دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في المثل العامي يُقال " اللي ايدو بالمي مش متل اللي ايدو بالنار " الحديث عن حوار بحثا عن حل سياسي للحرب في سورية يتصاعد هذه الأيام مع انعقاد مؤتمر جنيف 2.
ولأن أهل مكة أدرى بشعابها فإن البحث عن جواب لسؤال " ماذا بعد جنيف " لن نجده في مونترو السويسرية ولا في موسكو ولا في واشنطن، الجواب هناك، بين أضلع السوريين والسوريات المتعطشين إلى حياة أصبحت الآن وكأنها الفردوس المفقود.
حياة سابقة، لا شيئ أغلى منها بالنسبة للسوريين اليوم بعد ثلاث سنوات من بداية الأزمة وبعد الخسائر الفادحة في البشر والحجر.
السوريون قد لا يأملون الكثير من جنيف ٢ لعلمهم بأن الواقع أشد مرارة من أن تنهيه طاولة حوار لا يجلس حولها من يستطيع القول بأنه يمتلك قدرة السيطرة على حقد وظلامية وعتمة الإرهاب التكفيري الأكثر بشاعة في تاريخ الإرهاب العالمي، والأكثر قوة من بين ٢٠٠٠ مجموعة مسلحة تقاتل ضد النظام في سورية .
وتأثرا بما يحصل في مؤتمر جنيف ٢ كشفت الإعلامية السورية بيسان أبو حامد بكثير من الحرقة والشوق إلى سورية وسوريي ما قبل الأزمة عن مرورها بتجربة تفاوض مع المعارضين المسلحين ، إذ كانت تعمل قبل سنتين مراسلة حربية لصالح قناة الإخبارية السورية الموالية للنظام.
المميز والملفت فيما كتبته بيسان أنه كلام ينطق عن ٢٣ مليون سوري وسورية يتوقون لشيء ينتج عن الحوار هو رمي السلاح والعودة إلى ليلة ١٤ آذار ٢٠١١ ولو بالحلم. النص الذي كتبته بيسان ابو حامد على صفحتها : مرات بتمنى لو بقدر صرخ ليبح صوتي وقوللهن يا ولاد الكلب شو عملتو فينا من سنتين تماماً، اعتقلوني مسلحي الحر ببلودان كنت أنا وزميلي مصور الإخبارية أول شي كنت مفكرتن أمن.. ما خطرلي إني علقت بايدهن خاصة واني فتت عالجامع برجليي، مش هنن أجبروني لما عرفتن مسلحين ، عقلي صار يشتغل بسرعة البرق وكان لازم خلال ثواني اعرف شو اعمل.. القناة بيعرفوني بالزبداني، وأنا ضيعت الطريق وصرت ببلودان مقطوعة الاتصالات، يعني ما حدا حينتبه لغيابي قبل وقت طويل ولا فيهن يتعقبوا جوالي معناها لازم قلع شوكي بايدي نكشت زميلي انو لا يتدخل ويتركني اتصرف ، على اعتبار اني بنت وممكن تكون فرصة التفاوض معي اسلم كانوا ٨ أو ٧.. وقائدهم يلي كان أغلب حديثي معه كنا بغرفة الشيخ بالجامع، قاعدين على طاولة مستطيلة كبيرة.. هنن جنب بعض.. أنا وماهر "زميلي" مقابيلن طريقة قعدتنا خلقت التصنيف تلقائيا، فاخترت ضل بالموضع يلي أنا فيه بالنسبة الهم و قررت فاوض على حالي وعلى ماهر لنطلع، لأن لبين ما ينعرف اننا مأسورين، منكون صرنا كفتة كان ضروري ضل متماسكة.. أو اتظاهر عالأقل أي توتر أو خوف ببين عليي، باكلها بجنابي ، بأيدي كرت وحيد ولازم إلعبو بحذر .. اخدت نفس عميق.. واستنفرت كل حواسي راقبهم عم يتشاورو قبل ما يوجهولي اي كلام، كانت النية يبدلوا علينا معتقلين لالهم عند الامن.. يعني هيدون مش زعران وحاملين سلاح .. ولا سلفيين.. هيدون جماعة منظمين، يعني عسكر ومدربين.. فلازم حاكيهن بالمنطق يلي بيفهموه أول الحديث بيني وبين "ابو اسعد" قائد المجموعة .. اخدت موقف /الند ، ونجحت انو استدرجه لنقاش، بهدف اني عمم حالتي وحالتو وخليه يفكر فيني وبماهر كحالة عامة، بتمثل طرفي الحرب بسوريا، مش اننا مراسلي قناة الاعداء بشكل افتح المجال اني فاوض من منطق وطني مش استعطاف بس يلي ما توقعتو انو "ابو اسعد" فجأة ينسى انو قائد ميليشيا وانا اسيرة عندو.. ويحكيلي بوجع وحرقة انو مانو مبسوط بالحرب ومشتاق لولادو هون انا فرطت وصرت ابكي بهستيريا وقلو لك سلاحك هاد لازم تحميني فيه مو تخوفني منك.. لك انت ابن بلدي ودمي من دمك. اذا منقعد نحكي هلق الا ما يطلع بينا قرايب او معارف مشتركين.. ليش حامل سلاحك بوجهي... بلحظة، سقط سلاحهم وكميرتي والنظام والمعارضة والدين والحرية والبعث والثورة والفرق الثقافي والتعليمي بيننا.. رجعنا سوريين فقط.. سوريين حاف وبعد صد و رد دام تلت ساعات، قرر يطلق سراحنا وما يهربنا من المتظاهرين يلي تجمعو بساحة الجامع يطالبوا فيني انا وماهر.. وسمحلي اتصل بزميلتي بالقناة من الهاتف الارضي واطلب منها تتصل بامي تطمنها عني "طبعا عالتلفون ما كنت بقدر احكي لدارين شو عم يصير عندي" وصلنا لاول حاجز جيش وراح بس وصلت ع حاجز الجيش، حسيت انكتبلي عمر جديد مش لاني نفدت من موت.. اكيد لو بدهن يقتلوني ما كان في شي بيردهم.. بس لاني طالعت كل يلي بقلبي.. ولاني شفت يلي بقلوبهم رجعت عالشام، وتركتلي القناة حرية الحديث عن الموضوع اعلامياً او التكتم عليه فاخترت انو احتفظ بتجربتي لنفسي لمدة سنتين الاول اني لو حكيت بدقة شو يلي حكيناه وشو يلي صار، رح يبدو الموضوع تلميع لصورة المسلحين، خاصة وان ابو اسعد حالة لا تعمم السبب الثاني، اني كنت مؤمنة انو الكلام الصار بيني وبينن ضوا جواتهم شمعة او استفز سوريتهم المغمورة تحت الغضب والحقد، متل ما ضواها جواتي، ما بدي اطفيها بأني تاجر بالقصة. بس هلق بعد سنتين، صرت بقدر احكي عن الموضوع ليش؟ لأن طاولة جينيف٢ يلي عليها دبلوماسيين من كل الدول، ما رح تقدر بسنين تحل يلي قدرت حلو انا وابو اسعد بساعتين عالطاولة البيضا الصغيرة اكيد السر مش بالطاولة.. بس ابو اسعد قدر يحط سلاحو ع جنب ويسمع وجعي لو من الاول حطيتوا سلاحكم وسمعتونا.. قديش كنتوا جنبتونا دم وقهر ودمار وهلق بعد تلت سنين.. بعد كل شي صار.. قررتوا تجتمعوا فينا ع طاولة؟؟ ومش بالشام؟ بكير والله
المصدر :
آسيا/ خضر عواركة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة