لا يهم تداخل الإيراني والسعودي أو تباعد السعودي والقطري أو انسحاب السوري ولا مبالاة الأميركيّ. المهم أن يضبط وصي جديد إيقاع اللعبة اللبنانية. فليأت وسيقدم له بطرس حرب وميشال معوض وميشال المر وغيرهم فروض الطاعة، ويبادله الوزير جبران باسيل الودّ، فيما يتنازل له تيار المستقبل وحزب الله عما يتمنعون عن تقديمه بعضهم لبعض

قبل زيارته السعودية، كان رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض يشتكي للسفارة الأميركية في بيروت، بحسب وثيقة ويكيليكس رقم 10BEIRUT65 (21 كانون الثاني 2010) من «عدم إيفاء السعوديين بوعودهم لتغطية نفقات قوى 14 آذار الانتخابية». وعشيتها، وعد والدته النائبة السابقة نايلة معوض بأن يطلب «كبسة» وليس كورنفليكس إذا سأله مستقبلوه في الرياض عمّا يرغب بتناوله. فعندما طلب كورنفليكس من قبل في مكتب العميد رستم غزالة، بحسب الرواية المنقولة عنه، ظنّ أبو عبده أن ابن الست نايلة يشتمه.

أما بعد الزيارة فأرجع معوض بعض المال الذي استعاره عشية الانتخابات من الزغلول، صاحب أطيب «سيخ شاورما» في زغرتا، وبات يصدر، كلما استدعت الحاجة، بياناً عن «كرامة المملكة وعزتها». ولم يلبث النائب السابق الياس سكاف والوزير السابق الياس المر والنواب وليد جنبلاط وسامي الجميل وبطرس حرب وفؤاد السنيورة أن لحقوا بمعوض على التوالي إلى بلاد بندر. قبل زيارته السعودية ما كان الجميل يحتمل التواجد وصورة ملكها في نفس الاحتفال، أما بعدها فباتت انتقادات دول الخليج تستفز ابن الرئيس أمين الجميل ويشغله تذكير المسؤولين اللبنانيين بوجوب «الوفاء لمن يقف إلى جانب شعبهم». وسرعان ما اتضح أن مقاولي الوصاية السورية إنما يعبّدون في حجهم الطريق للوصاية السعودية المباشرة التي لوح النائب تمام سلام بعلمها عبر زيارته الرياض قبيل تكليفه بتأليف الحكومة. وهذا «الطقس» السلامي لم تفرضه الوصاية السورية على الرئيس عمر كرامي في مطلع عهدها (1990) ولا في نهايته (2004)، ولا على الرؤساء رشيد الصلح (1992) وسليم الحص (1998) ورفيق الحريري الذي كلف 5 مرات تأليف حكومة. كما لم يسبق للسفير السوري أو من كانوا ينوبون عنه في تمثيل النظام السوري أن أجرى مشاورات تأليف مماثلة بعلانيتها (الوقحة) لمشاورات السفير السعوديّ. بينما تستخدم الوصايتان نفس المفردات في ما يخص «عدم التدخل في شؤون لبنان» التي يحتار سائق الأجرة في طريقه إلى فردان إن كان صوت السفير السعودي علي عواض العسيري يرددها عبر الراديو أم وزير الخارجية السوريّ وليد المعلم. وتزداد حيرته حين يقول العسيري إن قلب بلاده مفتوح للجميع، و«هي تبارك كل توافق بين اللبنانيين». قبل بلوغ الخطابين ذروة تشابههما مع قول العسيري إن سلاح حزب الله «شأن داخلي». لكنْ ثمة فارق «جوهري» بين الوصايتين. فحرس السفارة السعودية يستصعبون الكتابة على أسوارها، على غرار عناصر الاستخبارات السورية في مراكزهم، أن الشعبين السعودي واللبناني شعب واحد في دولتين أو «ما جمعه التاريخ والجغرافيا لا يفرقه إنسان». فلا الشعبان شعب واحد، ولا التاريخ والجغرافيا لحظا محطة مشتركة بين البلدين. وفي حسابات المؤرخين، سواء القوميون أو غيرهم، هدف الاهتمام السعودي الاستراتيجي بلبنان كان تخريب التقارب اللبناني ــ العراقي أولاً، ثم اللبناني ــ الفلسطيني فاللبناني ــ السوريّ أخيراً. فمدرسة آل سعود مهووسة بخطورة اتحاد ما يوصف مرة بالهلال الخصيب ومرة بالهلال الشيعي. مع العلم أن الوصاية السورية تذرعت بالعروبة وحمت نفسها بجيش عسكري وآخر استخباراتيّ. أما الوصاية السعودية فلا تتذرع بشيء ولا تحمي نفسها بشيء آخر، يكمن نفوذها في مالها السياسي فقط. في ظل إجماع المتخصصين في العلوم الدينية على أن الرابط المذهبي بين السعودية والسنة اللبنانيين كان ولا يزال رهن مجموعات متطرفة حديثة العمر وصغيرة، نظراً لوهابية الإسلام السعودي وصوفية الإسلام الشاميّ. وعليه يختزل أحد النواب المخضرمين المشهد كالتالي: ثمة دولة إقليمية تقول إنها قادرة على ترويض اللبنانيين، ليس لأنها تعبر عن تطلعاتهم سواء الدينية أو العقائدية أو التقدمية وليس لأنها تروعهم بجيشها واستخباراتها، إنما لأنها قادرة على شراء أكثريتهم.

جنبلاط يخرج السعودية والعسيري يعيدها

مع فرط النائب وليد جنبلاط عقد السين ــ سين عام 2011، سبقت المملكة العربية السعودية الرئيس سعد الحريري بتوضيب حقائبها المالية ومغادرة بيروت. فأوقفت المملكة من واحد كانون الثاني 2011 كل أشكال الدعم المالي للأفرقاء اللبنانيين والمؤسسات الرسمية سواء الإنمائي أو التربوي أو الاجتماعي، إلى جانب المال السياسي. ويشير أحد نواب تيار المستقبل الشماليين في هذا السياق إلى أن تعميماً سعودياً على مختلف الأمراء أفتى بإيقاف كل أشكال التبرعات، تبعه حظر شبه رسمي وعام للسياحة السعودية في لبنان وتشدد في استقبال الصادرات اللبنانية. مع تأكيد أحد زملائه البيروتيين أن وصول حقائب الريال إلى داعي الإسلام الشهال أو من يشبهه في العامين الماضيين كان رهن إعجاب أحد المتمولين السعوديين بشكل الشهال وصحبه وليس نتيجة قرار سعوديّ رسميّ. ورغم سعي المملكة بشتى الوسائل إلى إسقاط النظام السوري، يتابع المصدر المستقبلي، لم تحاول استخباراتها استغلال حماسة بعض اللبنانيين لذلك. الأمر الذي دفع قطر، التي تتشارك والسعودية هدف إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ويختلفان على وسيلتهما لذلك، إلى تبني أيتام الأمراء السعوديين سواء في صيدا أو في طرابلس وعكار.

إلا أن السفير السعودي، الآتي إلى لبنان من تجربة دبلوماسية استمرت ثماني سنوات في باكستان، لم يقفل أبواب سفارته: فتح علي عواض العسيري خط تواصل يومي ومباشر مع الرئيس فؤاد السنيورة والنائب نهاد المشنوق والوزير السابق محمد شطح من داخل تيار المستقبل، ورئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام من خارجه. أنعش، خارج إطار المستقبل لأول مرة منذ سنوات، علاقات مملكته المثلجة مع الرئيسين أمين الجميل وتمام سلام والنائب ميشال المر، والمجمدة مع الرئيس عمر كرامي والنائب السابق الياس سكاف ورئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام ورئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا. وجدد فريقي سفارته الدبلوماسي والأمني، ناقلاً منزله من «عزلة» الرملة البيضاء إلى «زحمة» اليرزة، حيث وطد علاقاته بجاره رئيس الرابطة المارونية السابق حارث شهاب وجارته أمية اللوزي. وعبّد العسيري بالتالي، عبر توطيد علاقاته الاجتماعية ومنح بعض السياسيين تأشيرة دخول دبلوماسية إلى المملكة، الطريق لعودة بلده إلى لبنان.

الأصيل يملأ فراغ الوكيل

التغيير الرئيسي في شكل التدخل السعودي هذه المرة، يقول أحد نواب 8 آذار، يكمن في غياب الوكلاء السعوديين: رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يفضل المنفى الطوعي، سلفه فؤاد السنيورة محاصر بعداواته، وعظام المرشحين على لوائحه (ومنهم النائب تمام سلام) طرية. فيما بات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع القائل «فليحكم الأخوان» قطريّاً في الحسابات السعودية أكثر منه سعودياً. ولا أحد في المملكة يحبذ إعادة رايتها إلى النائب وليد جنبلاط رغم دوره الرئيسي في عودتها إلى بيروت. الأمر الذي اضطر الأصيل إلى الحلول علانية محل الوكيل.

ويشير أحد نواب تيار المستقبل إلى أن التسريبات بشأن تعدد وجهات النظر السعودية في ما يخص الملف اللبناني غير دقيقة. فالمعنيان السعوديان بالملف اللبناني، وزارة الخارجية وإدارة الاستخبارات، ينتميان في حسابات الداخل السعودي إلى نفس الفريق. لكن المجموعة الممثلة بوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وبالتالي السفير علي عواض العسيري، متحمسة لشغل الفراغ في الوصاية «الضرورية» على اللبنانيين. مقابل حذر المجموعة الأخرى، الممثلة بمدير الاستخبارات بندر بن سلطان، من مختلف الأفرقاء اللبنانيين جراء تجاربها المخيبة. ويلفت المصدر السابق نفسه إلى استحالة مد ممثل الخارجية السعودية في بيروت يده لحزب أمني وعسكري مثل حزب الله دون موافقة الاستخبارات السعودية على ذلك. مع تأكيده أن علاقة السفارة بالحزب لم تتجاوز مرحلة تبادل الرسائل الإيجابية بعد. ويجزم مصدر آخر، قريب من الرئيس نجيب ميقاتي، أن التدخل السعودي القوي في الملف اللبناني لم يسبقه تواصل سعوديّ – إيرانيّ بهذا الخصوص. لكن تسهيل الإيرانيين المهمة السعودية قد يتيح لهم فتح ثغرة في علاقتهم بالسعودية، في تكرار للسيناريو السوري ــ السعودي عام 2009. في وقت يقول فيه أحد نواب حزب الله السابقين إن «المملكة لم تغير هدفها الاستراتيجي من تدخلها في الشؤون اللبنانية ولا بدلت أولوياتها، كل ما في الأمر أنها غيرت أسلوب تعاملها». فكان لا بد أن يغير الحزب أيضاً اسلوب تعامله. وبرأي أحد أصدقائه العونيين فإن الرغبة السعودية في إدارة الملف اللبناني ستضطر المملكة إلى التعامل مكرهة مع حزب الله وحركة أمل رغم معرفتها بارتباطاتهما الاقليمية، كما اضطرت الوصاية السورية قبلها أن تتعامل مكرهة مع الرئيس رفيق الحريري وغيره رغم معرفتها بارتباطاته الاقليمية والدولية. فهذا قدر الوصايات.

والواضح بحسب أحد المقربين من ميقاتي أن السفارة السعودية تسعى للنجاح في مهمتها، وهناك إقليمياً من يسعى لإنجاحها، في وقت يتشدد فيه تيار المستقبل، تبعاً لحسابات محلية لا علاقة للتوازنات السعودية بها، حيال بعض التنازلات السعودية ويسعى لكبحها. فبعد استقبال السفير السعودي الوزير جبران باسيل، إثر إيفاد السفارة بطريقة غير مباشرة ثلاثة على الأقل من أصدقائها إلى الرابية ناقلين ودّ المملكة للجنرال وناصحين عون باستغلال البعد السعوديّ ــ الجعجعيّ وعدم ترك ملعب قوى 8 آذار سعودياً للرئيس نبيه بري وحده، شن تفزيون المستقبل حملة شديدة على باسيل والعماد ميشال عون تذكر بمواقفهما من المملكة.

والخلاصة أن السعودية تسعى لفرض وصايتها على اللبنانيين، رغم التقاطع الحريريّ ــ البندريّ عند الحذر من نية حزب الله تقطيع الوقت وإراحته محلياً، ورغم «الحركشة» القطرية بالتوافق المستجد التي تقتصر على الإسلاميين دون الجعجعيين حتى الآن. وصاية من دون عسكر و«عروبة»، ومع «القليل» من الاستخبارات، وأمل دائم بمال سياسي لا ينضب. لكن المال مقطوع منذ مدة، ليحل محله الحنان. الحنان ولا شيء غيره. سبقت فرنسا السعودية في احتلال لبنان بحنانها. والوصاية السعودية، خلافاً للسورية، مثل الفرنسية، تأخذ وتعطي: يعد السفير السعودي اللبنانيين بأن تمتلئ فنادقهم بالسياح وتعمر «المعاملتين» وينتشر راقصو «العرضة» عل طول شواطئ اللبنانيين، في حال سهلوا استيلاءه على قرار بلدهم. تشجعوا.

العميد علي عسيري

يصعب على «اللبناني» أن يتخيل سفيراً سعودياً يتحدث بالفرنسية، لكن السفير المدرك اهتمامات اللبنانيين يدأب على مفاجأتهم بفرنسيته. يجمع من يلتقون علي عسيري على قوله دون تردد غالبية ما يفكر فيه، بوضوح وصراحة. مع تكرار لازمة اللبنانيين كلما أرادوا الإشادة بأحدهم: يقرأ كثيراً. والحقيقة أن الرجل الهادئ الذي يحسبه كثيرون متسرعين على وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، ليس إلا أحد أبرز متخرجي المؤسسة الأمنية السعودية. فانتقاله من «الداخلية السعودية» إلى «الخارجية» لم يكن بهدف دبلوماسي بل أمني: تولى، بحسب سيرته على موقع الخارجية السعودية، مهمّات إدارة الأمـن الدبلوماسي المعـنية بأمن ممثــليات المملكـة في الخارج، مع ما يستوجبه ذلك من تعاون مع مختلف الأجهزة الاستخبارية والسياسية، سواء في المملكة أو في العالم. وفي تلك المرحلة كان يعطي دروساً في مادة الأمن الدبلوماسي في معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لخارجية بلده. وتدرّج في الرتب العسكرية إلى ان حاز رتبة عميد. وقبيل أحداث 11 أيلول 2001 ببضعة أشهر، انتقل العسيري إلى واحدة من أضخم السفارات السعودية حول العالم في باكستان، ليدير علاقات بلده في تلك المنطقة الملتهبة من العالم، ويحمي نفوذ نظام أبناء عبد العزيز في تلك الدولة التي يُقال إن السعودية موّلت مشروعها النووي. واكب الحرب الأميركية على «الإرهاب»، ولم يلبث أن حصل على أعلى وسام يمنحه الرئيس الباكستاني، مالئاً مكتبته برسائل التقدير الباكستانية حتى من رئيس المحكمة الباكستانية العليا، إضافة إلى إطلاق اسمه على أحد ميادين مدينة لاهور. واللافت، بغض النظر عن معرفة الإيرانيين الوثيقة به بحكم دوره في باكستان، أن وصوله إلى بيروت كان قبل فترة وجيزة من انطلاق «الربيع العربي» ومباغتة السلفيين والإخوان المسلمين النفوذ السعودي وعلاقات المملكة في هذه المنطقة من العالم. ويشير أحد نواب المستقبل ختاماً إلى أن حديث العسيري عن «وجوب إخماد الفتنة الشيعية ـــ السنية، والبحث عن تفاهمات جديدة طويلة الأمد، جدّي. وأنه يعرف ـــ أكثر مما يتخيل كثيرون ـــ ما يقوله». فخلافاً لما يشاع، هو ليس مجرد لاعب ثانوي في السياسة الخارجية السعودية، مقارنة بسلفه عبد العزيز خوجة؛ خوجة كان شاعراً، العسيري أبعد ما يكون عن الشعر. العسيري ضابط أمن.

مرحبا سيادة

 

حين يتعلق الأمر بالسعودية يتغير لون السياديين. كان بود الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من سياسيي الشعر لو كان علي عواض العسيري يتلذذ كسلفه بسماع الشعر ليذيقوه مديحهم. لا أحد يسأل العسيري عن «عدم التدخل في شؤون لبنان». شكر المملكة لحرصها على توافق اللبنانيين شغل السياسيين الشاغل. لا أحد يسأل بطرس حرب وسامي الجميل والياس سكاف والياس المر وغيرهم من المتشدقين بالسيادة نهاراً عما يفعلونه ليلاً في الرياض. تنتهي حين يتعلق الأمر بالسعودية كل المراجل، إذ ليس النائب السابق منصور البون وحده من ينتظر قوافل الجمال المحملة بترولاً أصفر. حتى التيار الوطني الحر يتناسى مآخذه وخطوطه الحمراء، فيذهب الوزير جبران باسيل ليناقش أمر تأليف الحكومة في سفارة أجنبية. مجرد نقاش سريع يتبادل خلاله الطرفان وجهتي نظرهما في ما يخص تأليف الحكومة. يقول بعض الأفرقاء إنهم لا يودون الظهور بمظهر المعرقلين للتوافق. «يطلع منهم الرفض أحسن ما يطلع منا» يقولون، محاولين إقناع أنفسهم الآن بأن الرأي العام يفضل التوافق، وأنهم يخضعون خياراتهم لمشيئة هذا الرأي العام. يبتسم السفير السعودي فينتبه الزعماء إلى أن المرحلة تقتضي الاتفاق على حكومة وحدة وطنية. الترهيب: نقطع عنكم السياح. الترغيب: تزورون المملكة ويرضى عنكم الملك. لا يجوز، يقولون في 8 آذار، أن نتجاهل مد المملكة يدها إلينا. وينسى تيار المستقبل «حزب السلاح» كما نسي في السابق «حزب ولاية الفقيه». قبل اختتام المهرجين العرض بالتأكيد فإن شروط اللعبة تقتضي أن لا تدوم العداوات، وأن تتبدل المواقف «المبدئية» بتبدل موازين القوى الإقليمية. أما الثابت الوحيد، فهو تصفيق المصفقين: يجد السياسيون من يصفق لهم لمخاصمة السفارات ومصالحتها، للتحريض على حزب الله والانفتاح عليه.

  • فريق ماسة
  • 2013-04-19
  • 4884
  • من الأرشيف

حنان بندر،السعودية تحكم لبنان... بالسياحــة والحنان

لا يهم تداخل الإيراني والسعودي أو تباعد السعودي والقطري أو انسحاب السوري ولا مبالاة الأميركيّ. المهم أن يضبط وصي جديد إيقاع اللعبة اللبنانية. فليأت وسيقدم له بطرس حرب وميشال معوض وميشال المر وغيرهم فروض الطاعة، ويبادله الوزير جبران باسيل الودّ، فيما يتنازل له تيار المستقبل وحزب الله عما يتمنعون عن تقديمه بعضهم لبعض قبل زيارته السعودية، كان رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض يشتكي للسفارة الأميركية في بيروت، بحسب وثيقة ويكيليكس رقم 10BEIRUT65 (21 كانون الثاني 2010) من «عدم إيفاء السعوديين بوعودهم لتغطية نفقات قوى 14 آذار الانتخابية». وعشيتها، وعد والدته النائبة السابقة نايلة معوض بأن يطلب «كبسة» وليس كورنفليكس إذا سأله مستقبلوه في الرياض عمّا يرغب بتناوله. فعندما طلب كورنفليكس من قبل في مكتب العميد رستم غزالة، بحسب الرواية المنقولة عنه، ظنّ أبو عبده أن ابن الست نايلة يشتمه. أما بعد الزيارة فأرجع معوض بعض المال الذي استعاره عشية الانتخابات من الزغلول، صاحب أطيب «سيخ شاورما» في زغرتا، وبات يصدر، كلما استدعت الحاجة، بياناً عن «كرامة المملكة وعزتها». ولم يلبث النائب السابق الياس سكاف والوزير السابق الياس المر والنواب وليد جنبلاط وسامي الجميل وبطرس حرب وفؤاد السنيورة أن لحقوا بمعوض على التوالي إلى بلاد بندر. قبل زيارته السعودية ما كان الجميل يحتمل التواجد وصورة ملكها في نفس الاحتفال، أما بعدها فباتت انتقادات دول الخليج تستفز ابن الرئيس أمين الجميل ويشغله تذكير المسؤولين اللبنانيين بوجوب «الوفاء لمن يقف إلى جانب شعبهم». وسرعان ما اتضح أن مقاولي الوصاية السورية إنما يعبّدون في حجهم الطريق للوصاية السعودية المباشرة التي لوح النائب تمام سلام بعلمها عبر زيارته الرياض قبيل تكليفه بتأليف الحكومة. وهذا «الطقس» السلامي لم تفرضه الوصاية السورية على الرئيس عمر كرامي في مطلع عهدها (1990) ولا في نهايته (2004)، ولا على الرؤساء رشيد الصلح (1992) وسليم الحص (1998) ورفيق الحريري الذي كلف 5 مرات تأليف حكومة. كما لم يسبق للسفير السوري أو من كانوا ينوبون عنه في تمثيل النظام السوري أن أجرى مشاورات تأليف مماثلة بعلانيتها (الوقحة) لمشاورات السفير السعوديّ. بينما تستخدم الوصايتان نفس المفردات في ما يخص «عدم التدخل في شؤون لبنان» التي يحتار سائق الأجرة في طريقه إلى فردان إن كان صوت السفير السعودي علي عواض العسيري يرددها عبر الراديو أم وزير الخارجية السوريّ وليد المعلم. وتزداد حيرته حين يقول العسيري إن قلب بلاده مفتوح للجميع، و«هي تبارك كل توافق بين اللبنانيين». قبل بلوغ الخطابين ذروة تشابههما مع قول العسيري إن سلاح حزب الله «شأن داخلي». لكنْ ثمة فارق «جوهري» بين الوصايتين. فحرس السفارة السعودية يستصعبون الكتابة على أسوارها، على غرار عناصر الاستخبارات السورية في مراكزهم، أن الشعبين السعودي واللبناني شعب واحد في دولتين أو «ما جمعه التاريخ والجغرافيا لا يفرقه إنسان». فلا الشعبان شعب واحد، ولا التاريخ والجغرافيا لحظا محطة مشتركة بين البلدين. وفي حسابات المؤرخين، سواء القوميون أو غيرهم، هدف الاهتمام السعودي الاستراتيجي بلبنان كان تخريب التقارب اللبناني ــ العراقي أولاً، ثم اللبناني ــ الفلسطيني فاللبناني ــ السوريّ أخيراً. فمدرسة آل سعود مهووسة بخطورة اتحاد ما يوصف مرة بالهلال الخصيب ومرة بالهلال الشيعي. مع العلم أن الوصاية السورية تذرعت بالعروبة وحمت نفسها بجيش عسكري وآخر استخباراتيّ. أما الوصاية السعودية فلا تتذرع بشيء ولا تحمي نفسها بشيء آخر، يكمن نفوذها في مالها السياسي فقط. في ظل إجماع المتخصصين في العلوم الدينية على أن الرابط المذهبي بين السعودية والسنة اللبنانيين كان ولا يزال رهن مجموعات متطرفة حديثة العمر وصغيرة، نظراً لوهابية الإسلام السعودي وصوفية الإسلام الشاميّ. وعليه يختزل أحد النواب المخضرمين المشهد كالتالي: ثمة دولة إقليمية تقول إنها قادرة على ترويض اللبنانيين، ليس لأنها تعبر عن تطلعاتهم سواء الدينية أو العقائدية أو التقدمية وليس لأنها تروعهم بجيشها واستخباراتها، إنما لأنها قادرة على شراء أكثريتهم. جنبلاط يخرج السعودية والعسيري يعيدها مع فرط النائب وليد جنبلاط عقد السين ــ سين عام 2011، سبقت المملكة العربية السعودية الرئيس سعد الحريري بتوضيب حقائبها المالية ومغادرة بيروت. فأوقفت المملكة من واحد كانون الثاني 2011 كل أشكال الدعم المالي للأفرقاء اللبنانيين والمؤسسات الرسمية سواء الإنمائي أو التربوي أو الاجتماعي، إلى جانب المال السياسي. ويشير أحد نواب تيار المستقبل الشماليين في هذا السياق إلى أن تعميماً سعودياً على مختلف الأمراء أفتى بإيقاف كل أشكال التبرعات، تبعه حظر شبه رسمي وعام للسياحة السعودية في لبنان وتشدد في استقبال الصادرات اللبنانية. مع تأكيد أحد زملائه البيروتيين أن وصول حقائب الريال إلى داعي الإسلام الشهال أو من يشبهه في العامين الماضيين كان رهن إعجاب أحد المتمولين السعوديين بشكل الشهال وصحبه وليس نتيجة قرار سعوديّ رسميّ. ورغم سعي المملكة بشتى الوسائل إلى إسقاط النظام السوري، يتابع المصدر المستقبلي، لم تحاول استخباراتها استغلال حماسة بعض اللبنانيين لذلك. الأمر الذي دفع قطر، التي تتشارك والسعودية هدف إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ويختلفان على وسيلتهما لذلك، إلى تبني أيتام الأمراء السعوديين سواء في صيدا أو في طرابلس وعكار. إلا أن السفير السعودي، الآتي إلى لبنان من تجربة دبلوماسية استمرت ثماني سنوات في باكستان، لم يقفل أبواب سفارته: فتح علي عواض العسيري خط تواصل يومي ومباشر مع الرئيس فؤاد السنيورة والنائب نهاد المشنوق والوزير السابق محمد شطح من داخل تيار المستقبل، ورئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام من خارجه. أنعش، خارج إطار المستقبل لأول مرة منذ سنوات، علاقات مملكته المثلجة مع الرئيسين أمين الجميل وتمام سلام والنائب ميشال المر، والمجمدة مع الرئيس عمر كرامي والنائب السابق الياس سكاف ورئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام ورئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا. وجدد فريقي سفارته الدبلوماسي والأمني، ناقلاً منزله من «عزلة» الرملة البيضاء إلى «زحمة» اليرزة، حيث وطد علاقاته بجاره رئيس الرابطة المارونية السابق حارث شهاب وجارته أمية اللوزي. وعبّد العسيري بالتالي، عبر توطيد علاقاته الاجتماعية ومنح بعض السياسيين تأشيرة دخول دبلوماسية إلى المملكة، الطريق لعودة بلده إلى لبنان. الأصيل يملأ فراغ الوكيل التغيير الرئيسي في شكل التدخل السعودي هذه المرة، يقول أحد نواب 8 آذار، يكمن في غياب الوكلاء السعوديين: رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يفضل المنفى الطوعي، سلفه فؤاد السنيورة محاصر بعداواته، وعظام المرشحين على لوائحه (ومنهم النائب تمام سلام) طرية. فيما بات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع القائل «فليحكم الأخوان» قطريّاً في الحسابات السعودية أكثر منه سعودياً. ولا أحد في المملكة يحبذ إعادة رايتها إلى النائب وليد جنبلاط رغم دوره الرئيسي في عودتها إلى بيروت. الأمر الذي اضطر الأصيل إلى الحلول علانية محل الوكيل. ويشير أحد نواب تيار المستقبل إلى أن التسريبات بشأن تعدد وجهات النظر السعودية في ما يخص الملف اللبناني غير دقيقة. فالمعنيان السعوديان بالملف اللبناني، وزارة الخارجية وإدارة الاستخبارات، ينتميان في حسابات الداخل السعودي إلى نفس الفريق. لكن المجموعة الممثلة بوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وبالتالي السفير علي عواض العسيري، متحمسة لشغل الفراغ في الوصاية «الضرورية» على اللبنانيين. مقابل حذر المجموعة الأخرى، الممثلة بمدير الاستخبارات بندر بن سلطان، من مختلف الأفرقاء اللبنانيين جراء تجاربها المخيبة. ويلفت المصدر السابق نفسه إلى استحالة مد ممثل الخارجية السعودية في بيروت يده لحزب أمني وعسكري مثل حزب الله دون موافقة الاستخبارات السعودية على ذلك. مع تأكيده أن علاقة السفارة بالحزب لم تتجاوز مرحلة تبادل الرسائل الإيجابية بعد. ويجزم مصدر آخر، قريب من الرئيس نجيب ميقاتي، أن التدخل السعودي القوي في الملف اللبناني لم يسبقه تواصل سعوديّ – إيرانيّ بهذا الخصوص. لكن تسهيل الإيرانيين المهمة السعودية قد يتيح لهم فتح ثغرة في علاقتهم بالسعودية، في تكرار للسيناريو السوري ــ السعودي عام 2009. في وقت يقول فيه أحد نواب حزب الله السابقين إن «المملكة لم تغير هدفها الاستراتيجي من تدخلها في الشؤون اللبنانية ولا بدلت أولوياتها، كل ما في الأمر أنها غيرت أسلوب تعاملها». فكان لا بد أن يغير الحزب أيضاً اسلوب تعامله. وبرأي أحد أصدقائه العونيين فإن الرغبة السعودية في إدارة الملف اللبناني ستضطر المملكة إلى التعامل مكرهة مع حزب الله وحركة أمل رغم معرفتها بارتباطاتهما الاقليمية، كما اضطرت الوصاية السورية قبلها أن تتعامل مكرهة مع الرئيس رفيق الحريري وغيره رغم معرفتها بارتباطاته الاقليمية والدولية. فهذا قدر الوصايات. والواضح بحسب أحد المقربين من ميقاتي أن السفارة السعودية تسعى للنجاح في مهمتها، وهناك إقليمياً من يسعى لإنجاحها، في وقت يتشدد فيه تيار المستقبل، تبعاً لحسابات محلية لا علاقة للتوازنات السعودية بها، حيال بعض التنازلات السعودية ويسعى لكبحها. فبعد استقبال السفير السعودي الوزير جبران باسيل، إثر إيفاد السفارة بطريقة غير مباشرة ثلاثة على الأقل من أصدقائها إلى الرابية ناقلين ودّ المملكة للجنرال وناصحين عون باستغلال البعد السعوديّ ــ الجعجعيّ وعدم ترك ملعب قوى 8 آذار سعودياً للرئيس نبيه بري وحده، شن تفزيون المستقبل حملة شديدة على باسيل والعماد ميشال عون تذكر بمواقفهما من المملكة. والخلاصة أن السعودية تسعى لفرض وصايتها على اللبنانيين، رغم التقاطع الحريريّ ــ البندريّ عند الحذر من نية حزب الله تقطيع الوقت وإراحته محلياً، ورغم «الحركشة» القطرية بالتوافق المستجد التي تقتصر على الإسلاميين دون الجعجعيين حتى الآن. وصاية من دون عسكر و«عروبة»، ومع «القليل» من الاستخبارات، وأمل دائم بمال سياسي لا ينضب. لكن المال مقطوع منذ مدة، ليحل محله الحنان. الحنان ولا شيء غيره. سبقت فرنسا السعودية في احتلال لبنان بحنانها. والوصاية السعودية، خلافاً للسورية، مثل الفرنسية، تأخذ وتعطي: يعد السفير السعودي اللبنانيين بأن تمتلئ فنادقهم بالسياح وتعمر «المعاملتين» وينتشر راقصو «العرضة» عل طول شواطئ اللبنانيين، في حال سهلوا استيلاءه على قرار بلدهم. تشجعوا. العميد علي عسيري يصعب على «اللبناني» أن يتخيل سفيراً سعودياً يتحدث بالفرنسية، لكن السفير المدرك اهتمامات اللبنانيين يدأب على مفاجأتهم بفرنسيته. يجمع من يلتقون علي عسيري على قوله دون تردد غالبية ما يفكر فيه، بوضوح وصراحة. مع تكرار لازمة اللبنانيين كلما أرادوا الإشادة بأحدهم: يقرأ كثيراً. والحقيقة أن الرجل الهادئ الذي يحسبه كثيرون متسرعين على وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، ليس إلا أحد أبرز متخرجي المؤسسة الأمنية السعودية. فانتقاله من «الداخلية السعودية» إلى «الخارجية» لم يكن بهدف دبلوماسي بل أمني: تولى، بحسب سيرته على موقع الخارجية السعودية، مهمّات إدارة الأمـن الدبلوماسي المعـنية بأمن ممثــليات المملكـة في الخارج، مع ما يستوجبه ذلك من تعاون مع مختلف الأجهزة الاستخبارية والسياسية، سواء في المملكة أو في العالم. وفي تلك المرحلة كان يعطي دروساً في مادة الأمن الدبلوماسي في معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لخارجية بلده. وتدرّج في الرتب العسكرية إلى ان حاز رتبة عميد. وقبيل أحداث 11 أيلول 2001 ببضعة أشهر، انتقل العسيري إلى واحدة من أضخم السفارات السعودية حول العالم في باكستان، ليدير علاقات بلده في تلك المنطقة الملتهبة من العالم، ويحمي نفوذ نظام أبناء عبد العزيز في تلك الدولة التي يُقال إن السعودية موّلت مشروعها النووي. واكب الحرب الأميركية على «الإرهاب»، ولم يلبث أن حصل على أعلى وسام يمنحه الرئيس الباكستاني، مالئاً مكتبته برسائل التقدير الباكستانية حتى من رئيس المحكمة الباكستانية العليا، إضافة إلى إطلاق اسمه على أحد ميادين مدينة لاهور. واللافت، بغض النظر عن معرفة الإيرانيين الوثيقة به بحكم دوره في باكستان، أن وصوله إلى بيروت كان قبل فترة وجيزة من انطلاق «الربيع العربي» ومباغتة السلفيين والإخوان المسلمين النفوذ السعودي وعلاقات المملكة في هذه المنطقة من العالم. ويشير أحد نواب المستقبل ختاماً إلى أن حديث العسيري عن «وجوب إخماد الفتنة الشيعية ـــ السنية، والبحث عن تفاهمات جديدة طويلة الأمد، جدّي. وأنه يعرف ـــ أكثر مما يتخيل كثيرون ـــ ما يقوله». فخلافاً لما يشاع، هو ليس مجرد لاعب ثانوي في السياسة الخارجية السعودية، مقارنة بسلفه عبد العزيز خوجة؛ خوجة كان شاعراً، العسيري أبعد ما يكون عن الشعر. العسيري ضابط أمن. مرحبا سيادة   حين يتعلق الأمر بالسعودية يتغير لون السياديين. كان بود الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من سياسيي الشعر لو كان علي عواض العسيري يتلذذ كسلفه بسماع الشعر ليذيقوه مديحهم. لا أحد يسأل العسيري عن «عدم التدخل في شؤون لبنان». شكر المملكة لحرصها على توافق اللبنانيين شغل السياسيين الشاغل. لا أحد يسأل بطرس حرب وسامي الجميل والياس سكاف والياس المر وغيرهم من المتشدقين بالسيادة نهاراً عما يفعلونه ليلاً في الرياض. تنتهي حين يتعلق الأمر بالسعودية كل المراجل، إذ ليس النائب السابق منصور البون وحده من ينتظر قوافل الجمال المحملة بترولاً أصفر. حتى التيار الوطني الحر يتناسى مآخذه وخطوطه الحمراء، فيذهب الوزير جبران باسيل ليناقش أمر تأليف الحكومة في سفارة أجنبية. مجرد نقاش سريع يتبادل خلاله الطرفان وجهتي نظرهما في ما يخص تأليف الحكومة. يقول بعض الأفرقاء إنهم لا يودون الظهور بمظهر المعرقلين للتوافق. «يطلع منهم الرفض أحسن ما يطلع منا» يقولون، محاولين إقناع أنفسهم الآن بأن الرأي العام يفضل التوافق، وأنهم يخضعون خياراتهم لمشيئة هذا الرأي العام. يبتسم السفير السعودي فينتبه الزعماء إلى أن المرحلة تقتضي الاتفاق على حكومة وحدة وطنية. الترهيب: نقطع عنكم السياح. الترغيب: تزورون المملكة ويرضى عنكم الملك. لا يجوز، يقولون في 8 آذار، أن نتجاهل مد المملكة يدها إلينا. وينسى تيار المستقبل «حزب السلاح» كما نسي في السابق «حزب ولاية الفقيه». قبل اختتام المهرجين العرض بالتأكيد فإن شروط اللعبة تقتضي أن لا تدوم العداوات، وأن تتبدل المواقف «المبدئية» بتبدل موازين القوى الإقليمية. أما الثابت الوحيد، فهو تصفيق المصفقين: يجد السياسيون من يصفق لهم لمخاصمة السفارات ومصالحتها، للتحريض على حزب الله والانفتاح عليه.

المصدر : غسان سعود


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة