دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كشف تحقيق أجرته قناة بي بي سي العربية في محافظة إدلب أن تنظيمات إسلامية تابعة لتنظيم القاعدة وأخرى متعاطفة معه تقاتل الجيش العربي السوري وتشن العمليات ضده في مسعى معلن لإقامة دولة إسلامية في سورية.
وأوضح التقرير أن كتائب ما يسمى جبهة النصرة المحسوبة على تنظيم القاعدة تقاتل على الأراضي السورية إلى جانب مجموعة يطلق عليها اسم /جهادية/ حيث تهاجمان القوات الحكومية وان الرايات والأعلام والمقاتلين التابعين للجبهة ينتشرون في العديد من مناطق إدلب.
ونقلت القناة عن شخص يدعى محمد عرف نفسه بأنه ناشط قوله إنه محب للجبهة ومقرب منها وإن الانتماء للقاعدة بالنسبة له ليس ماخذا سلبيا.
ويعترف محمد إن لجبهة النصرة عناصر مقاتلة موزعة في العديد من المناطق السورية ولكل منها أمير يبايعه المجاهدون على الطاعة ويتبع الجميع في النهاية لأمير واحد وأن القضية عند الجبهة تتعدى سورية فهي قضية الأمة الإسلامية فيقول "بعد أن حملنا السلاح وقويت شوكة المسلمين في سورية لن نضعه".
وذكر التقرير أن ما يسمى كتيبة أحرار الشام لها حضور قوي في صفوف "المجاهدين" في محافظة إدلب وهي الأقوى في استخدام المتفجرات والألغام والسيارات المفخخة كما يشهد لها بقية المقاتلين.
وتوضح هذه الأدلة والاعترافات الموثقة بالصوت والصورة بما لا يدع مكانا للشك أن جميع الأعمال الإرهابية التي استهدفت المواطنين الأبرياء ومؤسسات الدولة كانت من تنفيذ هذه التنظيمات الإصولية التابعة للقاعدة.
وأمام هذه المعطيات يتساءل مراقبون كيف يمكن لدعاة محاربة القاعدة في الغرب أن يبرروا إرسال السلاح والمعدات التكنولوجية للمسلحين في سورية وهم على علم بوجود القاعدة وإذا كانوا يسلحون القاعدة في سورية فكيف سيبررون احتلال أفغانستان وافتتاح معتقل غوانتاناموا وما هي مبررات حرب استمرت أكثر من عشر سنوات وراح ضحيتها مئات آلاف الأبرياء أم أن الغرب يطارد مصلحته ولا يهتم كم يقع من الضحايا على الطريق.
المسلحون في سورية يتيمنون بأفغانستان فيسمون الأسماء باسمها فمنطقة الجدار في إدلب باتت جدار ستان حسب ال/بي بي سي/ والسبب أنهم يرون قدوتهم هناك متجسدين بتنظيم القاعدة.
ويرى خبراء بالشأن الاستراتيجي أن التجربة السورية فضحت الغرب فما لم يتمكن أحد من التماسه في أفغانستان والعراق والصومال وليبيا بسبب هشاشة الحكومات وضعف الإعلام وغياب المصداقية بالنسبة للمؤسسات الرسمية فضح مرة واحدة في سورية إذ أن خطة الغرب تقوم على إرسال من يدمر البلد الذي يريد احتلاله ومن ثم تأتي أساطيله بحجة أنها تتدخل لإنهاء نزاع ما أو لمطاردة تنظيم معين ولكن صمود الدولة السورية ووعي الشعب السوري أسقط ورقة التوت عن واشنطن وأتباعها فها هم الآن مدانون بالأدلة بدعم تنظيم القاعدة ومع ذلك لا يتخذون أي إجراء لدفع هذه التهمة.
ويتساءل السوريون اليوم كيف يفهم الدبلوماسيون الغربيون تصريح المدعو عبد الرحمن السوري قائد ما يسمى كتائب أحرار الشام في محافظة إدلب بأن "سورية أصبحت ساحة مفتوحة لجميع المجاهدين" هل يترجم هذا الكلام بأن العلمانيين وأصحاب التوجهات المدنية والفكر التنويري المعاصر هم من يريدون إسقاط الدولة السورية أم أن وراء ما يجري في سورية تيارات أصولية سلفية وهابية قائمة على التكفير والإلغاء وهل يستطيع الغرب أن يفسر أخلاقيا دعمه في سورية لمن يحاربهم في أفغانستان ويستضيفهم في معتقلاته السرية خوفا على حضارته ومدنيته.
"يتواجد بيننا مهاجرون عرب جاوءوا تلبية لواجبهم الشرعي لإقامة دولة إسلامية راشدة وأنا أعلم هذا الشيء ولا يمكن أن أنفيه"باختصار هذا اعتراف عبد الرحمن لل/بي بي سي/ فهل هناك شك بعد في تدفق الإرهابيين إلى سورية لتطبيق شرائعهم على البشر بقوة النار والتفجير والتفخيخ وكيف ستنسجم الحضارة المعاصرة مع نفسها وهي تتحالف مع جهلة القرون الوسطى وبائعي الجنة والنار وصكوك الغفران.
"نريد تطبيق الشريعة الإسلامية بالقوة ومن ثم قد نلجأ للاقناع والحجة لأن لا يوجد دستور يمكن أن يدوم دون ان تحميه القوة كما يقول ابن تيمية" فلسفة غريبة إقصائية التفافية مراوغة قدمها هذا المجاهد الذي يتلقى دعم الناتو فهل سأل بعض الأعراب أنفسهم ماذا يريد الناتو لسورية والعالم العربي عبر تبشيره بربيع ينتج الشتاء لا الصيف ويقوم على شرائع القوة لا قوة الشرائع.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة