دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كان واضحاً على الصحف والمحطات التركية شعورها بأن السياسة التركية الخارجية تلقت ضربة موجعة بالمصالحة، التي أعلن عنها بين قطر، الحامي الإقليمي القوي إلى جانب تركيا لتنظيمات «الإخوان المسلمين»، ومصر. وهو ما اعتبره محللون أتراك خيانة قطرية لتركيا، وخاصة بعد الأنباء التي راجت عن كون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول، دون طائل، لمدة ستة أشهر، إقناع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بعدم مصالحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يصفه بالانقلابي، في إشارة إلى عزله للرئيس السابق الإخواني محمد مرسي.
جنكيز تشاندار أشار، في زاويته في صحيفة «راديكال»، إلى وضع تركيا الجديد، فوصفه بعبارة «وحيدة في الشرق الأوسط، مترنح في الغرب». وأوضح أن محور الخليج-مصر جاد في سحب قطر إلى طرفه، ومارس الكثير من الضغط عليها. وهو ما دفعها لتغيير سياساتها الداعمة لجماعة «الإخوان المسلمين»، الذين لم يعد لديهم من مأوى سوى تركيا.
ويضيف تشاندار أن أردوغان خسر العرب في معركته ضد السيسي، مشيراً إلى المجلس الذي عقده «إخوان» مصر في اسطنبول مؤخراً تحت اسم «برلمان المنفى»، منبهاً غلى تشابه هذه الخطوة مع سابقة فاشلة هي «المجلس الوطني السوري» المعارض، والذي كان «إخوان» سورية يشكلون عموده الفقري.
من جهتها وصفت صحيفة أيدنلك المعارضة ما حدث بأنه «انهيار لسياسة أردوغان القائمة على إعادة رسم ملامح الشرق الأوسط من وجهة نظر إخوانية»، وأوردت انباءً عن أن أردوغان بقي ستة أشهر يحاول، دون طائل، إقناع ابن حمد بعدم المصالحة مع السيسي، غير أنه اكتشف أن ابن حمد تصالح منفرداً مع السيسي تاركاً حليفه السابق في موقع الخصم لجبهة واسعة في الشرق الأوسط.
واستندت الصحيفة إلى مراسلات، قالت أنها اطلعت عليها، بين السفارة التركية في الدوحة وأنقرة.
أما فهيم طاشتكين فقد اعتبر، في زاويته في صحيف «راديكال»، أن «نجمة سقطت عن كتف الرجل صاحب الوحدة الثمينة» في إشارة إلى تصريح سابق لرئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، عندما كان لا يزال وزيراً للخارجية، وصف فيه الوضع الدولي لتركيا بـ«الوحدة الثمينة»
وذكر طاشتكين بأن الانزلاق القطري صوب مصر بدأ في نفس الفترة التي استقبلت فيها أنقرة أمير قطر بحفاوة بالغة وبمراسيم خاصة، فاستقبله رئيس الاستخبارات في المطار، ورافقه إلى القصر الرئاسي ليجتمع بأردوغان.
ولم يتأخر حزب الشعب الجمهوري عن اقتناص الفرصة السانحة، فقد نائب منه، اسمه صلاح الدين قره محمد أوغلو، استقساراً نيابياً ليجاوب عليه داوود أوغلو. وذكر فيه بوصف أردوغان للأمير القطري بعبارة «أخي وصديقي»، مستفسراً: «هل اختلفنا مع قطر في الموضوع المصري؟ هل انتهى الحلف التركي القطري؟ هل كنت تعلمون بلقاء قطر مع مصر؟ وهل ستغيرون موقفكم من مصر؟ » مضيفاً: «كيف قابلتم وصف أمير قطر للسيسي بأنه زعيم للعالمين العربي والإسلامي؟»
وسخر النائب عبر الإشارة إلى أنه إما أن السيسي لم يعد انقلابياً او أن ابن حمد أصبح انقلابياً، مطالباً حكومته بتوضيح اللغز
المصدر :
عربي اون لاين /سومر سلطان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة