تجديد البيعة للسيد الرئيس حافظ الأسد له دلالات سياسية متعددة أول الدلالات: التأكيد على نجاح النمط والأسلوب والخط السياسي الذي انتهجه الرئيس الأسد منذ مجيئه إلى السلطة من الناحية الداخلية ومن الناحية القومية ومن الناحية الدولية والاستمرارية والنشاطات التي حققها على كافة المستويات، بالتأكيد هي الدافع الرئيسي نحو عملية التجدد والاستمرارية.

في الداخل حقق الرئيس نجاحات مهمة جدا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتربية السياسية، على الصعيد القومي أصبح الرئيس الأسد الرجل الأوحد الذي يستطيع أن يقف ويتصدى للهجمة الاستعمارية الصهيونية على الأمة العربية انطلاقا من فلسطين المحتلة وامتدادا إلى كافة المناطق العربية، وهذه المواقف الداخلية والقومية كان لها صدى على المستوى الدولي، التي تثبت المقولة الأساسية بأن أصبح الرئيس الأسد ليس فقط الرقم الصعب في المنطقة ولكن على الصعيد الدولي أصبح فعلا الرقم الصعب دفاعاً طبعاً عن حقوق سورية ولبنان وأيضاً في موقف تجاه كافة القضايا الدولية المطروحة على الساحة، فكل هذه الأمور هي التي تؤدي كتحصيل حاصل إلى تجديد البيعة للرئيس حافظ الأسد.

على الصعيد اللبناني الخط السياسي القومي الذي انتهجه الرئيس الأسد اليوم في الداخل في لبنان أصبح يوجد إجماعا، في البداية كانت توجد صعوبات جمة لأنه كان يوجد سوء فهم كبير عند قسم كبير من السياسيين والرأي العام اللبناني للمسار السياسي في لبنان، الرئيس الأسد اليوم أصبح نتيجة النجاحات أولا على صعيد تثبيت السلم الأهلي وقبل تثبيت السلم الأهلي كان يوجد وضع حد للحرب الأهلية الدموية في لبنان.

ووضوح الرؤيا من حيث الأمور الداخلية اللبنانية وعدم الاضطرار، وهذا نجاح كبير أن سورية أصبح لها إجماع كبير في لبنان ولم تعد مضطرة أن تكون طرفاً لأي صراع داخلي لبناني، هذه الأمور جميعها أدت إلى الوحدة التي نراها في الشارع اللبناني إن كانت السياسية أو الشعبية وعلى المستوى الرسمي.

وهذه النجاحات بالطبع لم تكن بدون ثمن بل صارت تضحيات ضخمة قامت بها الشقيقة سورية والجيش العربي السوري في لبنان والقيادات السورية كلها التي أوصلت هذه النتيجة اللبنانية وهذا الموقف اللبناني الإيجابي بل الملتزم بوحدة المسارين، هذا على الصعيد الداخلي.

على صعيد المنطقة لبنان نقطة ضعيفة في حلقة المجابهة مع إسرائيل ضعيف بتركيبته السياسية الداخلية وضعيف من الناحية الاقتصادية والعسكرية، وبالتالي لبنان كان بأمس الحاجة إلى هذا الموقف السوري ولتوحيد المسارين سياسياً وعسكرياً حتى يستطيع أن يدافع بالدرجة الأولى عن واقعه تجاه طموحات إسرائيل المتعددة في لبنان على مستوى الماء إلى مستوى الأرض حتى المستوى السياسي كما حصل في عدة مراحل تاريخية واليوم إذا استطاع لبنان أن يصمد واستطاعت المقاومة أن تنطلق وتصمد فالفضل الأول لسياسة الرئيس الأسد وللدور السوري في لبنان سياسياً وأمنياً.

كما ذكرت في السابق أن الرئيس الأسد انطلق من قائد محلي إلى قائد وطني إلى قائد قومي يلعب دوراً على مستوى الدولة، من الواضح أن الرئيس الأسد يتمتع بمزايا عديدة تنطلق من مستوى شخصي إلى مستوى عملي وثقافي إلى قدراته الهائلة على استيعاب المواضيع على الدخول في مفاوضات دولية وحلية، هذا الإنسان واضح أنه يتمتع بإمكانيات قل نظيرها حتى على الصعيد التاريخي أثبت ذلك في مجالات عديدة.

أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بتحية خاصة للرئيس الأسد تحية على الإنجازات أولا على الصعيد اللبناني والإنجازات الكبيرة التي سمحت لنا اليوم أن نستمر ونتواصل بدولة يوجد فيها أمن وثبات قادرة على الوقوف على قدميها قادرة على تشكيل وحدة موقف تجاه العدو الإسرائيلي، تحية للموقف القومي.

وتحية لأنه استطاع كإنسان عربي أن يرفع صوتاً ويلعب دوراً على المستوى العالمي كقائد فذ منتج إيجابياً لوطنه ولأمته وبالتأكيد للبنان بدرجة أساسية.

هذا المقال نشر في ملحق خاص لصحيفة البعث في الرابع من شباط عام 1999 كتبه النائب الدكتور احمد فتفت بمناسبة الاستفتاء على ولاية رئاسية جديدة للرئيس الراحل حافظ الأسد (تجديد البيعة كما ورد في المقال).

  • فريق ماسة
  • 2013-02-07
  • 5302
  • من الأرشيف

النائب أحمد فتفت : إذا استطاع لبنان أن يصمد فالفضل الأول لسياسة الرئيس الأسد

تجديد البيعة للسيد الرئيس حافظ الأسد له دلالات سياسية متعددة أول الدلالات: التأكيد على نجاح النمط والأسلوب والخط السياسي الذي انتهجه الرئيس الأسد منذ مجيئه إلى السلطة من الناحية الداخلية ومن الناحية القومية ومن الناحية الدولية والاستمرارية والنشاطات التي حققها على كافة المستويات، بالتأكيد هي الدافع الرئيسي نحو عملية التجدد والاستمرارية. في الداخل حقق الرئيس نجاحات مهمة جدا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتربية السياسية، على الصعيد القومي أصبح الرئيس الأسد الرجل الأوحد الذي يستطيع أن يقف ويتصدى للهجمة الاستعمارية الصهيونية على الأمة العربية انطلاقا من فلسطين المحتلة وامتدادا إلى كافة المناطق العربية، وهذه المواقف الداخلية والقومية كان لها صدى على المستوى الدولي، التي تثبت المقولة الأساسية بأن أصبح الرئيس الأسد ليس فقط الرقم الصعب في المنطقة ولكن على الصعيد الدولي أصبح فعلا الرقم الصعب دفاعاً طبعاً عن حقوق سورية ولبنان وأيضاً في موقف تجاه كافة القضايا الدولية المطروحة على الساحة، فكل هذه الأمور هي التي تؤدي كتحصيل حاصل إلى تجديد البيعة للرئيس حافظ الأسد. على الصعيد اللبناني الخط السياسي القومي الذي انتهجه الرئيس الأسد اليوم في الداخل في لبنان أصبح يوجد إجماعا، في البداية كانت توجد صعوبات جمة لأنه كان يوجد سوء فهم كبير عند قسم كبير من السياسيين والرأي العام اللبناني للمسار السياسي في لبنان، الرئيس الأسد اليوم أصبح نتيجة النجاحات أولا على صعيد تثبيت السلم الأهلي وقبل تثبيت السلم الأهلي كان يوجد وضع حد للحرب الأهلية الدموية في لبنان. ووضوح الرؤيا من حيث الأمور الداخلية اللبنانية وعدم الاضطرار، وهذا نجاح كبير أن سورية أصبح لها إجماع كبير في لبنان ولم تعد مضطرة أن تكون طرفاً لأي صراع داخلي لبناني، هذه الأمور جميعها أدت إلى الوحدة التي نراها في الشارع اللبناني إن كانت السياسية أو الشعبية وعلى المستوى الرسمي. وهذه النجاحات بالطبع لم تكن بدون ثمن بل صارت تضحيات ضخمة قامت بها الشقيقة سورية والجيش العربي السوري في لبنان والقيادات السورية كلها التي أوصلت هذه النتيجة اللبنانية وهذا الموقف اللبناني الإيجابي بل الملتزم بوحدة المسارين، هذا على الصعيد الداخلي. على صعيد المنطقة لبنان نقطة ضعيفة في حلقة المجابهة مع إسرائيل ضعيف بتركيبته السياسية الداخلية وضعيف من الناحية الاقتصادية والعسكرية، وبالتالي لبنان كان بأمس الحاجة إلى هذا الموقف السوري ولتوحيد المسارين سياسياً وعسكرياً حتى يستطيع أن يدافع بالدرجة الأولى عن واقعه تجاه طموحات إسرائيل المتعددة في لبنان على مستوى الماء إلى مستوى الأرض حتى المستوى السياسي كما حصل في عدة مراحل تاريخية واليوم إذا استطاع لبنان أن يصمد واستطاعت المقاومة أن تنطلق وتصمد فالفضل الأول لسياسة الرئيس الأسد وللدور السوري في لبنان سياسياً وأمنياً. كما ذكرت في السابق أن الرئيس الأسد انطلق من قائد محلي إلى قائد وطني إلى قائد قومي يلعب دوراً على مستوى الدولة، من الواضح أن الرئيس الأسد يتمتع بمزايا عديدة تنطلق من مستوى شخصي إلى مستوى عملي وثقافي إلى قدراته الهائلة على استيعاب المواضيع على الدخول في مفاوضات دولية وحلية، هذا الإنسان واضح أنه يتمتع بإمكانيات قل نظيرها حتى على الصعيد التاريخي أثبت ذلك في مجالات عديدة. أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بتحية خاصة للرئيس الأسد تحية على الإنجازات أولا على الصعيد اللبناني والإنجازات الكبيرة التي سمحت لنا اليوم أن نستمر ونتواصل بدولة يوجد فيها أمن وثبات قادرة على الوقوف على قدميها قادرة على تشكيل وحدة موقف تجاه العدو الإسرائيلي، تحية للموقف القومي. وتحية لأنه استطاع كإنسان عربي أن يرفع صوتاً ويلعب دوراً على المستوى العالمي كقائد فذ منتج إيجابياً لوطنه ولأمته وبالتأكيد للبنان بدرجة أساسية. هذا المقال نشر في ملحق خاص لصحيفة البعث في الرابع من شباط عام 1999 كتبه النائب الدكتور احمد فتفت بمناسبة الاستفتاء على ولاية رئاسية جديدة للرئيس الراحل حافظ الأسد (تجديد البيعة كما ورد في المقال).

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة