دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
استكمالاً للزيارة السابقة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ خلال شهر شباط الماضي إلى لبنان، قام وزير شؤون الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية أليستر بيرت بزيارة إلى لبنان، أمس، نقل خلالها موقف بلاده المعروف مسبقاً حول ضرورة الحفاظ على الاستقرار وعدم التدخل في الأزمة السورية.
وفي حديث إلى "السفير"، رأى بيرت أنّ أحد انعكاسات الأزمة السورية على لبنان يبرز في قضية اللاجئين. وقال إنّ لهذه الأزمة بعداً خاصاً وتحديداً بالنسبة إلى الأرقام التي تشير إلى أنّ "ربع من يعيش اليوم في لبنان هم من السوريين"، موضحاً أنّ بلاده "تحاول مساعدة الدولة اللبنانية من خلال تقديم المساعدات المادية، ومنها تقديم مبلغ أربعين مليون دولار" استجابة لهذه الأزمة.
وعن مباحثات الاتحاد الأوروبي لرفع الحظر عن الأسلحة المرسلة إلى المعارضة السورية، قال بيرت لـ"السفير" إنّ بلاده لم تأخذ بعد قراراً في هذا الخصوص، إلا أنه شرح أنّ رغبة بريطانيا في اتخاذ قرار مماثل تكمن في أنه "سيساعد على تغيير المعطيات على الأرض". وأضاف أنه سيضع المزيد من الضغوط على النظام السوري و"إرسال إشارة واضحة" له في هذا الخصوص، كما أنه سيساعد على التسريع في قيام عملية الانتقال السياسي في سوريا، وفقاً له.
وعن خطورة مثل هذا القرار على الأوضاع في الدول المجاورة، أكد المسؤول البريطاني على ضرورة ابتعاد الأطراف اللبنانية عن الأحداث في سوريا وعلى ضرورة "عدم مشاركتها في الأعمال العسكرية إلى جانب الأطراف المختلفة (...) لأنّ ذلك ينقل العدوى إلى لبنان، ما سيشكل مأساة".
وفي سياق منفصل، لم يحصر بيرت حديثه مع كلّ الذين التقاهم بعد وصوله إلى بيروت، من رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والنواب نبيه بري، والرئيس المكلّف تمام سلام إضافةً إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي، بتأكيد دعم بلاده لاستقرار لبنان وسلامة أراضيه، بل توسّع إلى "الموضوع الأهم" بالنسبة لبلاده.
فمن عين التينة، قالها الوزير البريطاني بالفم الملآن: "إن رسالتنا واضحة لـ"حزب الله" وللآخرين، لا ترسلوا أبناءكم عبر الحدود ليقاتلوا في سوريا، لأن ذلك يزيد فرصة نقل الأزمة إلى لبنان"، مشدداً على أن "سياسة النأي بالنفس تساعد على الاستقرار في لبنان و(تساعد) الشعب اللبناني".
الاهتمام بالوضع على الحدود اللبنانية السورية، كان واحداً من المواضيع التي أثارها الوزير البريطاني، ولكنه لم يحجب الاهتمام عن الاستحقاقات الداخلية، إذ أكد أن "الوضع في المنطقة ليس ذريعة لعدم الالتزام بالمهل الدستورية للانتخابات"، داعياً كافة الأطراف السياسية إلى أن تتوصل مع الرئيس المكلف سلام لتأليف حكومة وإجراء الانتخابات التشريعية.
وقال خلال زيارته لسلام إن بلاده تساهم بمبلغ قدره أربع مئة ألف دولار للبنان لبناء القدرات بهدف إجراء الانتخابات. وجدّد استعداد بلاده لتقديم الدعم لإدارة شفافة لموارد لبنان في قطاع النفط والغاز.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة