أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن "الروس، بما يفعلونه، لا يدافعون لا عن سورية ولا عن شعبها ولا عن نظامها ولا عن رئيسها. هم يدافعون عن أنفسهم".

ورأى أن السلاح الكيميائي هو سلاح ردعي فات زمانه لثلاثة اسباب: أولاً، تطوير قوة الردع الصاروخية السورية، الممكن استخدامها منذ اللحظة الأولى للحرب، أنهى ضرورة الكيميائي، الذي لا يستخدم إلا كرصاصة أخيرة، عندما يستخدم العدو ترسانته النووية. ثانيا، جرى تقدم كبير في العقدين الماضيين في طرق استيعاب ومعالجة آثار السلاح الكيميائي. ثالثا، الحرب الداخلية.

وأوضح الأسد أن "سورية أوقفت تصنيع الأسلحة الكيميائية في 1997 واستعاضت عنها بالأسلحة التقليدية التي يراها العامل الحاسم في الميدان"، مشيرا الى أنه أقام البنية التسليحية لجيشه على الصواريخ، "تكفي السيطرة بالنار على مطارات إسرائيل لتشلها". معروف أن قوة اسرائيل بسلاحها الجوي.  وقال: "لا شك في أن هناك خسارة معنوية وسياسية في تسليم الكيميائي السوري".

وعن فوز منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بجائز نوبل للسلام، علّق الأسد ممازحاً: "هذه الجائزة كان يجب أن تكون لي".

وأعرب الأسد عن اعتقاده ان "مؤتمر جنيف 2 لن يعقد، وإن حددوا له موعدا في تشرين الثاني". وقال: "ربما يحصل فقط تلبية لرغبة روسيا التي تسعى من خلاله الى ابعاد شبح الحرب"، مشيراً الى انه "لا مشكلة لدى سورية بالحضور. مطلبها واضح ويقوم على مبدئين: صندوق الاقتراع ووقف دعم الإرهابيين. الأول للموافقة على اي اتفاق يجري التوصل اليه ولاختيار اي رئيس مقبل للبلاد. والثاني لوقف الحرب. كلما قتلنا الف ارهابي، دخل البلاد ألفان".

ورأى أن "مشكلة الغرب في أن الجماعة التي يدعمونها للمفاوضات مفككة، وليس لها سيطرة على الارض. "الحر" بات في حكم المنتهي. عناصره تركوه إما للانضمام إلى الجماعات الإسلامية، أو إلى الدولة، حيث عاد بعضهم وهو يقاتل الآن في صفوف الجيش السوري. لم يبق من القوى التي دعمها الغرب والخليج سوى الارهابيين، هؤلاء لا مكان لهم في جنيف 2".

واعتبر أن "المشكلة لدى الطرف الآخر، الغربي تحديداً. إن من يستطيع الغرب اشراكه في المؤتمر لا سيطرة له على الارض، ومن لديه سيطرة على الارض لا إمرة للغرب عليه". واستذكر أنه"ذات مرة جاءه الاخضر الابراهيمي حاملا اليه تقديرا اميركيا بوجود الفي مجموعة مسلحة. سأله الرئيس السوري عن تقديره هو، فأجاب 1200 مجموعة. من يستطيع التحكم فيها وضمان تنفيذها لأي اتفاق سياسي".

وقال الأسد: "لم يتصل أي مسؤول عربي بنا حاملا وساطة أو مشروع حل عربي، كانوا دوما صدى لـ"سيدهم" الغربي، بل أكثر من ذلك. يقول إن الغرب، بكل مساوئه، كان في التعامل معنا أشرف من بعض العرب. كوفي أنان كان شريفا واستقال، غيره من معاونيه العرب لم يفعل ذلك". وأصر على ان هذا الملف مؤجل البحث فيه الى ما بعد الازمة. لا يريد أن يتعامل معه بانفعال على طريقة معمر القذافي عندما توجه الى أفريقيا"، مشددا على "الانتماء العربي لسورية"، معتبرا ان "هذا الامر غير مرتبط بالضرورة بجامعة الدول العربية. إطار هذا الانتماء من الناحية العملية وشكله وطريقة التعبير عنه يحدد في ما بعد".

على الصعيد الميداني، قال الأسد أن "الحرب كر وفر. مرة نستعيد منطقة ومرة نخسر أخرى، لكن إذا ما أخذ بالاعتبار المسار العام للأمور، نجد أن الجيش السوري يتقدم على نحو واضح". وتحدث عن مشكلتين بالتحديد. درعا والجبهة الأردنية من جهة، حيث إن المقاتلين والأسلحة لا يزالون يتدفقون من هناك. لا همّ إن كان عبر النظام الأردني أو عبر الخليجيين. إنها جبهة تنزف مقاتلين. وجبهة الشمال. حلب بالتحديد، القريبة من الحدود التركية. الدعم التركي يبقيها مفتوحة. "الآن يعاني الأتراك مشكلة بعدما سيطر تنظيم القاعدة على المعبر". أما باقي المناطق، فلا مشكلة فيها".

ونفى الأسد على نحو قاطع ما نشر قبل أيام عن أن عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عباس زكي، حمل معه رسالة من أمير قطر الجديد الى الاسد.

من ناحية أخرى، أوضح الأسد أن "جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ ثمانين عاما، لم تُعرف الا بالتقلب والمصلحية والغدر، قبل أن يضيف إن دمشق لم تعامل "حماس" منذ البداية على أنها جزء من هذه الجماعة. "كان الأوروبيون يأتون الينا ويسألون عما تفعله حماس هنا، كنا نقول لهم إنها حركة مقاومة". وحدها تلك الصفة التي أكسبت "حماس احتضان سورية ودعمها ورعايتها لها". وقال: "عندما بدأت الأزمة، قالوا (مسؤولو حماس) إنهم وجهوا الينا نصائح. هذا كذب. من هم ليوجهوا نصائح إلى سورية؟ ثم قالوا إننا طلبنا مساعدتهم، وهذا غير صحيح. فما علاقتهم في الشأن الداخلي السوري. جاء ذاك اليوم الذي اعلن فيه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي تصريحاته المسيئة. نعم طالبناهم باتخاذ موقف. بعد فترة جاؤوا يقولون إنهم ذهبوا الى القرضاوي وتحدثوا معه. قلنا إن من يريد أن يتخذ موقفا سياسيا يتخذه علنا. ما قيمة الموقف الذي يؤخذ في غرف مغلفة. فكان ما كان من قطيعة. قررت حماس في النهاية أن تتخلى عن المقاومة وتكون جزءاً من حركة الاخوان المسلمين. لم تكن هذه المرة الأولى التي يغدرون فيها بنا. حصل ذلك قبلا في 2007 و2009. تاريخ من الغدر والخيانة، قبل أن يتمنى لو يستطيع أحد ما اقناعهم بأن يعودوا حركة مقاومة مجدداً، لكنني أشك في ذلك. حماس انحازت ضد سورية منذ اليوم الاول، لقد اخذوا خيارا".

ولدى سؤاله عن إمكانية أن يستقبل خالد مشعل، قال الأسد: لا تستغرب ان ترى جنبلاط هنا".

وأكد أن موقف العراق من سورية جيد جدا. وشدد على أن مصر هي حصن العرب، وأن العلاقة معها اليوم أفضل مما كانت عليه حتى أيام الرئيس السابق حسني مبارك. في عهد الرئيس المخلوع "كنا ننظر إلى وزارة الخارجية المصرية على أنها وزارة الخارجية الأميركية"، كما أكد أن "العلاقة مع مصر لم تنقطع حتى أيام الرئيس المعزول محمد مرسي. القنوات الاستخبارية والعسكرية بقيت مفتوحة طوال الوقت. الآن العلاقات مع مصر أفضل من العهدين الفائتين".

ورأى أن "المشكلة في تركيا تنحصر في شخص رجب طيب أردوغان. الشعب التركي ضد سياسته في سورية. آخر استطلاع رأي أظهر أن أكثريته الساحقة ضد المشاركة في أي عدوان علينا. حتى الرئيس عبد الله غول بدأ يعبر علنا عن معارضته لسياسة رئيس وزرائه. رأى غول أنه اذا كان اردوغان يريد أن يضيّع نفسه، فلا داعي إلى أن يضيع الحزب معه (في اشارة الى العدالة والتنمية(".

وأوضح أن "الحال مع السعودية لا تزال على حالها من القطيعة والعداء. في النهاية، السعودية ليست إلا دولة قبائل وأشخاص. العلاقات الفردية هي المقررة. عندما يختلف أحد هؤلاء معنا تصبح السعودية كلها مختلفة معنا. أصلا السعوديون ناصبوا سورية العداء طوال الـ20، 30 سنة الماضية، ما تغير هو العلاقة مع سيدهم. عندما تكون علاقة سيدهم معنا جيدة، يكونون هم جيدين. وعندما يختلف أسيادهم معنا، يظهرون عداءهم لنا، لكن هناك دائما الطابع الشخصي في السياسة السعودية".

وشدد الأسد على أن سورية لن تتبع نسخة لبنانية او عراقية تحت أي ظرف. وقال: سورية كانت وستبقى دولة قومية علمانية مدنية لأن هذه هي الصيغة الوحيدة الملائمة لتماسك سورية التي تتمتع بالتعددية الدينية والطائفية والعرقية. الدين بالنسبة إليه هو المظلة التي تتفيأ فيها كل القطاعات، من سياسة واقتصاد وثقافة وغيرها، لكن لا تسييس للدين في سورية لأنها ببساطة وصفة لتفكيكها. للدين دوره الروحي والانساني، وللمؤسسات الدينية دورها الدعوي.

وأشاد الرئيس هنا بالدور الوطني الكبير الذي يؤديه رجال الدين الوطنيون في الحفاظ على وحدة النسيج السوري ومكافحة الافكار التكفيرية، وذكر بالتخصيص الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي استشهد في هذه الطريق.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-13
  • 6803
  • من الأرشيف

الأسد: فات زمان السلاح الكيميائي ولا أعتقد أن مؤتمر جنيف 2 سيعقد

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن "الروس، بما يفعلونه، لا يدافعون لا عن سورية ولا عن شعبها ولا عن نظامها ولا عن رئيسها. هم يدافعون عن أنفسهم". ورأى أن السلاح الكيميائي هو سلاح ردعي فات زمانه لثلاثة اسباب: أولاً، تطوير قوة الردع الصاروخية السورية، الممكن استخدامها منذ اللحظة الأولى للحرب، أنهى ضرورة الكيميائي، الذي لا يستخدم إلا كرصاصة أخيرة، عندما يستخدم العدو ترسانته النووية. ثانيا، جرى تقدم كبير في العقدين الماضيين في طرق استيعاب ومعالجة آثار السلاح الكيميائي. ثالثا، الحرب الداخلية. وأوضح الأسد أن "سورية أوقفت تصنيع الأسلحة الكيميائية في 1997 واستعاضت عنها بالأسلحة التقليدية التي يراها العامل الحاسم في الميدان"، مشيرا الى أنه أقام البنية التسليحية لجيشه على الصواريخ، "تكفي السيطرة بالنار على مطارات إسرائيل لتشلها". معروف أن قوة اسرائيل بسلاحها الجوي.  وقال: "لا شك في أن هناك خسارة معنوية وسياسية في تسليم الكيميائي السوري". وعن فوز منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بجائز نوبل للسلام، علّق الأسد ممازحاً: "هذه الجائزة كان يجب أن تكون لي". وأعرب الأسد عن اعتقاده ان "مؤتمر جنيف 2 لن يعقد، وإن حددوا له موعدا في تشرين الثاني". وقال: "ربما يحصل فقط تلبية لرغبة روسيا التي تسعى من خلاله الى ابعاد شبح الحرب"، مشيراً الى انه "لا مشكلة لدى سورية بالحضور. مطلبها واضح ويقوم على مبدئين: صندوق الاقتراع ووقف دعم الإرهابيين. الأول للموافقة على اي اتفاق يجري التوصل اليه ولاختيار اي رئيس مقبل للبلاد. والثاني لوقف الحرب. كلما قتلنا الف ارهابي، دخل البلاد ألفان". ورأى أن "مشكلة الغرب في أن الجماعة التي يدعمونها للمفاوضات مفككة، وليس لها سيطرة على الارض. "الحر" بات في حكم المنتهي. عناصره تركوه إما للانضمام إلى الجماعات الإسلامية، أو إلى الدولة، حيث عاد بعضهم وهو يقاتل الآن في صفوف الجيش السوري. لم يبق من القوى التي دعمها الغرب والخليج سوى الارهابيين، هؤلاء لا مكان لهم في جنيف 2". واعتبر أن "المشكلة لدى الطرف الآخر، الغربي تحديداً. إن من يستطيع الغرب اشراكه في المؤتمر لا سيطرة له على الارض، ومن لديه سيطرة على الارض لا إمرة للغرب عليه". واستذكر أنه"ذات مرة جاءه الاخضر الابراهيمي حاملا اليه تقديرا اميركيا بوجود الفي مجموعة مسلحة. سأله الرئيس السوري عن تقديره هو، فأجاب 1200 مجموعة. من يستطيع التحكم فيها وضمان تنفيذها لأي اتفاق سياسي". وقال الأسد: "لم يتصل أي مسؤول عربي بنا حاملا وساطة أو مشروع حل عربي، كانوا دوما صدى لـ"سيدهم" الغربي، بل أكثر من ذلك. يقول إن الغرب، بكل مساوئه، كان في التعامل معنا أشرف من بعض العرب. كوفي أنان كان شريفا واستقال، غيره من معاونيه العرب لم يفعل ذلك". وأصر على ان هذا الملف مؤجل البحث فيه الى ما بعد الازمة. لا يريد أن يتعامل معه بانفعال على طريقة معمر القذافي عندما توجه الى أفريقيا"، مشددا على "الانتماء العربي لسورية"، معتبرا ان "هذا الامر غير مرتبط بالضرورة بجامعة الدول العربية. إطار هذا الانتماء من الناحية العملية وشكله وطريقة التعبير عنه يحدد في ما بعد". على الصعيد الميداني، قال الأسد أن "الحرب كر وفر. مرة نستعيد منطقة ومرة نخسر أخرى، لكن إذا ما أخذ بالاعتبار المسار العام للأمور، نجد أن الجيش السوري يتقدم على نحو واضح". وتحدث عن مشكلتين بالتحديد. درعا والجبهة الأردنية من جهة، حيث إن المقاتلين والأسلحة لا يزالون يتدفقون من هناك. لا همّ إن كان عبر النظام الأردني أو عبر الخليجيين. إنها جبهة تنزف مقاتلين. وجبهة الشمال. حلب بالتحديد، القريبة من الحدود التركية. الدعم التركي يبقيها مفتوحة. "الآن يعاني الأتراك مشكلة بعدما سيطر تنظيم القاعدة على المعبر". أما باقي المناطق، فلا مشكلة فيها". ونفى الأسد على نحو قاطع ما نشر قبل أيام عن أن عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عباس زكي، حمل معه رسالة من أمير قطر الجديد الى الاسد. من ناحية أخرى، أوضح الأسد أن "جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ ثمانين عاما، لم تُعرف الا بالتقلب والمصلحية والغدر، قبل أن يضيف إن دمشق لم تعامل "حماس" منذ البداية على أنها جزء من هذه الجماعة. "كان الأوروبيون يأتون الينا ويسألون عما تفعله حماس هنا، كنا نقول لهم إنها حركة مقاومة". وحدها تلك الصفة التي أكسبت "حماس احتضان سورية ودعمها ورعايتها لها". وقال: "عندما بدأت الأزمة، قالوا (مسؤولو حماس) إنهم وجهوا الينا نصائح. هذا كذب. من هم ليوجهوا نصائح إلى سورية؟ ثم قالوا إننا طلبنا مساعدتهم، وهذا غير صحيح. فما علاقتهم في الشأن الداخلي السوري. جاء ذاك اليوم الذي اعلن فيه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي تصريحاته المسيئة. نعم طالبناهم باتخاذ موقف. بعد فترة جاؤوا يقولون إنهم ذهبوا الى القرضاوي وتحدثوا معه. قلنا إن من يريد أن يتخذ موقفا سياسيا يتخذه علنا. ما قيمة الموقف الذي يؤخذ في غرف مغلفة. فكان ما كان من قطيعة. قررت حماس في النهاية أن تتخلى عن المقاومة وتكون جزءاً من حركة الاخوان المسلمين. لم تكن هذه المرة الأولى التي يغدرون فيها بنا. حصل ذلك قبلا في 2007 و2009. تاريخ من الغدر والخيانة، قبل أن يتمنى لو يستطيع أحد ما اقناعهم بأن يعودوا حركة مقاومة مجدداً، لكنني أشك في ذلك. حماس انحازت ضد سورية منذ اليوم الاول، لقد اخذوا خيارا". ولدى سؤاله عن إمكانية أن يستقبل خالد مشعل، قال الأسد: لا تستغرب ان ترى جنبلاط هنا". وأكد أن موقف العراق من سورية جيد جدا. وشدد على أن مصر هي حصن العرب، وأن العلاقة معها اليوم أفضل مما كانت عليه حتى أيام الرئيس السابق حسني مبارك. في عهد الرئيس المخلوع "كنا ننظر إلى وزارة الخارجية المصرية على أنها وزارة الخارجية الأميركية"، كما أكد أن "العلاقة مع مصر لم تنقطع حتى أيام الرئيس المعزول محمد مرسي. القنوات الاستخبارية والعسكرية بقيت مفتوحة طوال الوقت. الآن العلاقات مع مصر أفضل من العهدين الفائتين". ورأى أن "المشكلة في تركيا تنحصر في شخص رجب طيب أردوغان. الشعب التركي ضد سياسته في سورية. آخر استطلاع رأي أظهر أن أكثريته الساحقة ضد المشاركة في أي عدوان علينا. حتى الرئيس عبد الله غول بدأ يعبر علنا عن معارضته لسياسة رئيس وزرائه. رأى غول أنه اذا كان اردوغان يريد أن يضيّع نفسه، فلا داعي إلى أن يضيع الحزب معه (في اشارة الى العدالة والتنمية(". وأوضح أن "الحال مع السعودية لا تزال على حالها من القطيعة والعداء. في النهاية، السعودية ليست إلا دولة قبائل وأشخاص. العلاقات الفردية هي المقررة. عندما يختلف أحد هؤلاء معنا تصبح السعودية كلها مختلفة معنا. أصلا السعوديون ناصبوا سورية العداء طوال الـ20، 30 سنة الماضية، ما تغير هو العلاقة مع سيدهم. عندما تكون علاقة سيدهم معنا جيدة، يكونون هم جيدين. وعندما يختلف أسيادهم معنا، يظهرون عداءهم لنا، لكن هناك دائما الطابع الشخصي في السياسة السعودية". وشدد الأسد على أن سورية لن تتبع نسخة لبنانية او عراقية تحت أي ظرف. وقال: سورية كانت وستبقى دولة قومية علمانية مدنية لأن هذه هي الصيغة الوحيدة الملائمة لتماسك سورية التي تتمتع بالتعددية الدينية والطائفية والعرقية. الدين بالنسبة إليه هو المظلة التي تتفيأ فيها كل القطاعات، من سياسة واقتصاد وثقافة وغيرها، لكن لا تسييس للدين في سورية لأنها ببساطة وصفة لتفكيكها. للدين دوره الروحي والانساني، وللمؤسسات الدينية دورها الدعوي. وأشاد الرئيس هنا بالدور الوطني الكبير الذي يؤديه رجال الدين الوطنيون في الحفاظ على وحدة النسيج السوري ومكافحة الافكار التكفيرية، وذكر بالتخصيص الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي استشهد في هذه الطريق.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة