محللون يعتبرون أن واشنطن تريد أن تكون قمة الرياض مخصصة لمناقشة الملف السوري، فضلا عن سد الفجوة بين الرياض وواشنطن بخصوص التقارب الأميركي الإيراني.

ونقلت صحيفة "العرب اون لاين " عن مصادر دبلوماسية قولها إن الولايات المتحدة أكدت لأطراف خليجية أنها تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، وذلك على خلفية الأزمة القائمة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى بسبب الموقف من الإخوان.

وذكرت المصادر أن مسؤولين قطريين سعوا إلى استطلاع رأي الإدارة الأميركية بخصوص الخلاف القائم، وحاولوا تذكير الأميركيين أن نقطة الخلاف هي موضوع الإخوان الذين تربطهم علاقة متقدمة مع واشنطن، وأن الدوحة تقف ضد مصر التزاما بالموقف الأميركي الذي تجسد خاصة في تجميد المساعدات العسكرية.

وأكدت المصادر ذاتها أن جهات أميركية أبلغت القطريين أن واشنطن ترفض أن تتدخل في الخلافات الداخلية لدول المجلس، وأنها تفضل أن يتم تجاوز تلك الخلافات بالحوار بين الأطراف المعنية.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفر بساكي قالت إن واشنطن تتبنى خيار “تشجيع المسؤولين في هذه الدول (الخليجية) على التعاون فيما بينهم، وحل الخلافات العالقة وبشكل سريع”.

وقال دبلوماسيون أميركيون إن الرئيس باراك أوباما ألغى قمة كان مخططا لها مع ملوك وأمراء دول الخليج الأسبوع القادم في الرياض لتجنب الإحراج الذي قد يحدث خلال القمة بسبب الخلاف بين بعض الزعماء الخليجيين، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

لكن المسؤولين أكدوا أن الرئيس الأميركي سيلتقي مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض نهاية الأسبوع المقبل في ختام جولة تركّز بشكل واسع على أوروبا والأزمة في أوكرانيا.

وكانت صحيفة الخليج الإماراتية ذكرت في عدد 17 مارس أن إلغاء اللقاء الخليجي مع أوباما تم بطلب خليجي "ردًا على موقف دولة قطر ضد مصالح دول مجلس التعاون، وتكرار محاولات العمالة للجانب الأميركي"، مضيفة أن إدارة أوباما تفهمت ذلك.

واعتبر محللون أن الإدارة الأميركية تريد أن تكون قمة الرياض مخصصة بالأساس لمناقشة الملف السوري وتداعياته على المنطقة، فضلا عن سد الفجوة التي حصلت بين الرياض وواشنطن بخصوص التقارب الأميركي الإيراني الذي تم دون مراعاة مصالح دول الخليج، وفق ما سبق أن أكدت تصريحات مسؤولين سعوديين.

وأكد المحللون أن زيارة أوباما سيكون هدفها الرئيسي استرضاء السعودية وفتح صفحة جديدة من التعاون معها في القضايا الإقليمية، وهو ما يعني أن المجال لن يسمح بإثارة موضوع الخلاف القطري معها إلا من باب النصيحة والحث على الحوار.

وأشاروا إلى أن موضوع الإخوان لا يمكن أن يحدث أزمة أخرى بين الولايات المتحدة وحليفتها الاستراتيجية بالمنطقة، خاصة أن الأميركيين أنفسهم راجعوا موقفهم من الإخوان ومن مصر، وسعوا إلى فتح قنوات التواصل مع السلطات المصرية الجديدة.

وتساءل المحللون إن كانت واشنطن على استعداد لإثارة خلاف جديد مع الرياض بسبب حسابات القيادة القطرية وأسلوبها في مناكفة جيرانها.

وكانت تسريبات إعلامية قد لمّحت إلى أن مشروعا تمت دراسته في وزارة الدفاع الأميركية، وكان سيعـــرض على البيت الأبيض، ويتضمن تخفيض التواجد العسكري في قطر لتخفيف النفقات، لكن الحكومة القطرية سارعت بتقديم تعهدات بدفع نفقات الجيش الأميركي كاملة، وأنه تتم الآن دراسة الكلفة وتحضير اتفاق جديد حولها بين البلدين.

وقالت مصادر إن الأميركيين ينتظرون أن تفضي زيارة الرئيس باراك أوباما إلى الرياض إلى موقف أميركي خليجي موحد حول الملف السوري، وأن ذلك يعني مسألة دعم المعارضة السورية في مواجهة نظام لا يؤمن بالحل السياسي، وأيضا طريقة التصدي للمجموعات المتشددة.

ويتوقع المحللون أن تساهم هذه الزيارة في المزيد من الإحراجات للدوحة التي تدعم مجموعات متشددة في سوريا، خاصة أن الإدارة الأميركية سبق لها أن طالبتها بوقف التدخل في الملف السوري وترك الأمر بيد السعودية التي تمتلك علاقات متطورة مع المعارضة الوطنية والليبرالية.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-22
  • 11081
  • من الأرشيف

لماذا تم إلغاء لقاء أوباما مع زعماء الخليج

محللون يعتبرون أن واشنطن تريد أن تكون قمة الرياض مخصصة لمناقشة الملف السوري، فضلا عن سد الفجوة بين الرياض وواشنطن بخصوص التقارب الأميركي الإيراني. ونقلت صحيفة "العرب اون لاين " عن مصادر دبلوماسية قولها إن الولايات المتحدة أكدت لأطراف خليجية أنها تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، وذلك على خلفية الأزمة القائمة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى بسبب الموقف من الإخوان. وذكرت المصادر أن مسؤولين قطريين سعوا إلى استطلاع رأي الإدارة الأميركية بخصوص الخلاف القائم، وحاولوا تذكير الأميركيين أن نقطة الخلاف هي موضوع الإخوان الذين تربطهم علاقة متقدمة مع واشنطن، وأن الدوحة تقف ضد مصر التزاما بالموقف الأميركي الذي تجسد خاصة في تجميد المساعدات العسكرية. وأكدت المصادر ذاتها أن جهات أميركية أبلغت القطريين أن واشنطن ترفض أن تتدخل في الخلافات الداخلية لدول المجلس، وأنها تفضل أن يتم تجاوز تلك الخلافات بالحوار بين الأطراف المعنية. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفر بساكي قالت إن واشنطن تتبنى خيار “تشجيع المسؤولين في هذه الدول (الخليجية) على التعاون فيما بينهم، وحل الخلافات العالقة وبشكل سريع”. وقال دبلوماسيون أميركيون إن الرئيس باراك أوباما ألغى قمة كان مخططا لها مع ملوك وأمراء دول الخليج الأسبوع القادم في الرياض لتجنب الإحراج الذي قد يحدث خلال القمة بسبب الخلاف بين بعض الزعماء الخليجيين، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية. لكن المسؤولين أكدوا أن الرئيس الأميركي سيلتقي مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض نهاية الأسبوع المقبل في ختام جولة تركّز بشكل واسع على أوروبا والأزمة في أوكرانيا. وكانت صحيفة الخليج الإماراتية ذكرت في عدد 17 مارس أن إلغاء اللقاء الخليجي مع أوباما تم بطلب خليجي "ردًا على موقف دولة قطر ضد مصالح دول مجلس التعاون، وتكرار محاولات العمالة للجانب الأميركي"، مضيفة أن إدارة أوباما تفهمت ذلك. واعتبر محللون أن الإدارة الأميركية تريد أن تكون قمة الرياض مخصصة بالأساس لمناقشة الملف السوري وتداعياته على المنطقة، فضلا عن سد الفجوة التي حصلت بين الرياض وواشنطن بخصوص التقارب الأميركي الإيراني الذي تم دون مراعاة مصالح دول الخليج، وفق ما سبق أن أكدت تصريحات مسؤولين سعوديين. وأكد المحللون أن زيارة أوباما سيكون هدفها الرئيسي استرضاء السعودية وفتح صفحة جديدة من التعاون معها في القضايا الإقليمية، وهو ما يعني أن المجال لن يسمح بإثارة موضوع الخلاف القطري معها إلا من باب النصيحة والحث على الحوار. وأشاروا إلى أن موضوع الإخوان لا يمكن أن يحدث أزمة أخرى بين الولايات المتحدة وحليفتها الاستراتيجية بالمنطقة، خاصة أن الأميركيين أنفسهم راجعوا موقفهم من الإخوان ومن مصر، وسعوا إلى فتح قنوات التواصل مع السلطات المصرية الجديدة. وتساءل المحللون إن كانت واشنطن على استعداد لإثارة خلاف جديد مع الرياض بسبب حسابات القيادة القطرية وأسلوبها في مناكفة جيرانها. وكانت تسريبات إعلامية قد لمّحت إلى أن مشروعا تمت دراسته في وزارة الدفاع الأميركية، وكان سيعـــرض على البيت الأبيض، ويتضمن تخفيض التواجد العسكري في قطر لتخفيف النفقات، لكن الحكومة القطرية سارعت بتقديم تعهدات بدفع نفقات الجيش الأميركي كاملة، وأنه تتم الآن دراسة الكلفة وتحضير اتفاق جديد حولها بين البلدين. وقالت مصادر إن الأميركيين ينتظرون أن تفضي زيارة الرئيس باراك أوباما إلى الرياض إلى موقف أميركي خليجي موحد حول الملف السوري، وأن ذلك يعني مسألة دعم المعارضة السورية في مواجهة نظام لا يؤمن بالحل السياسي، وأيضا طريقة التصدي للمجموعات المتشددة. ويتوقع المحللون أن تساهم هذه الزيارة في المزيد من الإحراجات للدوحة التي تدعم مجموعات متشددة في سوريا، خاصة أن الإدارة الأميركية سبق لها أن طالبتها بوقف التدخل في الملف السوري وترك الأمر بيد السعودية التي تمتلك علاقات متطورة مع المعارضة الوطنية والليبرالية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة