هكذا تبدو حلب هذه الأيام، أسواق مزدهرة بالبضائع ، و قذائف هاون و اسطوانات غاز مفخخة تمطر معظم أحياء المدينة، لم يعد صوت الرصاصة، أو الانفجار ليثير التفاتة عابر، إلا إذا كان شديد القرب، أو مهولاً تهتز له الأرض كما في تفجيرات الانفاق الأخيرة التي باتت تؤرق الأهالي أكثر من القذائف التي تنهال عليهم

و ليس لعودة التيار الكهربائي بعد انقطاع عشرة أيام تأثير كبير في تكوين المشهد ، ولا لقرب إعادة فتح طريق الراموسة باتجاه خناصر، بل يبدو الأمر حالة مناعة اكتسبتها المدينة بعد سنتين من الحرب.

في شارعي بارون و القوتلي و في بستان كل آب عادت الحركة إلى طبيعتها بعد أقل من ٢٤ ساعة على القصف الذي تعرضت له، و خلف عشرات الضحايا بين قتيل و جريح ، التجار سارعوا إلى ترميم الأضرار التي تعرضت لها محالهم، و إزالة ما خلفه القصف في الشوارع التي جففت الحرارة العالية دماء الضحايا التي سالت على اسفلتها.

لكن المعارك و العمليات العسكرية لم تتوقف في معظم محاور القتال ، و إن ساد هدوء نسبي في بعضها، مصادر الجيش التي تتكتم على خسائر تفجيرات الأنفاق الأخيرة أكدت لوكالة أنباء آسيا أنه " لم يتم خسارة أي نقطة خلال المعارك التي أعقبت التفجيرات " .

المعارك العنيفة عادت إلى العامرية فجأة ، الحي الشعبي الواقع جنوبي المدينة و المطل على عقدة الراموسة شهد أعنف المعارك بين الجيش السوري و الجماعات الإرهابية المدعومة من حلف الناتو، معارك تدخّل فيها سلاح الطيران ، و الهدف السيطرة على كتل المباني المطلة على العقدة المرورية الأخطر ، التي يمر منها الطريق إلى خناصر .
وحدات تتبع العقيد النمر، الضابط السوري الأكثر شهرة في الشمال انتقلت من محور شمال شرق حلب إلى جنوبها لتأمين الطريق ،وقد نجحت في تطهير منطقة الراموسة من المجموعات التكفيرية التي احتلتها ، لم تتوقف عند هذا الحد بل اندفعت باتجاه العامرية ، و الهدف تأمين الطريق بشكل نهائي ومنع أية إمكانية لاحداث أي خرق فيه.

حركة السير التي تم تحويلها عبر إحدى القطعات العسكرية تفادياً لرصاص القنص و قذائف الهاون ، عادت إلى طريق الراموسة مجدداً ، و أصبحت أعين الجيش على تأمين طريق مطار حلب الدولي عبر المتحلق الجنوبي ، الذي تسيطر عليه وحدات الجيش عدا قطعة تبلغ ٣ كيلومترات متاخمة للشيخ سعيد .

وقال مصدر عسكري إن ما لا يقل عن ثلاثين مسلحاً من جنسيات سورية و غير سورية لقوا حتفهم في الراموسة و العامرية في اليومين الماضيين لافتاً إلى أن وحدات الجيش تتقدم في حي العامرية .

لكن التوتر استمر في جبهة الزهراء حيث تحاول الجماعات التكفيرية احتلال مبنى المخابرات الجوية ذي الرمزية الكبيرة لها، باعتباره أحد أهم مراكز قوة الدولة في حلب ، وتمكنت تلك الجماعات أكثر من مرة من الاقتراب إلى أسوار المبنى ، لكن نيران وحدات الجيش كان توقف زحفهم في كل مرة ، حيث تمكنوا من دخول مبنيي القصر العدلي و الهلال الاحمر القريبين منه قبل أن يتم طردهم .

و في الهجمات الأخيرة استخدم المسلحون الذين ينحدر كثير منهم من جنسيات أواسط آسيا، و شيشانية تحديداً، استخدموا الدبابات في قصف المبنى ، لكن الدور الحاسم لسلاح الجو جعل أسوار المبنى مقبرة للمهاجمين الذين تكبدوا خسائر فادحة .

الكهرباء التي عادت بعد انقطاع امتد لعشرة أيام مهددة بالانقطاع مجدداً فجبهة النصرة التي وافقت على إعادة التيار للمدينة قال بيان لما تسميه إدارتها العامة للخدمات إنها قد تعود لقطع الكهرباء و ترد بشكل أقسى إذا تجدد قصف الجيش السوري لمواقعها .

وقال البيان إنه "نظراً لمعاناة أهلنا في مناطق النظام بعد حرمانهم من الكهرباء لعشرة أيام ومعاناتهم لتأمين المياة، قررنا إعادة الكهرباء إلى مدينة حلب، ووفق مبادرة مبدئية والتي تقضي بوقف القصف على المدنيين ولفترة تجريبية " .

وأضاف البيان أن هذه الفترة هي لرؤية "التزام النظام بهذه المبادرة، وفي حال نقضه لها وعودة القصف فإن الرد سيكون أقسى من سابقه " .

بدورها قالت مجموعة مبادرة أهالي حلب إنها نجحت في عقد اتفاق لاعادة تغذية مدينة حلب بالتيار الكهربائي ، و أكدت في بيان لها أن الاتفاق يشمل يلزم جميع الأطراف بتحييد المناطق المدنية في محافظة حلب عن الأعمال العسكرية (كافة أنواع القصف) فوراً ، كما تلتزم جميع الأطراف بتحييد كافة الشركات والمؤسسات الخدمية في محافظة حلب (كهرباء -مياه -هاتف -صرف صحي –نظافة ..........) والمحافظة عليها وحمايتها .

  • فريق ماسة
  • 2014-04-29
  • 5202
  • من الأرشيف

حلب تسترجع عافيتها بعد تبدد خطر احتلالها!

هكذا تبدو حلب هذه الأيام، أسواق مزدهرة بالبضائع ، و قذائف هاون و اسطوانات غاز مفخخة تمطر معظم أحياء المدينة، لم يعد صوت الرصاصة، أو الانفجار ليثير التفاتة عابر، إلا إذا كان شديد القرب، أو مهولاً تهتز له الأرض كما في تفجيرات الانفاق الأخيرة التي باتت تؤرق الأهالي أكثر من القذائف التي تنهال عليهم .  و ليس لعودة التيار الكهربائي بعد انقطاع عشرة أيام تأثير كبير في تكوين المشهد ، ولا لقرب إعادة فتح طريق الراموسة باتجاه خناصر، بل يبدو الأمر حالة مناعة اكتسبتها المدينة بعد سنتين من الحرب. في شارعي بارون و القوتلي و في بستان كل آب عادت الحركة إلى طبيعتها بعد أقل من ٢٤ ساعة على القصف الذي تعرضت له، و خلف عشرات الضحايا بين قتيل و جريح ، التجار سارعوا إلى ترميم الأضرار التي تعرضت لها محالهم، و إزالة ما خلفه القصف في الشوارع التي جففت الحرارة العالية دماء الضحايا التي سالت على اسفلتها. لكن المعارك و العمليات العسكرية لم تتوقف في معظم محاور القتال ، و إن ساد هدوء نسبي في بعضها، مصادر الجيش التي تتكتم على خسائر تفجيرات الأنفاق الأخيرة أكدت لوكالة أنباء آسيا أنه " لم يتم خسارة أي نقطة خلال المعارك التي أعقبت التفجيرات " . المعارك العنيفة عادت إلى العامرية فجأة ، الحي الشعبي الواقع جنوبي المدينة و المطل على عقدة الراموسة شهد أعنف المعارك بين الجيش السوري و الجماعات الإرهابية المدعومة من حلف الناتو، معارك تدخّل فيها سلاح الطيران ، و الهدف السيطرة على كتل المباني المطلة على العقدة المرورية الأخطر ، التي يمر منها الطريق إلى خناصر . وحدات تتبع العقيد النمر، الضابط السوري الأكثر شهرة في الشمال انتقلت من محور شمال شرق حلب إلى جنوبها لتأمين الطريق ،وقد نجحت في تطهير منطقة الراموسة من المجموعات التكفيرية التي احتلتها ، لم تتوقف عند هذا الحد بل اندفعت باتجاه العامرية ، و الهدف تأمين الطريق بشكل نهائي ومنع أية إمكانية لاحداث أي خرق فيه. حركة السير التي تم تحويلها عبر إحدى القطعات العسكرية تفادياً لرصاص القنص و قذائف الهاون ، عادت إلى طريق الراموسة مجدداً ، و أصبحت أعين الجيش على تأمين طريق مطار حلب الدولي عبر المتحلق الجنوبي ، الذي تسيطر عليه وحدات الجيش عدا قطعة تبلغ ٣ كيلومترات متاخمة للشيخ سعيد . وقال مصدر عسكري إن ما لا يقل عن ثلاثين مسلحاً من جنسيات سورية و غير سورية لقوا حتفهم في الراموسة و العامرية في اليومين الماضيين لافتاً إلى أن وحدات الجيش تتقدم في حي العامرية . لكن التوتر استمر في جبهة الزهراء حيث تحاول الجماعات التكفيرية احتلال مبنى المخابرات الجوية ذي الرمزية الكبيرة لها، باعتباره أحد أهم مراكز قوة الدولة في حلب ، وتمكنت تلك الجماعات أكثر من مرة من الاقتراب إلى أسوار المبنى ، لكن نيران وحدات الجيش كان توقف زحفهم في كل مرة ، حيث تمكنوا من دخول مبنيي القصر العدلي و الهلال الاحمر القريبين منه قبل أن يتم طردهم . و في الهجمات الأخيرة استخدم المسلحون الذين ينحدر كثير منهم من جنسيات أواسط آسيا، و شيشانية تحديداً، استخدموا الدبابات في قصف المبنى ، لكن الدور الحاسم لسلاح الجو جعل أسوار المبنى مقبرة للمهاجمين الذين تكبدوا خسائر فادحة . الكهرباء التي عادت بعد انقطاع امتد لعشرة أيام مهددة بالانقطاع مجدداً فجبهة النصرة التي وافقت على إعادة التيار للمدينة قال بيان لما تسميه إدارتها العامة للخدمات إنها قد تعود لقطع الكهرباء و ترد بشكل أقسى إذا تجدد قصف الجيش السوري لمواقعها . وقال البيان إنه "نظراً لمعاناة أهلنا في مناطق النظام بعد حرمانهم من الكهرباء لعشرة أيام ومعاناتهم لتأمين المياة، قررنا إعادة الكهرباء إلى مدينة حلب، ووفق مبادرة مبدئية والتي تقضي بوقف القصف على المدنيين ولفترة تجريبية " . وأضاف البيان أن هذه الفترة هي لرؤية "التزام النظام بهذه المبادرة، وفي حال نقضه لها وعودة القصف فإن الرد سيكون أقسى من سابقه " . بدورها قالت مجموعة مبادرة أهالي حلب إنها نجحت في عقد اتفاق لاعادة تغذية مدينة حلب بالتيار الكهربائي ، و أكدت في بيان لها أن الاتفاق يشمل يلزم جميع الأطراف بتحييد المناطق المدنية في محافظة حلب عن الأعمال العسكرية (كافة أنواع القصف) فوراً ، كما تلتزم جميع الأطراف بتحييد كافة الشركات والمؤسسات الخدمية في محافظة حلب (كهرباء -مياه -هاتف -صرف صحي –نظافة ..........) والمحافظة عليها وحمايتها .

المصدر : وكالة أنباء آسيا/ باسل ديوب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة