دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يستعد الروس والأميركيون هذه الأيام لمواجهة حادة حول سوريا، تؤكدها ما تناقلته الصحافة الأجنبية عن لسان مسؤولين من الطرفين، بالتزامن مع زيارة المبعوث الدولي كوفي أنان إلى موسكو.
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، التي جدد من خلالها تأكيد موقف بلاده بضرورة أن يتساوى الضغط على الحكومة السورية والمعارضة، جاء بمثابة تمهيد لحق نقض روسي في مجلس الأمن الدولي، هو الفيتو الثالث في مسار الجهود الدولية لإصدار قرار بشأن الأزمة السورية.
من جهتها، كشفت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، التي تساءلت عمّن سيستسلم أولاً، روسيا أم الغرب، أن الأخير يسعى إلى ابتزاز روسيا للموافقة على مشروع قانون يسمح بإزالة الرئيس بشار الأسد من السلطة بالقوة.
وفي هذا الإطار، تهدّد أميركا بعدم التجديد لبعثة المراقبين الدوليين ما لم تصوّت موسكو على قرار لمجلس الأمن تحت الفصل السابع، يفتح المجال أمام التدخل العسكري.
وفيما تعتبر الصحيفة أن المسؤولين الروس قد لا يملكون فكرة عما بإمكانهم فعله في سوريا، يؤكد باحثون روس إصرار الكرملين على وقوفه إلى جانب خطة أنان حتى النهاية، واستعداده للعب دور الوساطة في مفاوضات انتقال السلطة... أما خط التدخل العسكري الأحمر، فلن تتخطاه موسكو أبداً.
وقد حظي الموضوع بنصيبه من المتابعة في الصحف الروسية، إذ كتبت صحيفة «كومرسانت» ان «روسيا والغرب على عتبة مواجهة شديدة بشأن سوريا»، مؤكدة أن «الكرملين أوعز لدبلوماسييه بالتشدّد في الدفاع عن القانون الدولي مهما كان الثمن».
أما صحيفة «روسيسكا غازيتا» الروسية الرسمية فانتقدت الغرب الذي «يدعم في العلن خطة انان للسلام، لكن في الكواليس يبذل كل ما في وسعه لتبقى حبرا على ورق».
وفي سياق مختلف، لكن يسلّط الضوء على زاوية قد تتحكم في مسار «الصراع» المحتدم بين الغرب وروسيا، كشف مسؤولون أميركيون لصحيفة «ديلي تلغراف» أن إدارة أوباما أبلغت رسميا حلفاءها الغربيين والمعارضة السورية أن ليس باستطاعتها التدخل في كل ما له علاقة بالأزمة السورية حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية في أميركا.
ونقلت الصحيفة عن أعضاء من مجموعات ضغط سورية، ومنهم الجناح السياسي التابع لـ«الجيش السوري الحرّ»، التي كانت ناشطة في واشنطن خلال الأسابيع الماضية قولهم إنهم «اضطروا لمواجهة الواقع، بعدما كانوا يمنون النفس بالحصول على الأسلحة الثقيلة التي سبق وتقدموا بطلبات بشأنها، كما على مبلغ الـ6 ملايين دولار الذي طلبوه لدفع رواتب الأعضاء».
وكذلك فعلت واشنطن مع حلفائها الأوروبيين، حيث بعثت برسالة مع مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون إلى لندن، وفق ما أكدت «ديلي تلغراف» التي نقلت عن مقربين من دوائر صناعة القرار قولهم إن «الرسالة كانت واضحة للغاية»، بحيث لا مجال لأي تورط أميركي إضافي في سوريا.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة