دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انتهت الجولة الثانية من المفاوضات الإسرائيلية التركية بشأن تعويض عائـــلات ضحايا وجرحى مجزرة سفينة «مرمرة»، والتي عُقـــدت في إسرائيل. وأشارت «معاريف» إلى أنه تم الاتفـــاق على مسودة اتفاقية المصالحة بين الطرفـــين، وبقيت مفتوحة مسألة حجم التعويـــضات المالية لعائلات تسعة شهداء وعشرات الجرحى الأتراك. ويفتح الاتفاق الباب أمام إعادة العلاقات التركــــية الإسرائيـــلية إلى ما كانت عليه قبل مجزرة «مرمرة» وهـــو ما تريده، وسعت إليه، الإدارة الأميركيـــة التي قامـــت بدور الوسيـــط لكــسر الجلـــيد بينهما. ويتـــوقع الطرفــان إنجـــاز الاتفـــاق النهائي خـــلال أيام قلــيلة.
وأوضحت «معاريف» أن تقدماً جوهرياً حدث في محادثات المصالحة بين إسرائيل وتركيا، إذ توصل ممثلو الطرفين في اجتماعهما أمس الأول في وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس المحتلة إلى مسودة اتفاق. وعملياً بقيت فقط مسألة حجم التعويضات التي ستدفع إلى عائلات الضحايا مفتوحة. وبحسب «معاريف» فإن مسودة الاتفاق تحدد آلية تسليم أموال التعويضات لصندوق خيري خاص، وتقرر إلغاء الدعاوى ضد العسكريين الإسرائيليين، وإعادة السفراء وقيام تركيا بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. كما تشير المسودة إلى أن إسرائيل وتركيا ستعرضان الاتفاقية على برلمانيهما بقصد المصادقة عليها كاتفاقية دولية ملزمة.
وجرى الاجتماع في الخارجية الإسرائيلية بالقوام ذاته، الذي حضر اجتماع اسطنبول. وشارك من الجانب الإسرائيلي مستشار الأمن القومي يعقوب عاميدرور ومبعوث نتنياهو إلى تركيا المحامي يوسف تشاخنوفر. ومثّل الجانب التركي كالعادة المدير العام لوزارة الخارجية فريدون سنيرلي أوغلو، ونائب وزير الخارجية عومر أونهون.
وأعلن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن اللقاء كان إيجابياً، وجرى في أجواء طيبة. وأضاف أن «الطواقم توصلت إلى مسودة متفق عليها، لكن الأمر يتطلب توضيحات إضافية بشأن قضايا محدودة». وأشار البيان أيضاً إلى أن «الطرفين ينتظران التوصـــل إلى اتفـــاق في القريب العاجل». وتأمل إسرائيل أن تكرس اللقاءات المقبلة لاستئناف التعاون العسكري، والأمني مع تركيا.
تجدر الإشارة إلى أنه بالنسبة لإسرائيل، كانت تركيا، إلى ما قبل بضع سنوات، الحليف الاستراتيجي الثاني الأهم بعد الولايات المتحدة في العالم، وكانت تتبادل مع الجيش الإسرائيلي الخبرات والتدريبات والمعلومات الاستخبارية. وكان سلاح الجو الإسرائيلي يتدرب في الأجواء التركية، ولكن كل ذلك توقف بعد مجزرة سفينة «مرمرة».
وقد وجه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس، انتقادات للغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق معلناً أنها تخدم النظام السوري. غير أن أوساطاً إسرائيلية تعتقد أنه ما كان بوسع إسرائيل تنفيذ هذه الغارات لولا انتهاء الأزمة مع تركيا. واعتبرت أوساط إسرائيلية أن اعتذار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لنظيره التركي، والذي تم بوساطة أميركية، بات يؤتي أكله. فالضربة الإسرائيلية لدمشق تتم من دون خوف من تعميق الخلاف مع تركيا، التي ترى أيضاً الوقفة الأميركية البريطانية - الألمانية خلف إسرائيل.
وتشير تقديرات في إسرائيل إلى أن ما يمكن لحكومة نتنياهو دفعه كتعويض هو بين خمسة وستة ملايين دولار. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أشارت إلى أن حجم التعويضات قد يشكل عائقاً أمام تنفيذ اتفاق المصالحة مع تركيا. ووفق هذه الوسائل، فإن تركيا طالبت بمليون دولار تعويضاً لكـــل عائلة شهـــيد، وملايـــين كثيرة أخرى لعائلات عشــرات المصابـــين في المجزرة.
وأشارت مصادر في الخارجية التركية إلى أن الاتفاق تحقق حول المعايير التي وفقها يتقرر مستحقو التعويض. وعدا عائلات الشهداء التسعة، ستدفع تعويضات لعشرات الأتراك الذين أصيبوا عند اقتحام القوات الإسرائيلية لسفينتهم في عرض البحر. وأكد نائب رئيس الحكومة التركية بولنت أرينتش أنه «لم يتم الاتفاق نهائياً على حجم التعويضات، ولكن تم التوافق على المعايير التي ستحسب وفقها المبالغ التي ستدفعها إسرائيل».
عموماَ، نقلت صحيفة «هآرتس» عن أوساط إسرائيلية تقديرها بأنه لن تكون هناك جولات مفاوضات أخرى، وأن اللقاء المقبل سيكرس للتوقيع على الاتفاق. وفور التوقيع سيتفق الطرفان على موعد إعادة السفراء وتطبيع العلاقات بين الدولتين.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة