دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رمت واشنطن وموسكو، أمس، بثقليهما لعقد مؤتمر «جنيف 2» الدولي، بمشاركة ممثلين عن السلطات السورية والمعارضة، وأعربتا عن تفاؤلهما بإمكانية التوصل إلى حل سلمي للأزمة يستند إلى «حكومة انتقالية»، فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى توسيع «مجموعة العمل الدولية حول سوريا» التي عقدت اجتماعاً في جنيف في حزيران الماضي لتضمّ دول جوار سوريا والسعودية وإيران.
وستهيمن الأزمة السورية على لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان في واشنطن اليوم. ويُتوقع أن يحاول اردوغان الضغط على أوباما لتعزيز الضغوط على سوريا، ولو بسبل عسكرية، وهو ما لا يظهر الرئيس الأميركي حماسة واضحة له (تفاصيل صفحة 10).
وفي نيويورك، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يدين السلطات السورية ويرحّب بـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض باعتباره «الممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي» في سوريا، لكنه لم يستخدم تعبير «الممثل الوحيد».
يشار إلى أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 دولة، غير ملزمة، ولكن الدوحة والدول الداعمة لـ«الائتلاف»، قد تحاول استغلاله خلال المفاوضات في جنيف لتهميش المعارضات الباقية.
وفاز مشروع القرار، الذي تقدمت به قطر، بغالبية 107 أصوات، وامتناع 59 دولة، بينها لبنان، عن التصويت، ومعارضة 12 دولة، في تباين كبير مع نتيجة التصويت على القرار السابق العام الماضي الذي اعتمد بموافقة 133 دولة. وقال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة إن تراجع الدعم للقرار يظهر تزايد القلق بشأن جماعات المعارضة المسلحة السورية المنقسمة.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، بعد يومين من لقائه نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة، «سنشهد قريباً تطوير العلاقات بين إيران والسعودية على مختلف الأصعدة». وأضاف إن «وجهات نظر الدول الإقليمية والدولية تتقدم باتجاه حل الأزمة السورية وتسويتها»، موضحاً «سننظم اجتماعاً في طهران في 29 أيار، بعنوان أصدقاء سوريا، حيث نأمل بمشارکة عدد من الدول فيه».
كيري ولافروف
وعبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد اجتماع لمدة ساعة في مدينة كيرونا في السويد، عن اعتقادهما أن بإمكانهما عقد محادثات سلام بشأن سوريا، وأكدا أنهما يعملان جنباً إلى جنب بشأن خطة سوريا.
وقال كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف، «اعتقد أن من الإنصاف القول إن كلينا واثق بشأن الاتجاه الذي نتحرك فيه، ويحدونا أمل كبير جداً في انه خلال فترة قصيرة ستجتمع الأطراف معاً، حتى يكون لدى العالم فرصة وجود بديل للعنف والدمار الذي يحدث في سوريا حالياً».
وأعلن كيري أن مسعى وقف العنف في سوريا استند إلى اتفاق لا يزال حبراً على ورق منذ إعلانه في جنيف في حزيران الماضي من أجل تشكيل حكومة انتقالية في سوريا «ذات سلطة تنفيذية كاملة بالتراضي». وقال «هذا ما نعمل باتجاهه، ولا أعتقد أن من غير المهم في هذه اللحظة أن نجد أرضية مشتركة ونعمل معاً عن كثب».
وقال كيري «كلانا (كيري ولافروف) مستعد للعمل على إجلاس الحكومة السورية والمعارضة حول طاولة المفاوضات»، مؤكداً «التنسيق الوثيق بينهما لإيجاد حل»، مؤكدا أن «واشنطن تنظر بتفاؤل إلى التعاون مع موسكو بشأن الأزمة السورية». وتابع «نحن (موسكو وواشنطن) نعتقد أنه من البنّاء والإيجابي للغاية أن نعمل معاً للتوصل إلى حل سلمي (يستند إلى) حكومة انتقالية».
وقال لافروف، من جهته، «لدينا مبادرة واضحة جداً على الطاولة. الاقتراح الروسي ــــ الأميركي لعقد مؤتمر لبدء تنفيذ البيان الختامي (لمؤتمر) جنيف العام الماضي. الأمر لا يحتاج إلى شرح، وما نحتاجه الآن هو حشد الدعم لهذه المبادرة على أساس ما تم الاتفاق عليه في جنيف، وما اقترحته واشنطن وموسكو».
وأضاف «نحن (والولايات المتحدة) لدينا مبادرات قوية، وعلينا أن نحشد الدعم لهذا المؤتمر، ويجب تعبئة جميع المشاركين الخارجيين في هذا الوضع وجميع الأطراف السورية». ورأى أنه «من الضروري أن يشارك جيران سوريا وأيضاً إيران والسعودية في مؤتمر جنيف 2».
وقال «نعرف أن مدينة اسطنبول تشهد اجتماعاً للائتلاف الوطني السوري (في 23 أيار الحالي)، وستعقد المعارضة الداخلية (السورية) في الوقت ذاته اجتماعاً في مدريد. ومن المهم أن يعبر المشاركون في كلا الاجتماعين عن تأييدهم للمبادرة الروسية ـــ الأميركية»، مضيفاً إنه «ناقش مع كيري ضرورة أن يقنع الزملاء الأميركيون المعارضة السورية بإرسال وفدها إلى المؤتمر»، مشيراً إلى أن «الحكومة السورية قد أكدت إمكانية مشاركتها في مؤتمر جنيف 2». وتابع أن «الحديث لا يدور عن مشاركة زعماء دول في المؤتمر»، موضحاً أنه «سيعقد على مستوى وزراء خارجية ونوابهم».
وأكد لافروف، خلال لقائه نظيره الألماني غيدو فسترفيله في برلين، أن موقفَي روسيا وألمانيا من عقد مؤتمر «جنيف ـ 2» متطابقان. وقال «أرجو أن يساعد موقفانا على الحل. لدي إحساس بأننا نقيم الوضع بطريقة مماثلة»، مشيراً إلى أن «موقفَي روسيا وألمانيا كانا متطابقين منذ 10 أعوام عند مناقشة الأزمة العراقية».
من جانبه، قال فسترفيله «إننا نرحب بفكرة عقد المؤتمر بشأن سوريا من أجل دعم الحل السياسي»، واصفاً اقتراح روسيا والولايات المتحدة بأنه «إشارة قوية لجميع الأطراف بضرورة وقف سفك الدماء». وأشار إلى أن موقفَي ألمانيا وروسيا حيال النزاع السوري منذ بدايته كانا مختلفين «لكن يجب حل جميع الخلافات عن طريق الحوار».
إلى ذلك، أعلن ديبلوماسي غربي في باريس أن مجموعة «أصدقاء سوريا» ستجتمع في الأردن في 22 من الشهر الحالي، فيما أعلن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني أن المعارضة السورية لن تشارك فيه، مؤكداً أن عقد الاجتماع في بلاده لا يُعدّ تغييراً لسياستها.
وحول ما إذا كان الأردن على اتصال مع الحكومة السورية والمعارضة، قال المومني إن «كل اللقاءات التي تعقد (حول الأزمة السورية) والتي يشارك فيها الأردن يكون فيها أعضاء من المعارضة السورية».
المصدر :
الماسة السورية/ السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة