أكد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف تمسك روسيا بمسارها ورؤيتها للقضايا العالمية "رغم وجود من لا يتفق معها" مشددا على وجوب تسوية أصعب القضايا في العالم بشكل جماعي وباحترام متبادل.

ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله في حديث للتلفزيون الروسي بمناسبة "يوم الدبلوماسي" إن السياسة التي حددها وينتهجها الرئيس فلاديمير بوتين والتي ننفذها نحن تأتى بنتائج على الرغم من بعض الحلقات مثل الحلقة الليبية.. والعالم يستقبل سياستنا باحترام ويحترمنا لأننا لا نجرى وراء" حالة السوق الحالية" بل ننظر إلى العالم بعيوننا مبدئيا مضيفا:" ربما هناك من لا يتفق مع هذه الرؤية ولكننا نستمر على مسارنا بشكل متتال".

وأشار لافروف إلى أن "العالم كان يعتقد أن روسيا خسرت العالم العربي بعد الأحداث المأساوية في ليبيا ولكن لم يحدث ذلك لأن كل شيء كان يقال في حالة انفعال وفي وضع ظهر فيه نوع من النشوة لثورة ستحل كل شيء الآن".

واوضح لافروف " استخلصنا درسا من ليبيا وهو ما تحدث عنه بوتين مرارا فعندما أيدت روسيا والصين والهند القرار الأممي الأول بمنع إمدادات الأسلحة إلى ليبيا كان كل من فرنسا وقطر يتباهون علنا أنهم يزودون المعارضة بالسلاح ولم يستطع أحد الإجابة على سؤالنا كيف يمكن تفسير كل ما يجرى" مضيفا:" إن ذلك حدث مع اقتراب نهاية الدراما الليبية وهو درس كان مهما إلى درجة كبيرة وأنا على قناعة أن شركاءنا الغربيين يتعلمونه من جديد الآن لأنه كما عرفنا" إن ما يجرى في سورية ومالي هو من الأصداء المباشرة للأحداث في ليبيا".

وفي تحذير من مخاطر انتقال ما تشهده بعض الدول إلى دول أخرى نبه لافروف إلى أن الأمر قد يحتاج دولا كثيرة يتوجه إليها "الشباب من مالي" لـ "بذل جهودهم "حيث" تم زرع الرياح" حسب وصفه.

وفي معرض تطرقه الى الوضع في ليبيا ومالي قال لافروف إن فرنسا تكافح في مالي من سلحتهم في ليبيا.

وأوضح وزير الخارجية الروسي أن بلاده أيدت مهمة فرنسا في مالي لأنها شرعية بالنظر إلى طلب الحكومة المالية إلى فرنسا مباشرة دعم عملية إعادة وحدة الأراضي المالية مستدركا بالقول إن الفرنسيين يتقدمون في هذا البلد بسهولة وكأنهم في استعراض عسكري ويسيطرون على المواقع التي غادرها الإرهابيون وقريبا ستتحرر جميع أراضي هذا البلد لكن يبقى سؤال وهو أين هؤلاء الشباب الذين لم يتمكن أحد من القضاء عليهم محذرا من خطورة انتشار الإرهابيين الفارين في الدول المجاورة لمالي.

وفي هذا الصدد شدد لافروف على أن هذا الأمر سيستدعي اتخاذ قرارات عملياتية في مالي مضيفا يقلقني عجز شركائنا عن النظر في هذه المنطقة بشكل عام لا إلى بقعة محدودة على الخريطة مقترحا مناقشة الوضع من هذا المنظور.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال:" إنهم لن يستطيعوا فعل أي شيء وحدهم" وإن فكرته كانت مغلفة بعبارات جميلة" لكن مغزى كلامه أنهم لم ولن يستطيعوا فعل شيء وحدهم".

وأكد لافروف أن الموقف الروسي من سورية وإيران" يعتمد على تحليل الواقع" وقال:" نحن لا نخفيه لكننا نعرضه ومن الصعب معارضته من حيث المنطق الشكلي والبراغماتية".

وأشار إلى أن بلاده وخلافا لأغلبية الدول الأخرى التي تهتم بالأزمة في سورية تتحاور بشكل منتظم مع كل الأطراف المعنية بالأزمة في سورية بما فيها الحكومة وجميع اطراف المعارضة دون استثناء.

ونوه لافروف بالدبلوماسية الروسية والتعاطي الروسي مع قضايا المنطقة وقال:" أقمنا اتصالات مع ممثلي المعارضة وليس هناك معارض ممن تواصلوا مع موسكو لم يذكر أنه لا يرى مستقبل وطنه والمنطقة دون أن تشارك روسيا فيه بنشاط" مشيرا إلى أن البلدان والساسة يرغبون بالاحتفاظ باتصالات متعددة الاتجاهات وليس بنقطة استناد واحدة كي يضمنوا بذلك توازن القوى لأن الاعتماد على نقطة استناد واحدة لا يؤمن الاستقرار".

أما في الشأن الليبي فحذر من أن السلطة الجديدة في ليبيا لا تسيطر على أراضي البلاد كلها وقال:" إن من المهم إلى المنطقة ومصلحة الاستقرار فيها أن تستعيد السيطرة" مضيفا:" إن الأمر يبدو صعبا ونحن نحاول مساعدة الحكومة الجديدة في ليبيا في هذا الشأن عن طريق مجلس الأمن الدولي" لافتا في هذا الصدد إلى أن السلطات الليبية ترسل إشارات مباشرة لموسكو تفيد باهتمامها باستئناف العمل لتنفيذ المشاريع التي بدأت في عهد العقيد معمر القذافي وكذلك الأمر فيما يتعلق بمصر.

كما انتقل لافروف إلى العراق وقال:" على الرغم من معارضة روسيا ما فعله الأمريكيون عام 2003 في العراق إلا أن رئيس وزراء العراق يتجه الآن إلى روسيا ليطور التعاون الاقتصادي ويبحث مسألة تهيئة الظروف المناسبة لعمل الشركات الروسية بالنفط والطاقة في العراق وبغداد أبدت اهتمامها بشراء الأسلحة الروسية".

وفي هذا الصدد شدد لافروف على أن روسيا لن تدافع عن مواقفها بإرسال قوات إلى المنطقة وإعادة تجربة أفغانستان جديدة فيها أبدا "مهما كان الأمر" مجددا تأكيده:" إن روسيا ستحافظ على العلاقات مع دول المنطقة كلها وتتعامل مع السلطات الشرعية" وهي ستتعامل مع المعارضة وكل فصائلها حيث يكون "عدم الرضا من تولي أسرة واحدة للحكم خلال مدة طويلة أو غياب الحريات المدنية كما هو الحال في الكثير من دول المنطقة كما في الملكيات على سبيل المثال" حافزا لتحقيق تحولات تدريجية مشيرا إلى أن الثورات "لا تجلب خيرا" والتجربة تدل على ذلك.

وفى السياق ذاته لفت لافروف إلى الدور الروسي والأمريكي في حل القضايا على الساحة الدولية واستشهد بأقوال لنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن خلال اللقاء الذى جمع بينهما في ميونيخ مؤخرا من أن روسيا والولايات المتحدة بصفتهما أكبر قوتين نوويتين تتحملان المسؤولية عن الأمن العالمي ونتيجة لذلك تتعاونان بصورة أو بأخرى في أي نزاع أو أزمة إقليمية مهمة إضافة إلى أن موسكو وواشنطن هما عاصمتان يلجأ إليهما المشاركون في أي نزاع داعيا إلى تقدير مثل هذا الدور لروسيا.

تشوركين: إعلان واشنطن عدم تورطها بتسليح المعارضة في سورية لا يبعد عنها المسؤولية الكاملة عما يحدث هناك

من جهته, أكد فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن موقف الولايات المتحدة المعلن حول عدم قيامها بتسليح المعارضة في سورية لا يعفيها من المسؤولية بخصوص ما يجري هناك وما تقوم به هذه المعارضة المسلحة.

وقال تشوركين في لقاء مع قناة روسيا اليوم "إن الولايات المتحدة دولة ذات نفوذ هائل في دول مثل قطر التي تعد مصدرا رئيسا لإمداد المعارضة المسلحة بالأسلحة ومصدرا لدعمها.. ولو انتهجت واشنطن سياسة صارمة في هذا الشأن لاستطاعت استخدام تأثيرها على الدول التي تزود المعارضة السورية بالسلاح.. لذا فإن تصريحاتهم بأنهم غير متورطين في ذلك لا تبعد عنهم المسؤولية الكاملة عما يحدث في سورية وعما يصدر عن المعارضة المسلحة من تصرفات".

وأضاف تشوركين "من المحتمل أن الولايات المتحدة بدأت تدرك قبل غيرها من حلفائنا الغربيين أن الأحداث تأخذ منعطفا خطيرا بعد أن اتضح أن السيناريو الأصلي أي الإطاحة بالقيادة السورية وانتصار الديمقراطية خلال شهرين غير واقعي وبعيد عن الوضع الحقيقي في البلاد".

السفير الروسي في أنقرة:نأمل ألا تستخدم منظومات صواريخ باتريوت لأهداف أخرى سوى الدفاع عن الأراضي التركية

في سياق آخر أكد فلاديمير ايفانوفسكي السفير الروسي في تركيا أن بلاده تأمل ألا يجري استخدام منظومات صواريخ باتريوت المنصوبة على الحدود التركية السورية لأهداف أخرى سوى الدفاع عن الأراضي التركية.

 

وقال إيفانوفسكي في تصريح نشر في موسكو اليوم "إن هناك سيناريوهات مختلفة تدور في الفضاء الإعلامي حول احتمالات استخدام منظومات باتريوت" موضحا أن أحد أسباب ذلك يكمن في وجود شكوك معينة لدى المراقبين في الموقف المعقد الحالي ونحن لا نرغب في أن تتحقق هذه الشكوك ولا يجب استخدامها لأغراض أخرى سوى الدفاع عن الأراضي التركية.

وأضاف:"إننا لا نجادل في حق تركيا في اتخاذ التدابير المناسبة لضمان أمنها ولكننا نعتقد في الوقت ذاته أن ظهور أي أسلحة إضافية في النقاط الساخنة لا يوطد الأمن الإقليمي ولايفعل سوى تشديد التوتر كما أكد الرئيس الروسي /فلاديمير بوتين/ أثناء زيارته الى تركيا في كانون الاول من العام الماضي إنه يجب الاهتمام بالقدرات وليس بالنوايا".

وردا على سؤال حول رأي المجتمع التركي بموقف حكومته من سورية ونصب صواريخ باتريوت على الحدود بين البلدين قال ايفانوفسكي: "إنني بوصفي سفيرا لروسيا أجد أنه من المعقد ومن غير المناسب التعليق على الأمزجة المجتمعية في البلد المضيف رغم أننا نرصد هذه الأمزجة بطبيعة الحال"مؤكدا أن طيف الآراء واسع جداً ومن الملاحظ بصورة خاصة الآراء الداعية إلى الإسراع بحل الأزمة في سورية بوسائل سلمية دون تدخل من الخارج.

  • فريق ماسة
  • 2013-02-09
  • 8697
  • من الأرشيف

لافروف: ما يجرى في سورية ومالي هو من الآثار المباشرة للأحداث في ليبيا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف تمسك روسيا بمسارها ورؤيتها للقضايا العالمية "رغم وجود من لا يتفق معها" مشددا على وجوب تسوية أصعب القضايا في العالم بشكل جماعي وباحترام متبادل. ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله في حديث للتلفزيون الروسي بمناسبة "يوم الدبلوماسي" إن السياسة التي حددها وينتهجها الرئيس فلاديمير بوتين والتي ننفذها نحن تأتى بنتائج على الرغم من بعض الحلقات مثل الحلقة الليبية.. والعالم يستقبل سياستنا باحترام ويحترمنا لأننا لا نجرى وراء" حالة السوق الحالية" بل ننظر إلى العالم بعيوننا مبدئيا مضيفا:" ربما هناك من لا يتفق مع هذه الرؤية ولكننا نستمر على مسارنا بشكل متتال". وأشار لافروف إلى أن "العالم كان يعتقد أن روسيا خسرت العالم العربي بعد الأحداث المأساوية في ليبيا ولكن لم يحدث ذلك لأن كل شيء كان يقال في حالة انفعال وفي وضع ظهر فيه نوع من النشوة لثورة ستحل كل شيء الآن". واوضح لافروف " استخلصنا درسا من ليبيا وهو ما تحدث عنه بوتين مرارا فعندما أيدت روسيا والصين والهند القرار الأممي الأول بمنع إمدادات الأسلحة إلى ليبيا كان كل من فرنسا وقطر يتباهون علنا أنهم يزودون المعارضة بالسلاح ولم يستطع أحد الإجابة على سؤالنا كيف يمكن تفسير كل ما يجرى" مضيفا:" إن ذلك حدث مع اقتراب نهاية الدراما الليبية وهو درس كان مهما إلى درجة كبيرة وأنا على قناعة أن شركاءنا الغربيين يتعلمونه من جديد الآن لأنه كما عرفنا" إن ما يجرى في سورية ومالي هو من الأصداء المباشرة للأحداث في ليبيا". وفي تحذير من مخاطر انتقال ما تشهده بعض الدول إلى دول أخرى نبه لافروف إلى أن الأمر قد يحتاج دولا كثيرة يتوجه إليها "الشباب من مالي" لـ "بذل جهودهم "حيث" تم زرع الرياح" حسب وصفه. وفي معرض تطرقه الى الوضع في ليبيا ومالي قال لافروف إن فرنسا تكافح في مالي من سلحتهم في ليبيا. وأوضح وزير الخارجية الروسي أن بلاده أيدت مهمة فرنسا في مالي لأنها شرعية بالنظر إلى طلب الحكومة المالية إلى فرنسا مباشرة دعم عملية إعادة وحدة الأراضي المالية مستدركا بالقول إن الفرنسيين يتقدمون في هذا البلد بسهولة وكأنهم في استعراض عسكري ويسيطرون على المواقع التي غادرها الإرهابيون وقريبا ستتحرر جميع أراضي هذا البلد لكن يبقى سؤال وهو أين هؤلاء الشباب الذين لم يتمكن أحد من القضاء عليهم محذرا من خطورة انتشار الإرهابيين الفارين في الدول المجاورة لمالي. وفي هذا الصدد شدد لافروف على أن هذا الأمر سيستدعي اتخاذ قرارات عملياتية في مالي مضيفا يقلقني عجز شركائنا عن النظر في هذه المنطقة بشكل عام لا إلى بقعة محدودة على الخريطة مقترحا مناقشة الوضع من هذا المنظور. وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال:" إنهم لن يستطيعوا فعل أي شيء وحدهم" وإن فكرته كانت مغلفة بعبارات جميلة" لكن مغزى كلامه أنهم لم ولن يستطيعوا فعل شيء وحدهم". وأكد لافروف أن الموقف الروسي من سورية وإيران" يعتمد على تحليل الواقع" وقال:" نحن لا نخفيه لكننا نعرضه ومن الصعب معارضته من حيث المنطق الشكلي والبراغماتية". وأشار إلى أن بلاده وخلافا لأغلبية الدول الأخرى التي تهتم بالأزمة في سورية تتحاور بشكل منتظم مع كل الأطراف المعنية بالأزمة في سورية بما فيها الحكومة وجميع اطراف المعارضة دون استثناء. ونوه لافروف بالدبلوماسية الروسية والتعاطي الروسي مع قضايا المنطقة وقال:" أقمنا اتصالات مع ممثلي المعارضة وليس هناك معارض ممن تواصلوا مع موسكو لم يذكر أنه لا يرى مستقبل وطنه والمنطقة دون أن تشارك روسيا فيه بنشاط" مشيرا إلى أن البلدان والساسة يرغبون بالاحتفاظ باتصالات متعددة الاتجاهات وليس بنقطة استناد واحدة كي يضمنوا بذلك توازن القوى لأن الاعتماد على نقطة استناد واحدة لا يؤمن الاستقرار". أما في الشأن الليبي فحذر من أن السلطة الجديدة في ليبيا لا تسيطر على أراضي البلاد كلها وقال:" إن من المهم إلى المنطقة ومصلحة الاستقرار فيها أن تستعيد السيطرة" مضيفا:" إن الأمر يبدو صعبا ونحن نحاول مساعدة الحكومة الجديدة في ليبيا في هذا الشأن عن طريق مجلس الأمن الدولي" لافتا في هذا الصدد إلى أن السلطات الليبية ترسل إشارات مباشرة لموسكو تفيد باهتمامها باستئناف العمل لتنفيذ المشاريع التي بدأت في عهد العقيد معمر القذافي وكذلك الأمر فيما يتعلق بمصر. كما انتقل لافروف إلى العراق وقال:" على الرغم من معارضة روسيا ما فعله الأمريكيون عام 2003 في العراق إلا أن رئيس وزراء العراق يتجه الآن إلى روسيا ليطور التعاون الاقتصادي ويبحث مسألة تهيئة الظروف المناسبة لعمل الشركات الروسية بالنفط والطاقة في العراق وبغداد أبدت اهتمامها بشراء الأسلحة الروسية". وفي هذا الصدد شدد لافروف على أن روسيا لن تدافع عن مواقفها بإرسال قوات إلى المنطقة وإعادة تجربة أفغانستان جديدة فيها أبدا "مهما كان الأمر" مجددا تأكيده:" إن روسيا ستحافظ على العلاقات مع دول المنطقة كلها وتتعامل مع السلطات الشرعية" وهي ستتعامل مع المعارضة وكل فصائلها حيث يكون "عدم الرضا من تولي أسرة واحدة للحكم خلال مدة طويلة أو غياب الحريات المدنية كما هو الحال في الكثير من دول المنطقة كما في الملكيات على سبيل المثال" حافزا لتحقيق تحولات تدريجية مشيرا إلى أن الثورات "لا تجلب خيرا" والتجربة تدل على ذلك. وفى السياق ذاته لفت لافروف إلى الدور الروسي والأمريكي في حل القضايا على الساحة الدولية واستشهد بأقوال لنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن خلال اللقاء الذى جمع بينهما في ميونيخ مؤخرا من أن روسيا والولايات المتحدة بصفتهما أكبر قوتين نوويتين تتحملان المسؤولية عن الأمن العالمي ونتيجة لذلك تتعاونان بصورة أو بأخرى في أي نزاع أو أزمة إقليمية مهمة إضافة إلى أن موسكو وواشنطن هما عاصمتان يلجأ إليهما المشاركون في أي نزاع داعيا إلى تقدير مثل هذا الدور لروسيا. تشوركين: إعلان واشنطن عدم تورطها بتسليح المعارضة في سورية لا يبعد عنها المسؤولية الكاملة عما يحدث هناك من جهته, أكد فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن موقف الولايات المتحدة المعلن حول عدم قيامها بتسليح المعارضة في سورية لا يعفيها من المسؤولية بخصوص ما يجري هناك وما تقوم به هذه المعارضة المسلحة. وقال تشوركين في لقاء مع قناة روسيا اليوم "إن الولايات المتحدة دولة ذات نفوذ هائل في دول مثل قطر التي تعد مصدرا رئيسا لإمداد المعارضة المسلحة بالأسلحة ومصدرا لدعمها.. ولو انتهجت واشنطن سياسة صارمة في هذا الشأن لاستطاعت استخدام تأثيرها على الدول التي تزود المعارضة السورية بالسلاح.. لذا فإن تصريحاتهم بأنهم غير متورطين في ذلك لا تبعد عنهم المسؤولية الكاملة عما يحدث في سورية وعما يصدر عن المعارضة المسلحة من تصرفات". وأضاف تشوركين "من المحتمل أن الولايات المتحدة بدأت تدرك قبل غيرها من حلفائنا الغربيين أن الأحداث تأخذ منعطفا خطيرا بعد أن اتضح أن السيناريو الأصلي أي الإطاحة بالقيادة السورية وانتصار الديمقراطية خلال شهرين غير واقعي وبعيد عن الوضع الحقيقي في البلاد". السفير الروسي في أنقرة:نأمل ألا تستخدم منظومات صواريخ باتريوت لأهداف أخرى سوى الدفاع عن الأراضي التركية في سياق آخر أكد فلاديمير ايفانوفسكي السفير الروسي في تركيا أن بلاده تأمل ألا يجري استخدام منظومات صواريخ باتريوت المنصوبة على الحدود التركية السورية لأهداف أخرى سوى الدفاع عن الأراضي التركية.   وقال إيفانوفسكي في تصريح نشر في موسكو اليوم "إن هناك سيناريوهات مختلفة تدور في الفضاء الإعلامي حول احتمالات استخدام منظومات باتريوت" موضحا أن أحد أسباب ذلك يكمن في وجود شكوك معينة لدى المراقبين في الموقف المعقد الحالي ونحن لا نرغب في أن تتحقق هذه الشكوك ولا يجب استخدامها لأغراض أخرى سوى الدفاع عن الأراضي التركية. وأضاف:"إننا لا نجادل في حق تركيا في اتخاذ التدابير المناسبة لضمان أمنها ولكننا نعتقد في الوقت ذاته أن ظهور أي أسلحة إضافية في النقاط الساخنة لا يوطد الأمن الإقليمي ولايفعل سوى تشديد التوتر كما أكد الرئيس الروسي /فلاديمير بوتين/ أثناء زيارته الى تركيا في كانون الاول من العام الماضي إنه يجب الاهتمام بالقدرات وليس بالنوايا". وردا على سؤال حول رأي المجتمع التركي بموقف حكومته من سورية ونصب صواريخ باتريوت على الحدود بين البلدين قال ايفانوفسكي: "إنني بوصفي سفيرا لروسيا أجد أنه من المعقد ومن غير المناسب التعليق على الأمزجة المجتمعية في البلد المضيف رغم أننا نرصد هذه الأمزجة بطبيعة الحال"مؤكدا أن طيف الآراء واسع جداً ومن الملاحظ بصورة خاصة الآراء الداعية إلى الإسراع بحل الأزمة في سورية بوسائل سلمية دون تدخل من الخارج.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة