تطبيقاً لاتفاقات المصالحة، وصل مئات العائلات السورية ومسلحين سابقين إلى مدينة دمشق، قادمين من بلدات الغوطة الشرقية، لإيوائهم بعيداً من مناطق الاشتباك.

وقد قدمت هذه العائلات من مدن دوما وسبقا وحموريه ودير العصافير، وهي من مناطق الغوطة الشرقية، التي لا تزال تشهد اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش السوري والمسلحين.

و عانى هؤلاء النازحون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية حيث تسيطر العناصر المسلحة على مخازن الحبوب وتمنع بيعها بالأسعار المتداولة.

يذكر أن أعداد العوائل التي نزحت عن مناطق الاشتباك في الغوطة الشرقية بلغت لحد الآن 300 عائلة، أما المسلحون فبلغ عددهم 250 مسلحاً خرجوا ضمن اتفاقات المصالحة، وهم يتبعون لما يعرف بـ«جيش الإسلام»، وكذلك لعدد من الفصائل المسلحة.

وذكر مدير الفريق الوطني خالد مرعشلي في تصريح لمراسلة سانا أنه وصل الى مركز الاقامة المؤقتة فى ضاحية قدسيا أمس واليوم من مدينة دوما عن طريق مخيم الوافدين /31/ أسرة بمساعدة رجال الجيش العربي السوري ضمن مبادرة المصالحة الوطنية بالتعاون مع لجان شعبية من داخل مدينة دوما مشيرا إلى أن الأسر “تتكون من أطفال ونساء وكبار السن وبينهم العديد من المسلحين” الذين سلموا انفسهم للجهات المختصة ليصار إلى تسوية أوضاعهم بموجب القوانين والانظمة النافذة.

وبين مرعشلي أن الأسر تصل في وضع سيئ على المستويين النفسي والصحي وفي حالة من الذعر نتيجة ايهامهم من قبل التنظيمات الإرهابية التكفيرية بأن خروجهم سيعرضهم للخطر ليفاجؤوا “باحتضان الدولة لهم وتأمين ما يلزمهم من خدمات أساسية من طعام وطبابة وإعادة تأهيل حتى أن التغير الذي يطرأ عليهم من ارتياح وتحسن يمكن تلمسه خلال أيام قليلة من مكوثهم بالمركز” مبينا أن ذلك يتم بالتعاون مع القطاع الحكومي ممثلا بوزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية ومنظمة الهلال الاحمر العربي السوري والقطاع المدني ممثلا بالفريق المدني الوطني وجمعية ضاحية قدسيا الخيرية الاجتماعية.

 

وكشف مرعشلي أن المركز استقبل خلال الشهرين الماضيين /300/ أسرة من قرى حوش نصري وحوش الضواهرة وحوش الفارة والريحان والنشابية والمليحة وزبدين وعربين وسقبا وكفر بطنا ودوما منهم /185/ أسرة تقيم حاليا بالمركز عدا الأسر التي وصلت اليوم.

بدوره أشار الشيخ جمال بركات عضو لجنة العشائر السورية للمصالحة الوطنية في تصريح مماثل إلى أنه تم اليوم إخراج /40/ شخصا من أهالي بلدة زبدين في الطرف الجنوبي من الغوطة من كبار السن والأطفال والنساء وهم في أوضاع إنسانية صعبة مبينا “أن رجال الجيش العربي السوري قاموا بنقلهم إلى أحد المشافي في مدينة جرمانا لتلقي العلاج” ليتم بعد ذلك نقلهم إلى مشافي داخل دمشق ومراكز الإقامة المؤقتة.

وفي التاسع من الشهر الجاري أمن الجيش العربي السوري خروج /76/ عائلة من مدينة دوما في الغوطة الشرقية ضمت /322/ شخصا بين أطفال ونساء ورجال ومن بينهم /20/ مسلحا سلموا أنفسهم مع أسلحتهم للجهات المختصة ليصار الى تسوية أوضاعهم بموجب القوانين والانظمة النافذة.

وتنتشر فى مدينة دوما تنظيمات ارهابية تكفيرية في مقدمتها ما يسمى /جيش الإسلام/ و/جيش الأمة/ قوامها العديد من المرتزقة الأجانب حيث ينهبون الممتلكات ويفرضون على الأهالي أفكارا ظلامية ويتحكمون بلقمة عيشهم ويرتكبون جرائم ضد الانسانية إذ قاموا في وقت سابق من الشهر الماضي بصلب المواطن ماهر محمد قشوع حيا على عمود مثبت على سيارة شاحنة وجالوا به في شوارع دوما قبل أن يفصلوا رأسه عن جسده وتعليقه إلى جانب جثته بأمر مما يسمى /المحكمة الشرعية/ في الغوطة بتهمة الردة والتعامل مع الحكومة.

وكان الجيش سهل خروج العديد من العائلات خلال الشهر الماضي قدمت من زبدين ومزارع وبلدات فى الغوطة الشرقية هربا من إجرام التنظيمات الإرهابية التكفيرية التى فتحت نيرانها عليهم ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح بينهم فتى.

ورغم الرعب الذي أثارته التنظيمات التكفيرية شهدت دوما أكثر من مظاهرة خلال الفترة الماضية تطالب بطرد الارهابيين من الغوطة الشرقية كان آخرها قبل نحو شهر عندما خرج العشرات من الأهالي في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة التي قامت بقتل ثمانية مدنيين بعد أن نهبت منازلهم وممتلكاتهم.

ويقترب مهندسو المصالحات في سورية، من تغيير خريطة الواقع المتأزم في البلاد، فالجهود الحثيثة للدولة السورية وانفتاحها على خيارات الحل السلمي الداخلي، أفضت إلى كسب المزيد من الأجنحة المسلحة لمصلحتها وتفكيك بنيتها المعارضة، لتتحول كجزء من النسيج الوطني المناهض للجسد الإرهابي.

وتتجاوز أعداد العوائل المئات، التي كانت في السابق مكوناً وحاضناً للمجاميع المسلحة في بلدات غوطة دمشق الشرقية، وباتت اليوم في مأمن من ساحة الاشتباك وصوت الحرب.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-12-29
  • 7946
  • من الأرشيف

وصول عدد من مسلحي الغوطة مع عائلاتهم إلى دمشق في إطار اتفاق مصالحة

تطبيقاً لاتفاقات المصالحة، وصل مئات العائلات السورية ومسلحين سابقين إلى مدينة دمشق، قادمين من بلدات الغوطة الشرقية، لإيوائهم بعيداً من مناطق الاشتباك. وقد قدمت هذه العائلات من مدن دوما وسبقا وحموريه ودير العصافير، وهي من مناطق الغوطة الشرقية، التي لا تزال تشهد اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش السوري والمسلحين. و عانى هؤلاء النازحون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية حيث تسيطر العناصر المسلحة على مخازن الحبوب وتمنع بيعها بالأسعار المتداولة. يذكر أن أعداد العوائل التي نزحت عن مناطق الاشتباك في الغوطة الشرقية بلغت لحد الآن 300 عائلة، أما المسلحون فبلغ عددهم 250 مسلحاً خرجوا ضمن اتفاقات المصالحة، وهم يتبعون لما يعرف بـ«جيش الإسلام»، وكذلك لعدد من الفصائل المسلحة. وذكر مدير الفريق الوطني خالد مرعشلي في تصريح لمراسلة سانا أنه وصل الى مركز الاقامة المؤقتة فى ضاحية قدسيا أمس واليوم من مدينة دوما عن طريق مخيم الوافدين /31/ أسرة بمساعدة رجال الجيش العربي السوري ضمن مبادرة المصالحة الوطنية بالتعاون مع لجان شعبية من داخل مدينة دوما مشيرا إلى أن الأسر “تتكون من أطفال ونساء وكبار السن وبينهم العديد من المسلحين” الذين سلموا انفسهم للجهات المختصة ليصار إلى تسوية أوضاعهم بموجب القوانين والانظمة النافذة. وبين مرعشلي أن الأسر تصل في وضع سيئ على المستويين النفسي والصحي وفي حالة من الذعر نتيجة ايهامهم من قبل التنظيمات الإرهابية التكفيرية بأن خروجهم سيعرضهم للخطر ليفاجؤوا “باحتضان الدولة لهم وتأمين ما يلزمهم من خدمات أساسية من طعام وطبابة وإعادة تأهيل حتى أن التغير الذي يطرأ عليهم من ارتياح وتحسن يمكن تلمسه خلال أيام قليلة من مكوثهم بالمركز” مبينا أن ذلك يتم بالتعاون مع القطاع الحكومي ممثلا بوزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية ومنظمة الهلال الاحمر العربي السوري والقطاع المدني ممثلا بالفريق المدني الوطني وجمعية ضاحية قدسيا الخيرية الاجتماعية.   وكشف مرعشلي أن المركز استقبل خلال الشهرين الماضيين /300/ أسرة من قرى حوش نصري وحوش الضواهرة وحوش الفارة والريحان والنشابية والمليحة وزبدين وعربين وسقبا وكفر بطنا ودوما منهم /185/ أسرة تقيم حاليا بالمركز عدا الأسر التي وصلت اليوم. بدوره أشار الشيخ جمال بركات عضو لجنة العشائر السورية للمصالحة الوطنية في تصريح مماثل إلى أنه تم اليوم إخراج /40/ شخصا من أهالي بلدة زبدين في الطرف الجنوبي من الغوطة من كبار السن والأطفال والنساء وهم في أوضاع إنسانية صعبة مبينا “أن رجال الجيش العربي السوري قاموا بنقلهم إلى أحد المشافي في مدينة جرمانا لتلقي العلاج” ليتم بعد ذلك نقلهم إلى مشافي داخل دمشق ومراكز الإقامة المؤقتة. وفي التاسع من الشهر الجاري أمن الجيش العربي السوري خروج /76/ عائلة من مدينة دوما في الغوطة الشرقية ضمت /322/ شخصا بين أطفال ونساء ورجال ومن بينهم /20/ مسلحا سلموا أنفسهم مع أسلحتهم للجهات المختصة ليصار الى تسوية أوضاعهم بموجب القوانين والانظمة النافذة. وتنتشر فى مدينة دوما تنظيمات ارهابية تكفيرية في مقدمتها ما يسمى /جيش الإسلام/ و/جيش الأمة/ قوامها العديد من المرتزقة الأجانب حيث ينهبون الممتلكات ويفرضون على الأهالي أفكارا ظلامية ويتحكمون بلقمة عيشهم ويرتكبون جرائم ضد الانسانية إذ قاموا في وقت سابق من الشهر الماضي بصلب المواطن ماهر محمد قشوع حيا على عمود مثبت على سيارة شاحنة وجالوا به في شوارع دوما قبل أن يفصلوا رأسه عن جسده وتعليقه إلى جانب جثته بأمر مما يسمى /المحكمة الشرعية/ في الغوطة بتهمة الردة والتعامل مع الحكومة. وكان الجيش سهل خروج العديد من العائلات خلال الشهر الماضي قدمت من زبدين ومزارع وبلدات فى الغوطة الشرقية هربا من إجرام التنظيمات الإرهابية التكفيرية التى فتحت نيرانها عليهم ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح بينهم فتى. ورغم الرعب الذي أثارته التنظيمات التكفيرية شهدت دوما أكثر من مظاهرة خلال الفترة الماضية تطالب بطرد الارهابيين من الغوطة الشرقية كان آخرها قبل نحو شهر عندما خرج العشرات من الأهالي في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة التي قامت بقتل ثمانية مدنيين بعد أن نهبت منازلهم وممتلكاتهم. ويقترب مهندسو المصالحات في سورية، من تغيير خريطة الواقع المتأزم في البلاد، فالجهود الحثيثة للدولة السورية وانفتاحها على خيارات الحل السلمي الداخلي، أفضت إلى كسب المزيد من الأجنحة المسلحة لمصلحتها وتفكيك بنيتها المعارضة، لتتحول كجزء من النسيج الوطني المناهض للجسد الإرهابي. وتتجاوز أعداد العوائل المئات، التي كانت في السابق مكوناً وحاضناً للمجاميع المسلحة في بلدات غوطة دمشق الشرقية، وباتت اليوم في مأمن من ساحة الاشتباك وصوت الحرب.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة