قال ديبلوماسي رفيع المستوى لصحيفة “الرأي” الكويتية أن وزير الخارجية جون كيري، أثناء جولته الأخيرة، سأل مسؤول عربي كبير عن الذي سيحدث في حال انهار بشار الأسد، فأجاب المسؤول العربي: «فليسقط بشار، ولكل حادث حديث». عند ذاك، رد كيري بالقول: «هذا الحديث هو بالضبط الذي يريد أن يسمعه الرئيس باراك أوباما، والذي من دونه لا يمكنني إقناعه بأي مشاركة أميركية أكبر».

وقال الديبلوماسي أن كيري شرح في مداخلة طويلة وجهة النظر الأميركية القائلة بأن «الصراع في سورية لن ينتهي مع زوال الأسد، بل ستكون محطة فقط، ينتقل بعدها الصراع إلى مراحل جديدة من الحرب الأهلية».

وحدد كيري «المصالح الأميركية في سورية» على الشكل التالي: «تفادي استخدام أو انتشار أسلحة الدمار الشامل، منع المتطرفين من السيطرة على السلطة، وتفادي تحول البلاد إلى دولة فاشلة تصبح مركزا لعدم الاستقرار في المنطقة».

وتابع الديبلوماسي أنه ما إن انتهى كيري من الحديث، حتى أجاب المسؤول العربي بلباقة، ولكن بكثير من الصراحة التي فاجأت الوزير الأميركي، وقال: «إذا كانت هذه هي أهداف واشنطن في سورية، فربما من الأفضل لكم أن يبقى بشار الأسد”

المسؤول العربي تحدث بدوره عن ضرورة التدخل الإقليمي والأميركي في سورية.

يبدو أن هذا الحوار كان بمثابة نقطة تحول لكيري، الذي بدأ جولته التي شملت عواصم أوروبية وإقليمية وهو يدعو الجميع إلى إقناع الروس بإقناع الأسد بالتنحي، وختمها مع كشفه لما حاولت واشنطن التستر عليه طيلة الشهر الماضي منذ أن خرجت إلى العلن أنباء مفادها أن وزيري الدفاع والخارجية ورئيس الأركان الأميركيين قدموا إلى اوباما اقتراحات تقضي بضرورة تسليح واشنطن للمعارضة السورية، وأن الرئيس الأميركي تصرف على عكس نصائح كبار مسؤولي إدارته ورفض قيام أميركا بالتسليح.

بيد أن ما تكتمت عليه واشنطن باح به كيري، ربما للتخفيف من الضغط الدولي، وخصوصا العربي، على الولايات المتحدة، فمنذ اليوم الأول لبدء قوى إقليمية بعملية تسليح الثوار السوريين و«وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي) منخرطة على أكمل وجه في إشرافها على العملية.

هذا الإشراف، حسب العارفين في العاصمة الأميركية، يتضمن أولا الكشف على صناديق الأسلحة والتأكد أنها لا تحتوي أنواعاً من الأسلحة لا تريد أميركا وصولها إلى أيدي الثوار، معتدلين كانوا أم غير معتدلين. ثانيا، تعمل الوكالة منذ اليوم الأول للثورة السورية على التدقيق بهوية الثوار من معارضين مدنيين ومقاتلين منشقين ومتطوعين.

هذا ما دفع كيري إلى التأكيد، في آخر تصريحاته، على أن الأسلحة تصل إلى أيدي ثوار موثوق بهم، في دلالة على أن واشنطن ليست غائبة تماما عن صورة التسليح، حتى وان كانت ليست هي من يقوم بشراء الاسلحة او نقلها.

في هذا السياق لفت العميل السابق في الاستخبارات العسكرية الأميركية جوزف هوليداي إلى خريطة تم الاستيلاء عليها تظهر اعتقاد قادته أن الثوار باتوا يسيطرون على معظم الضواحي الشرقية والجنوبية للعاصمة وبعض أحيائها.

وينقل هوليداي عن الاستخبارات الإسرائيلية قولها أن عملية «بركان دمشق»، التي قام بها الثوار في يوليو 2012، أجبرت الأسد على سحب قواته من الجولان، وكذلك من حمص ودرعا.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-07
  • 6787
  • من الأرشيف

كيري يفاجئ مسؤول عربي بالكشف عن نوايا أمريكا بعدم الإطاحة بالرئيس الأسد

قال ديبلوماسي رفيع المستوى لصحيفة “الرأي” الكويتية أن وزير الخارجية جون كيري، أثناء جولته الأخيرة، سأل مسؤول عربي كبير عن الذي سيحدث في حال انهار بشار الأسد، فأجاب المسؤول العربي: «فليسقط بشار، ولكل حادث حديث». عند ذاك، رد كيري بالقول: «هذا الحديث هو بالضبط الذي يريد أن يسمعه الرئيس باراك أوباما، والذي من دونه لا يمكنني إقناعه بأي مشاركة أميركية أكبر». وقال الديبلوماسي أن كيري شرح في مداخلة طويلة وجهة النظر الأميركية القائلة بأن «الصراع في سورية لن ينتهي مع زوال الأسد، بل ستكون محطة فقط، ينتقل بعدها الصراع إلى مراحل جديدة من الحرب الأهلية». وحدد كيري «المصالح الأميركية في سورية» على الشكل التالي: «تفادي استخدام أو انتشار أسلحة الدمار الشامل، منع المتطرفين من السيطرة على السلطة، وتفادي تحول البلاد إلى دولة فاشلة تصبح مركزا لعدم الاستقرار في المنطقة». وتابع الديبلوماسي أنه ما إن انتهى كيري من الحديث، حتى أجاب المسؤول العربي بلباقة، ولكن بكثير من الصراحة التي فاجأت الوزير الأميركي، وقال: «إذا كانت هذه هي أهداف واشنطن في سورية، فربما من الأفضل لكم أن يبقى بشار الأسد” المسؤول العربي تحدث بدوره عن ضرورة التدخل الإقليمي والأميركي في سورية. يبدو أن هذا الحوار كان بمثابة نقطة تحول لكيري، الذي بدأ جولته التي شملت عواصم أوروبية وإقليمية وهو يدعو الجميع إلى إقناع الروس بإقناع الأسد بالتنحي، وختمها مع كشفه لما حاولت واشنطن التستر عليه طيلة الشهر الماضي منذ أن خرجت إلى العلن أنباء مفادها أن وزيري الدفاع والخارجية ورئيس الأركان الأميركيين قدموا إلى اوباما اقتراحات تقضي بضرورة تسليح واشنطن للمعارضة السورية، وأن الرئيس الأميركي تصرف على عكس نصائح كبار مسؤولي إدارته ورفض قيام أميركا بالتسليح. بيد أن ما تكتمت عليه واشنطن باح به كيري، ربما للتخفيف من الضغط الدولي، وخصوصا العربي، على الولايات المتحدة، فمنذ اليوم الأول لبدء قوى إقليمية بعملية تسليح الثوار السوريين و«وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي) منخرطة على أكمل وجه في إشرافها على العملية. هذا الإشراف، حسب العارفين في العاصمة الأميركية، يتضمن أولا الكشف على صناديق الأسلحة والتأكد أنها لا تحتوي أنواعاً من الأسلحة لا تريد أميركا وصولها إلى أيدي الثوار، معتدلين كانوا أم غير معتدلين. ثانيا، تعمل الوكالة منذ اليوم الأول للثورة السورية على التدقيق بهوية الثوار من معارضين مدنيين ومقاتلين منشقين ومتطوعين. هذا ما دفع كيري إلى التأكيد، في آخر تصريحاته، على أن الأسلحة تصل إلى أيدي ثوار موثوق بهم، في دلالة على أن واشنطن ليست غائبة تماما عن صورة التسليح، حتى وان كانت ليست هي من يقوم بشراء الاسلحة او نقلها. في هذا السياق لفت العميل السابق في الاستخبارات العسكرية الأميركية جوزف هوليداي إلى خريطة تم الاستيلاء عليها تظهر اعتقاد قادته أن الثوار باتوا يسيطرون على معظم الضواحي الشرقية والجنوبية للعاصمة وبعض أحيائها. وينقل هوليداي عن الاستخبارات الإسرائيلية قولها أن عملية «بركان دمشق»، التي قام بها الثوار في يوليو 2012، أجبرت الأسد على سحب قواته من الجولان، وكذلك من حمص ودرعا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة