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل الدولية حول سورية في جنيف من أجل المضي قدما في تطبيقها ولا تتضمن إجراءات بموجب الفصل السابع ولا تتحدث عن أي عقوبات. وقال بانكين في مؤتمر صحفي عقده بعد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة تطورات الأزمة في سورية "إن خطة النقاط الست وبيان جنيف يحتاجان إلى ضغط على كل الأطراف في سورية وعلى اللاعبين الخارجيين حتى يكونا قابلين للتطبيق". وأضاف بانكين "إن على مجلس الأمن التوصل إلى توافق في الآراء حول كيفية مساعدة عنان وهذا الأمر يجب ألا يتم بموجب الفصل السابع الذي ليس أداة فعالة في كثير من الحالات وإذا لم يكن هناك إرادة سياسية لدى كل الأطراف أو ثقة بهذه العملية فان الإجراءات الأحادية الطرف الموجهة ضد الحكومة السورية لن تكون مفيدة فعلياً". وأوضح بانكين أن البعض وصف مشروع القرار الروسي بأنه غير كاف أو بلا أسنان لأن هؤلاء يعتقدون أن ما هو مفقود فيه هو الفصل السابع كما أن عنان طالب مجلس الأمن فقط بالحديث بصوت واحد ولكن أي قرار يتخذه المجلس يجب أن يحترم ويطبق وهو ضمان بحد ذاته إضافة إلى الضغوط السياسية المتساوية على كل الأطراف ولسوء الحظ هناك أطراف لا يمكن الوصول إليها وهي الطرف الثالث في الأزمة. وأكد بانكين أن عمل بعثة المراقبين في سورية كان إيجابياً ومساعدا على استتباب الاستقرار ولكن الظروف تغيرت في شهر أيار وجرى تعليق عملياتها الأساسية فالبعثة عنصر لاستتباب الاستقرار وليس لممارسة الضغط. وقال بانكين إن "البعثة أنشئت ونشرت على افتراض أن كل الظروف ونقاط خطة عنان ستطبق وسيكون مطلوبا منها الإشراف والمراقبة ورفع التقارير ولكن هناك فرصة بين أيدينا وإذا أرسلنا الرسالة الخاطئة بتقزيم البعثة أو إلغائها أو سحبها فهذا يعني أننا لا نؤمن بوقف العنف ولا نؤمن بالسلام وإطلاق الحوار السياسي والطريقة السياسية الدبلوماسية لحل الأزمة في سورية". وأضاف بانكين "إن روسيا عقدت اجتماعات مع مجموعات من المعارضة السورية لم تكن سهلة ولكنها بناءة وكان فيها تفاوت في الآراء وما سمعناه من العديد منهم أنهم غير مستعدين للحوار السياسي وسيواصلون القتال وهذا أمر غير مشجع".   وقال بانكين "إن المفترض من الاجتماعات مع المعارضة هو دفع الأمور قدما وأخذ فكرة عن أهداف ومقاصد أطرافها وغاياتهم ومن الناحية السياسية لا يمكن الحديث عن معارضة موحدة والعديد منهم أقروا أنهم لا يملكون نفوذا على العديد من المسلحين الفعليين". وأوضح بانكين أن الذين يقومون بقتل الناس في سورية يجب ألا يكون لديهم أي ارتباط بالمعارضة السياسية الحضارية وهذه القضية يجب التعامل معها بشكل منفصل كما أن القتال لن يتوقف في حال إطلاق الحوار والعملية السياسية لأن من يقاتلون لا يصغون إلى من يفاوضون وهؤلاء يجب مواجهتهم. ولفت بانكين إلى أن من يرسل السلاح إلى المجموعات المسلحة عبارة عن جهات قد تكون دولا أو منظمات إرهابية أو مقاتلين مستقلين يحاربون لقضاياهم الشخصية ولا يعتبرون أنهم جزء من أي مجموعة سياسية وبالتالي الوضع يشبه قطعة الموزاييك أو الفسيفساء لا أحد يفهمها بشكل كامل ولكن يجب التعامل مع هذه الفسيفساء الموزاييكية. وأكد بانكين أن السبيل الوحيد لضمان تنفيذ اتفاق جنيف هو الضغط المتواصل والمعزز على كل الأطراف ومن ضمنهم المعنيون بالأزمة ومن يدعمونهم من خلال تأمين الموارد المالية والبشرية والمادية والمقاتلين الذين يأتون بأعداد كبيرة من الشرق الأوسط وخارجه. وحول إرسال سفن روسية إلى سورية قال بانكين إن هناك الكثير من السفن والأساطيل التابعة للعديد من الدول موجودة في المنطقة وإرسال سفن روسية إلى مرفأ طرطوس الذي يستعمل كقاعدة للتزويد بالوقود فقط ليس له بعد عسكري أو إظهار للقوة أو الحضور بل مجرد تمرين كما أن روسيا تقدم إلى سورية بموجب عقود تجارية أنظمة دفاع فقط وليس أسلحة يمكن استعمالها ضد المتظاهرين. وأضاف بانكين إن "النقاش داخل المجلس تطرق إلى البعد المتعلق بتسليح المعارضة فكلما زاد حجم الأسلحة المتدفقة إلى المنطقة كان هناك تسعير للازمة حيث نرى الكثير من الأسلحة التي تستخدم لاستهداف القوات الحكومية والمدنيين ومنها الأسلحة الصغيرة والقنابل والأسلحة المحمولة يدويا وهي أكثر خطورة وتأتي برا من بعض الدول المجاورة التي لا تنكر هذا الأمر ولن أخجل بالقول إنها تأتي من دول عربية لا تخجل من ذلك بل على العكس تفخر بذلك ونعتقد أن هذا الأمر يجب أن يتوقف وأن يكون هناك آليات لضمان إغلاق الحدود أو وقف تدفق الأسلحة". وقال بانكين: إننا بحاجة لإحضار جميع الأطراف الخارجية المؤثرة في الأزمة إلى الطاولة بغض النظر عن وجهة نظرها أو آرائها ومن بينها إيران ونحن عند التحضير لاجتماع جنيف طلبنا إحضار جميع اللاعبين ذوي النفوذ بما في ذلك دول جوار سورية ومنها إيران التي لها دور تلعبه ومجرد تجاهلها هو أمر يفتقر إلى الحكمة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة