بعد غياب دام لفترة طويلة، عادت منطقة الساحل السوري إلى واجهة الأحداث بعد المعارك التي شهدتها قرية البيضا الواقعة في ريف بانياس بين الجيش السوري، والمجموعات الارهابية المسلحة .

مصدر مطلع تحدث لوكالة أنباء آسيا فوصف الوضع بالدقيق واكد انه يمتلك معلومات عن تحضيرات تقوم بها جبهة النصرة لتنفيذ هجمات على مدينة اللاذقية، مضيفاً "يتميز عناصر الجبهة بإمتلاكهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر يُقال بأنها وصلت إليهم من الجار التركي"، ويقول "ان الجيش السوري تمكن من تدمير عدد من مقار الجبهة، ومشافي ميدانية في مناطق التفاحية وسلمى وحليبية، وكان من بين القتلى، مقاتلون يحملون جنسيات سعودية، ومصرية، وليبية".

في مدينة اللاذقية، الأوضاع الأمنية مستتبة حتى أبعد حدود، والأحياء التي شهدت إشكالات في اوقات سابقة (شارع الاسكان، ومنطقة الصليبة، وحارة علي الجمال) تنعم اليوم بهدوء كبير، ولكن الحدث الأبرز يتجلى في الكلام الذي يطلقه البعض حول إمكانية تعرض المدينة لهجوم   في فترة العيد.

بالمقابل يؤكد مصدر عسكري في عصابات  الجيش الحر "ان فتح جبهة الساحل مؤجل حتى إشعار آخر، على الرغم من من تواجد عدد كبير من من اسماهم بـ"ثوار" الساحل على جهوزية تامة ككتائب فرسان الساحل التي يقودها الرائد اكرم البدري، ولواء جبل التركمان، وكتائب العز كتيبة بن عبد السلام بقيادة حسن حمامي الذي خلف كمال حمامي ابو بصير الذي قتل على يد دولة العراق والشام الإسلامية."

وفي ردها على إمكانية تعرض مدينة اللاذقية لهجوم من قبل الجيش الحر قال مصدر في الإئتلاف المعارض  "منطقة الساحل مهمة جدا بالنسبة إلينا، ومع ذلك لا يمكننا ان نؤكد او ننفي الخبر، فالخطط العسكرية يجب ان تبقى طي الكتمان ومحاطة بسرية كاملة".

وحول إمكانية ان يكون لمقتل كمال حمامي عضو الهيئة العليا لأركان عصابات الجيش الحر تداعيات سلبية على المعركة المزمع خوض غمارها إعتبر المصدر "ان مقتل حمامي شكل ضربة قوية لقادة وعناصر جيش الارهاب الحر نظرا لما كان يعرف عنه، ولكن القادة المتواجدين في هذه المنطقة لديهم القدرة على سد الفراغ الذي تركه،" متابعاً "إذا فتحت جبهة الساحل وتم تحقيق نجاحات فيها، فإن موازين القوة ستتغير على الأرض، وووقتها يمكن ان تحدث عن إمكانية الذهاب إلى جنيف ٢ وفرض الشروط التي يريدها الثوار على طاولة المفاوضات".

ويتابع محدثنا سرد الأحداث التي عاشها الساحل منذ عامين وحتى اليوم قائلاً، "بانياس المدينة المشهورة على الساحل السوري أدخلت الأزمة إليها من أوسع ابوابها، التظاهرات السلمية بدأت منذ الأسبوع الأول، ثم ما لبثت حركة التسليح ان ارتفعت وتيرتها قبل ان يحاول البعض أخذ الأمور إلى منحى طائفي"، مضيفاً " نظرا لحساسية الأمور فقد تم التعامل مع الأحداث بشكل سياسي، غير ان تعرض حافلة تابعة للجيش لإطلاق نار أدى إلى مقتل عدد من العسكريين، ثم قيام بعض المسلحين بالتعرض لحافلات تقل ركابا إلى بلدات معينة، إضافة إلى مقتل نضال جنود، دفع بالمؤسسة العسكرية السورية إلى تنفيذ حملة عسكرية كبيرة إنتهت بدخول المدينة وريفها (البيضا) ..".

"عامان مرّا دون ان تشهد المدينة اي احداث لافتة مع بعض الإستثناءات كتفجير عبوات صوتية، وتنفيذ هجمات محدودة على حواجز الجيش حتى شهر ايار ٢٠١٣ عندما وقعت الطامة الكبرى بعد تعرض عدد من العسكريين الى كمين أدى إلى مقتلهم، ثم تنفيذ عملية إختطاف لحافلة أخرى تقل عسكريين، إحتدم القتال بين المتصارعين ونفذ القناصون إنتشارا في البيضا ورأس النبع وبساتين الأسد، وتدخل سلاح المدفعية في المعركة ما رجح كفة قوات الجيش الوطني   مشيرا إلى انه "في الأيام الأخيرة قام حوالي خمسون مسلحا بإفتعال إشكالات متفرقة، ولكن بالمحصلة فإن الأوضاع اليوم هادئة بشكل كام، والطريق الدولية سالكة".

مدينة الحفة الواقعة في ريف اللاذقية كانت قد شهدت معارك ضارية في منتصف العام الماضي، وقد وضعت أوزارها بعد إنسحاب تكتيكي نفذه جيش الارهاب الحر إثر فشله في التصدي للحملة العسكرية التي أرسلتها السلطات من أجل إستعادة زمام الأمور في المدينة.

ويعلل محدثنا أسباب الأحداث التي شهدتها مدينة الحفة، معتبرا "أن بعدها عن اللاذقية والبيئة الحاضنة التي تأمنت للكتائب المسلحة، وطبيعة بعض سكانها وطريقة تفكيرهم إضافة إلى جغرافيتها الجبلية ووجود وديان ومغاور كثيرة فيها سمحت للمقاتلين بالتواجد فيها".

ويشير إلى ان "الجيش السوري واجه صعوبات كبيرة قبل إستعادة السيطرة عليها، الأمر الذي دفع باللواء المسؤول عن قيادة المنطقة الساحلية إلى طلب الدعم من الفوج ٥٣ (قوات خاصة)، وقد إستمرت الإشتباكات لفترة طويلة إستخدم خلالها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمدفعية، قبل ان تتمكن القوات الخاصة من تنفيذ عملية إنزال سمحت للجيش بإعلان الحفة مدينة آمنة بإستثناء مفترق الطرق الذي يؤدي إلى مناطق: كنسبا وخان الجوز و سلمى بحيث ان الإشتباكات لا تزال قائمة وإن كانت بشكل متقطع في هذه البلدات."

مسلحو المجموعات الارهابية  لا زالوا متواجدين في مناطق قساطل وربيعة، وبأعداد كبيرة ايضا، لكن حركة تنقلاتهم لم تعد بالشكل الذي كانت عليه سابقاً، ويتابع محدثنا قائلاً:" الجيش السوري تمكن وبالتعاون مع قوات الدفاع الوطني من بسط سيطرته على معظم مناطق الريف الشمالي، وبعد نقل قسم من هذه القوات للمشاركة في المعارك الدائرة بمناطق أخرى من سوريا، بينما إستمر جزء منها لحفظ امن المناطق التي خرج منها المسلحون".

  • فريق ماسة
  • 2013-08-01
  • 11242
  • من الأرشيف

معركة الساحل السوري..هل تندلع شراراتها في العيد؟

بعد غياب دام لفترة طويلة، عادت منطقة الساحل السوري إلى واجهة الأحداث بعد المعارك التي شهدتها قرية البيضا الواقعة في ريف بانياس بين الجيش السوري، والمجموعات الارهابية المسلحة . مصدر مطلع تحدث لوكالة أنباء آسيا فوصف الوضع بالدقيق واكد انه يمتلك معلومات عن تحضيرات تقوم بها جبهة النصرة لتنفيذ هجمات على مدينة اللاذقية، مضيفاً "يتميز عناصر الجبهة بإمتلاكهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر يُقال بأنها وصلت إليهم من الجار التركي"، ويقول "ان الجيش السوري تمكن من تدمير عدد من مقار الجبهة، ومشافي ميدانية في مناطق التفاحية وسلمى وحليبية، وكان من بين القتلى، مقاتلون يحملون جنسيات سعودية، ومصرية، وليبية". في مدينة اللاذقية، الأوضاع الأمنية مستتبة حتى أبعد حدود، والأحياء التي شهدت إشكالات في اوقات سابقة (شارع الاسكان، ومنطقة الصليبة، وحارة علي الجمال) تنعم اليوم بهدوء كبير، ولكن الحدث الأبرز يتجلى في الكلام الذي يطلقه البعض حول إمكانية تعرض المدينة لهجوم   في فترة العيد. بالمقابل يؤكد مصدر عسكري في عصابات  الجيش الحر "ان فتح جبهة الساحل مؤجل حتى إشعار آخر، على الرغم من من تواجد عدد كبير من من اسماهم بـ"ثوار" الساحل على جهوزية تامة ككتائب فرسان الساحل التي يقودها الرائد اكرم البدري، ولواء جبل التركمان، وكتائب العز كتيبة بن عبد السلام بقيادة حسن حمامي الذي خلف كمال حمامي ابو بصير الذي قتل على يد دولة العراق والشام الإسلامية." وفي ردها على إمكانية تعرض مدينة اللاذقية لهجوم من قبل الجيش الحر قال مصدر في الإئتلاف المعارض  "منطقة الساحل مهمة جدا بالنسبة إلينا، ومع ذلك لا يمكننا ان نؤكد او ننفي الخبر، فالخطط العسكرية يجب ان تبقى طي الكتمان ومحاطة بسرية كاملة". وحول إمكانية ان يكون لمقتل كمال حمامي عضو الهيئة العليا لأركان عصابات الجيش الحر تداعيات سلبية على المعركة المزمع خوض غمارها إعتبر المصدر "ان مقتل حمامي شكل ضربة قوية لقادة وعناصر جيش الارهاب الحر نظرا لما كان يعرف عنه، ولكن القادة المتواجدين في هذه المنطقة لديهم القدرة على سد الفراغ الذي تركه،" متابعاً "إذا فتحت جبهة الساحل وتم تحقيق نجاحات فيها، فإن موازين القوة ستتغير على الأرض، وووقتها يمكن ان تحدث عن إمكانية الذهاب إلى جنيف ٢ وفرض الشروط التي يريدها الثوار على طاولة المفاوضات". ويتابع محدثنا سرد الأحداث التي عاشها الساحل منذ عامين وحتى اليوم قائلاً، "بانياس المدينة المشهورة على الساحل السوري أدخلت الأزمة إليها من أوسع ابوابها، التظاهرات السلمية بدأت منذ الأسبوع الأول، ثم ما لبثت حركة التسليح ان ارتفعت وتيرتها قبل ان يحاول البعض أخذ الأمور إلى منحى طائفي"، مضيفاً " نظرا لحساسية الأمور فقد تم التعامل مع الأحداث بشكل سياسي، غير ان تعرض حافلة تابعة للجيش لإطلاق نار أدى إلى مقتل عدد من العسكريين، ثم قيام بعض المسلحين بالتعرض لحافلات تقل ركابا إلى بلدات معينة، إضافة إلى مقتل نضال جنود، دفع بالمؤسسة العسكرية السورية إلى تنفيذ حملة عسكرية كبيرة إنتهت بدخول المدينة وريفها (البيضا) ..". "عامان مرّا دون ان تشهد المدينة اي احداث لافتة مع بعض الإستثناءات كتفجير عبوات صوتية، وتنفيذ هجمات محدودة على حواجز الجيش حتى شهر ايار ٢٠١٣ عندما وقعت الطامة الكبرى بعد تعرض عدد من العسكريين الى كمين أدى إلى مقتلهم، ثم تنفيذ عملية إختطاف لحافلة أخرى تقل عسكريين، إحتدم القتال بين المتصارعين ونفذ القناصون إنتشارا في البيضا ورأس النبع وبساتين الأسد، وتدخل سلاح المدفعية في المعركة ما رجح كفة قوات الجيش الوطني   مشيرا إلى انه "في الأيام الأخيرة قام حوالي خمسون مسلحا بإفتعال إشكالات متفرقة، ولكن بالمحصلة فإن الأوضاع اليوم هادئة بشكل كام، والطريق الدولية سالكة". مدينة الحفة الواقعة في ريف اللاذقية كانت قد شهدت معارك ضارية في منتصف العام الماضي، وقد وضعت أوزارها بعد إنسحاب تكتيكي نفذه جيش الارهاب الحر إثر فشله في التصدي للحملة العسكرية التي أرسلتها السلطات من أجل إستعادة زمام الأمور في المدينة. ويعلل محدثنا أسباب الأحداث التي شهدتها مدينة الحفة، معتبرا "أن بعدها عن اللاذقية والبيئة الحاضنة التي تأمنت للكتائب المسلحة، وطبيعة بعض سكانها وطريقة تفكيرهم إضافة إلى جغرافيتها الجبلية ووجود وديان ومغاور كثيرة فيها سمحت للمقاتلين بالتواجد فيها". ويشير إلى ان "الجيش السوري واجه صعوبات كبيرة قبل إستعادة السيطرة عليها، الأمر الذي دفع باللواء المسؤول عن قيادة المنطقة الساحلية إلى طلب الدعم من الفوج ٥٣ (قوات خاصة)، وقد إستمرت الإشتباكات لفترة طويلة إستخدم خلالها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمدفعية، قبل ان تتمكن القوات الخاصة من تنفيذ عملية إنزال سمحت للجيش بإعلان الحفة مدينة آمنة بإستثناء مفترق الطرق الذي يؤدي إلى مناطق: كنسبا وخان الجوز و سلمى بحيث ان الإشتباكات لا تزال قائمة وإن كانت بشكل متقطع في هذه البلدات." مسلحو المجموعات الارهابية  لا زالوا متواجدين في مناطق قساطل وربيعة، وبأعداد كبيرة ايضا، لكن حركة تنقلاتهم لم تعد بالشكل الذي كانت عليه سابقاً، ويتابع محدثنا قائلاً:" الجيش السوري تمكن وبالتعاون مع قوات الدفاع الوطني من بسط سيطرته على معظم مناطق الريف الشمالي، وبعد نقل قسم من هذه القوات للمشاركة في المعارك الدائرة بمناطق أخرى من سوريا، بينما إستمر جزء منها لحفظ امن المناطق التي خرج منها المسلحون".

المصدر : وكالة أنباء آسيا/جواد الصايغ


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة