دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تعهدت موسكو وواشنطن، أمس، بدعم المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لحل الأزمة بناء على «اتفاق جنيف»، والعمل لإجبار النظام والمعارضة على التفاوض حيال «المرحلة الانتقالية»، في مؤشر على احتمال أن الولايات المتحدة وروسيا تقلصان الخلافات بينهما حول الملف السوري، وذلك فيما هيمن أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين على القيادة الجديدة للمسلحين في سوريا.
في هذا الوقت، صعد المسلحون من تهديداتهم، حيث أعلنوا أن مطار دمشق الدولي أصبح هدفاً لهم، وحذروا المدنيين وشركات الطيران من أن اقترابهم من المطار سيكون «على مسؤوليتهم الخاصة». وقال المتحدث باسم «المجلس العسكري في دمشق» نبيل العامر إن «قادة ألوية المقاتلين الذين يحاصرون المطار قرروا أمس (الأول) أن المنطقة أصبحت منطقة حربية». وأضاف إن «المدنيين الذين سيقتربون منه اعتباراً من الآن سيكون ذلك على مسؤوليتهم».
ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤول في المطار قوله إن الطريق الدولي إلى المطار أغلق أمس بسبب الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين، فيما أعلن آخر أن المطار لا يزال يعمل والمسافرين يصلون إليه عبر طرق فرعية.
وقال مبعوثون إن جماعات معارضة سورية مسلحة انتخبت، في ختام اجتماع في انطاليا التركية، قيادة موحدة تتألف من 30 عضواً، خلال محادثات حضرها مسؤولون أمنيون من قوى عالمية. وقال احد المبعوثين، لوكالة «رويترز»، إن ثلثي القيادة على صلة بجماعة الإخوان المسلمين أو حلفاء سياسيين لها، في تركيبة تشبه تركيبة «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي شكل في الدوحة.
وأضاف إن «أعضاء القيادة الثلاثين يشكلون مزيجاً من ضباط انشقوا عن الجيش ومقاتلين كانوا مدنيين في الأساس».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، بعد يوم من اجتماعه مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون والإبراهيمي في دبلن، أن موسكو وواشنطن والإبراهيمي متفقون على أن «إعلان جنيف» يجب أن يكون قاعدة لأي تحرك حيال الأزمة السورية.
وقال لافروف «لقد اتفقنا أن يصبح إعلان جنيف أساساً لأي تصرف مشترك، وهنا لدينا إجماع كامل في الرأي مع الأميركيين والأخضر الإبراهيمي». وأضاف «لقد ناقشنا في الوقت ذاته الوضع القائم في سوريا اليوم، واستنتجنا أن المشاركين في لقاء جنيف، وما يعرف بمجموعة العمل، يستطيعون تطبيق ما تم الاتفاق عليه في 30 حزيران».
وأشار لافروف إلى أن «روسيا والولايات المتحدة تدركان مسؤوليتهما حيال الاستقرار الدولي، ولقد ركز الإبراهيمي بشكل خاص على هذا السياق، الذي يعتبر أن بوسع موسكو وواشنطن القيام بمبادرة لتلمس السبل العملية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في جنيف، علماً أن الإبراهيمي ينطلق من أن روسيا والولايات المتحدة تستطيعان دعم نيته في البحث عما يمكن فعله عملياً لتطبيق اتفاقات جنيف خلال حواره مع النظام والمعارضة».
وتابع «لن أتحدث عن توقعات متفائلة.. لكننا نعتبر أن رفض طلب مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة غير مبرر، وهذا أيضاً موقف الأميركيين. أكرر لم يتقرر شيء. الحديث حول محاولة البحث عن طرق لتطبيق اتفاقات جنيف».
وقالت كلينتون، في بلفاست بإيرلندا الشمالية، «ليس لدى أي احد أوهام حول مدى صعوبة المهمة، ولكن كل من له نفوذ، أياً كان، على العملية من بيننا، أي تأثير على النظام أو على المعارضة، عليه أن يعمل إلى جانب الإبراهيمي بهدف القيام بعمل مشترك صادق، لرؤية ما هو ممكن في مواجهة تطور الوضع على الأرض». وتابعت «لقد تعهدت أنا ولافروف بدعم ما يقوم به الإبراهيمي وفريقه من عمل مع كل الأطراف في سوريا من أجل بدء انتقال سياسي».
وأعلنت كلينتون أن محادثات دبلن مع لافروف والإبراهيمي لم تؤد إلى تحقيق «اختراق»، ولكن من غير المقرر عقد اجتماعات أخرى. وأضافت إن «الوضع (في سوريا) يزداد خطورة، ليس فقط بالنسبة للسوريين بل كذلك بالنسبة لجيرانهم»، مشيرة إلى أن واشنطن وموسكو سترسلان موفدين للمشاركة في المباحثات مع الإبراهيمي خلال الأيام المقبلة.
المصدر :
السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة