دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يبدو أن الولايات المتحدة لم تجد أمامها سوى إدانة الانفجار الذي استهدف الضاحية الجنوبية، داعية اللبنانيين إلى ممارسة «الهدوء وضبط النفس». وكما هو متوقع، فإن الصحافة الأميركية اعتبرت أن استهداف الضاحية هو انعكاس للتوتر الطائفي الآتي من الجارة السورية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«السفير» إننا «ندين بأشد العبارات الانفجار الذي وقع في 15 آب، ونعرب عن تعاطفنا العميق مع المدنيين الذين جرحوا أو قتلوا في الهجوم»، مضيفاً «ندين بشدة أي عنف في لبنان، ونحث جميع الأطراف على ممارسة الهدوء وضبط النفس والامتناع من القيام بأعمال قد تساهم في دورة متصاعدة من رد الفعل الطائفي والعنيف».
وتابع المسؤول الأميركي «نؤكد مجدداً التزامنا بلبنان مستقر وسيد ومستقل، وندعم جهود الحكومة لإعادة الأمن والاستقرار في بيروت».
أما الصحف الأميركية، فتناول مراسلوها في بيروت تداعيات الأزمة السورية على استقرار لبنان.
وكتبت مجلة «تايم» أنه من «غير المحتمل أن يتحقق الخوف الدائم من اجتياح الأزمة السورية المنطقة كلها في حادث زلزالي واحد، بل انه سيتسرب عبر الحدود وما إن يتأسس التأكّل، سيثبت على الأرجح أنه من المستحيل استئصاله». وبحسب المجلة فإن ذلك «قد تجسد في لبنان المجاور على شكل السيارات المفخخة»، وآخرها تفجير الضاحية الجنوبية لبيروت.
وليس ذلك فقط، فإن تداعيات الأزمة السورية في لبنان، وفقاً للمجلة، ليست مرتبطة فقط بالسيارات المفخخة بل أيضاً بـ«سيل من عمليات الخطف السياسية التي فضحت هشاشة وعجز الجهاز الأمني للدولة»، وخصوصاً عملية خطف التركيين في الأسبوع الماضي. لكن المجلة الأميركية، ركزت في مقالة بعنوان «الحرب السورية تصل إلى لبنان عبر التفجيرات والاختطاف»، على قراءة عمليات الخطف على أنها تصنف عملاً «إرهابياً».
من جهتها، كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الانفجار، وهو الأقوى في لبنان منذ ثماني سنوات، «زاد المخاوف من انزلاق لبنان إلى حقبة جديدة من العنف السياسي». وأضافت أن «تدخل حزب الله المتزايد في سوريا عبر إرسال مقاتلين لدعم الرئيس السوري بشار الأسد ضد الثوار ذوي الغالبية السنية، أثار غضب السنة في الدولتين».
أما صحيفة «وول ستريت جورنال»، فأشارت إلى أن مقاتلي المعارضة السورية والجماعات الأصولية السنية توعدوا باستهداف «حزب الله» في لبنان لدعمه النظام السوري، لكن «لا أدلة على أن الثوار السوريين هم وراء سلسلة العنف في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في لبنان، بما فيها انفجار أصغر في شهر تموز الماضي (انفجار بئر العبد) وهجمات صاروخية في أيار». وبالنسبة للصحيفة «ليس واضحاً إن كان بمقدرتهم (مقاتلي المعارضة) الوصول الى هذه المناطق أو حتى أن يكونوا منظمين بما يكفي للعمل عبر وكلاء يدعمونهم في لبنان».
اما صحيفة «لوس انجلوس تايمز» فقد رأت أن الحرب في سوريا رفعت «على نحو حاد» التوتر في لبنان، حيث «الديموقراطية الهشة منذ انتهاء الحرب الأهلية الطائفية في العام 1990»، والأهم اليوم هو أن «الكثير من المسلمين السنة في لبنان يتعاطفون مع الثورة التي يقودها السنة في سوريا، وهاجموا دور حزب الله في مساندة الأسد».
أما صحيفة «ميامي هيرالد» فتطرقت إلى إطلاق النار الابتهاجي الذي حدث في بعض المناطق اللبنانية، واعتبرت أن ذلك «يسلط الضوء على الانقسام الطائفي العميق في بلد يؤيد فيه الكثير من السنة الثورة السورية وعادة ما يدعم الشيعة فيه حكومة الأسد».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة