دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد فشل مساعي إسرائيل في إقناع روسيا الاتحادية بعدم تصدير منظومة الصواريخ المضادة للطائرات المتطورة من طراز «اس 300» إلى سورية، تجدد الأمل لديها في منع تنفيذ الصفقة. وأشار المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت» أليكس فيشمان، المقرب من القيادة العسكرية، إلى أن سورية وروسيا وقعتا عقوداً لشراء أسلحة دفاع جوي بقيمة تزيد على ملياري دولار، وأن مساعي إسرائيل لإحباط هذه الصفقة وصفقات غيرها باءت مراراً بالفشل، غير أن زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الأخيرة إلى موسكو، والتي التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحيت آمال إحباط هذه الصفقة، بعدما حمله قادة الجيش الإسرائيلي طلباً بأن يحاول منع تنفيذ صفقة الصواريخ المقرر تنفيذها في العام المقبل.
وفي طلبهم، أصر قادة الجيش على التحذير من أن منظومة السلاح المتطورة هذه، والتي تغطي كل المجال الجوي الإسرائيلي ويصعب التشويش عليها، ستقود إلى تغيير دراماتيكي في ميزان القوى بين سورية وإسرائيل وستلزم الدولة العبرية بالرد. وكان بيريز قد طلب قبل عامين من الرئيس الروسي وقتها ديمتري ميدفيديف ورئيس حكومته بوتين منع وصول هذا السلاح لإيران واستجابا لطلبه وتم تعليق تنفيذ الصفقة، إلا أن المحاولات الإسرائيلية في كل ما يتعلق بسورية كانت تصطدم بحائط العناد الروسي الذي أعلن أنه لا يستطيع إلغاء الصفقة لأسباب قانونية.
ولكن أمس الأول، وفي ختام اللقاء بين بيريز وبوتين، صدر بيان جاء فيه أن «الرئيس بوتين أبدى تفهما وحساسية لاحتياجات إسرائيل الأمنية». وذكرت صحيفة «يديعوت» ان تفاؤلا حذراً شاع في أوساط الوفد الإسرائيلي المرافق لبيريز، بل يقولون إن الروس يتفهمون الحاجة للمحافظة على التفوق النوعي والعسكري لإسرائيل في المنطقة، وأنهم على ما يبدو استجابوا لطلب إعادة دراسة أمر تنفيذ صفقة صواريخ «اس 300» مع سورية.
وأوضحت «يديعوت» أن الموضوع الإيراني كان أيضاً على جدول أعمال لقاء بوتين مع بيريز. وأنهم في ديوان بوتين اكتفوا بإعلان حذر وغير ملزم بأن «روسيا لن توافق على وجود سلاح دمار شامل في إيران». ومع ذلك فإن حاشية بيريز تعتقد أن الروس تقدموا خطوة أخرى نحو إسرائيل في هذا الميدان.
وكان بيريز قد أبلغ «يديعوت» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يخشى من احتمال وقوع مواجهة نووية في الشرق الأوسط. وخلافاً للهند وباكستان، وهما دولتان تتنازعان لكن صراعهما قابل للسيطرة عليه، يخشى أوباما من أن وجود سلاح نووي بأيدي إيران قد يقود إلى صراع لا يمكن السيطرة عليه مع إسرائيل. ويقول بيريز إنه لهذا السبب هناك مصلحة للولايات المتحدة للعمل ضد المشروع النووي الإيراني بغض النظر عن الضغط الذي تمارسه إسرائيل عليها، وان أوباما سيلتزم بتعهداته بوقف إنتاج السلاح النووي في إيران حتى لو كان ثمن ذلك هو الحرب، إذا لم يتوفر بديل آخر.
ويرى بيريز أن صورة الوضع في مواجهة إيران ستتضح خلال شهور قليلة، وهو يؤمن بأنه لا مبرر للخوف من أن أوباما سيدير ظهره لإسرائيل خلال ولايته الثانية، لأن دعم إسرائيل مصلحة أميركية تتجاوز الخلافات الحزبية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة