تقارير صحافية تبيِّن أنّ المقتنيات الأثرية المسروقة في العراق وسوريا، تعرض للبيع عبر موقع ebay الشهير، وصحيفة «دايلي مايل» البريطانيّة تعرض صوراً عن الموقع يظهر عرض قطع للبيع بمبالغ زهيدة بعد «التنزيلات»، والولايات المتحدة من أبرز الوجهات التي تهرَّب إليها المقتنيات الأثريّة.

وسط ردود الفعل الغاضبة من تحطيم «داعش» آثار العراق باعتبارها رموزاً وثنيّة، تبيّن أنّ التنظيم يسرق تلك الآثار، ويهربها، ويبيعها بعدّة طرق، آخرها الانترنت، ومواقع المزادات العالميّة فيه. صحيفة «تايمز» البريطانيّة نشرت تقريراً قبل أيّام، تبيِّن فيه أنّ المقتنيات الأثرية المسروقة أو المحطّمة في العراق وسوريا، تعرض للبيع على موقع ebay.

وبحسب الصحيفة، فإنّ "التنظيم يسعى لجمع المال من خلال بيع آثار، استولى عليها مسلحوه، ومنها حلي وقطع معدنيّة وخزفيّة وجدت طريقها إلى مشترين في الخليج من خلال مواقع إلكترونية". وأشارت «تايمز» إلى أنّ «كمية الآثار التي باتت مطروحة للبيع بعد الاستيلاء عليها في سوريا والعراق، تسببت في انخفاض أسعار بعض قطاعات سوق الآثار".

ونقلت صحيفة «دايلي مايل» البريطانيّة صوراً عن موقع «إيباي»، يظهر عرض قطع أثريّة للبيع بمبلغ وصل إلى 85 دولار، بعد «التنزيلات». ويبلغ عمر تلك القطع نحو ألفي عام، ويعود مصدرها إلى مدينة آفاميا وآثارها الرومانيّة في سوريا. وبحسب الصحيفة، ينقل عناصر التنظيم آثار العراق أو سوريا عبر عصابات، تقوم ببيعها. ولم يتمّ تحديد هويّة من يقوم برفع المقتنيات المسروقة للبيع عبر الانترنت، ولا يمكن التأكّد ممّا إذا كان عناصر "داعش" هم من يقومون برفعها مباشرةً، أو أنّها تجد طريقها إلى الشبكة، عن طريق الأطراف التي تشتري تلك القطع النادرة أو تهرّبها.

تظهر التسجيلات التي نشرها «داعش» حول تخريب آثار متحف الموصل، ومدينة كالح (نمرود) قيام إرهابيي التنظيم بتحطيم التماثيل والجداريات الضخمة، من دون تصوير أيّ عمليّة تخريبيّة للمقتنيات الأثريَّة الصغيرة التي يسهل تهريبها وبيعها. بالإضافة إلى كون التماثيل التي تمَّ تدميرها بالأساس في متحف الموصل هي مجسمات جبسيّة للتماثيل الأصليّة، وفق تأكيد فوزية المالكي المديرة العامة لدائرة التراث في وزارة السياحة والآثار العراقية، في تصريحات صحافية لها. وذلك ما أكّده أيضاً رئيس قسم الآثار الوطنية في العراق فوزي المهدي في تصريحات صحافيّة، قائلاً إنّ التماثيل المدمّرة ليست سوى نسخ مقلّدة ومستنسخة عن الأصليّة.

وبمقاطعة ما أكدته السلطات العراقية من جهة وتسجيلات التنظيم من جهة أخرى، والحقائق الأخيرة عن عرض مقتنيات للبيع عبر الانترنت، يبدو أنّ فرضيّة قيام "داعش" بتهريب المقتنيات الأثرية الصغيرة لبيعها والاستفادة من ثمنها في تمويل عملياته، قريبة إلى الواقع.

وبحسب إحصاءات هيئة الجمارك الأميركية، وفق «تايمز»، فإنّ الآثار التي تصل إلى الولايات المتحدة من العراق وسوريا تضاعفت بين عامي 2011 و2013، ما يعني أنّ الولايات المتحدة تعدّ من أبرز الوجهات التي تهرَّب إليها المقتنيات الأثريّة.

موقع «إيباي» الأميركي، أحد أهمّ مواقع المزادات العالمية على الانترنت، حاول الدفاع عن نفسه على لسان متحدِّث باسمه، قال إنّ «الموقع يزيل بعض المواد المعروضة للبيع عليه بناءً على توصية من السلطات، وأنّه جاهز دوماً للتحقيق في مصادر ما يعرض عليه». علماً بأنّ ما يعرض على «إيباي» ليس إلا جزءاً بسيطاً من المسروقات التي لا يعرف أحد كيف تهرَّب، وبأيّ أثمان تباع. كما أنّ الموقع يبيع في العادة بعض القطع الأثريّة، ولا يمكن التأكّد ممّا إذا كانت مسروقة من العراق وسوريا خلال فترة قريبة، أم أنّها تباع عبر سوق شرعيّة.

  • فريق ماسة
  • 2015-03-19
  • 8741
  • من الأرشيف

آثار سوريا والعراق تباع عبر موقع "إيباي"

تقارير صحافية تبيِّن أنّ المقتنيات الأثرية المسروقة في العراق وسوريا، تعرض للبيع عبر موقع ebay الشهير، وصحيفة «دايلي مايل» البريطانيّة تعرض صوراً عن الموقع يظهر عرض قطع للبيع بمبالغ زهيدة بعد «التنزيلات»، والولايات المتحدة من أبرز الوجهات التي تهرَّب إليها المقتنيات الأثريّة. وسط ردود الفعل الغاضبة من تحطيم «داعش» آثار العراق باعتبارها رموزاً وثنيّة، تبيّن أنّ التنظيم يسرق تلك الآثار، ويهربها، ويبيعها بعدّة طرق، آخرها الانترنت، ومواقع المزادات العالميّة فيه. صحيفة «تايمز» البريطانيّة نشرت تقريراً قبل أيّام، تبيِّن فيه أنّ المقتنيات الأثرية المسروقة أو المحطّمة في العراق وسوريا، تعرض للبيع على موقع ebay. وبحسب الصحيفة، فإنّ "التنظيم يسعى لجمع المال من خلال بيع آثار، استولى عليها مسلحوه، ومنها حلي وقطع معدنيّة وخزفيّة وجدت طريقها إلى مشترين في الخليج من خلال مواقع إلكترونية". وأشارت «تايمز» إلى أنّ «كمية الآثار التي باتت مطروحة للبيع بعد الاستيلاء عليها في سوريا والعراق، تسببت في انخفاض أسعار بعض قطاعات سوق الآثار". ونقلت صحيفة «دايلي مايل» البريطانيّة صوراً عن موقع «إيباي»، يظهر عرض قطع أثريّة للبيع بمبلغ وصل إلى 85 دولار، بعد «التنزيلات». ويبلغ عمر تلك القطع نحو ألفي عام، ويعود مصدرها إلى مدينة آفاميا وآثارها الرومانيّة في سوريا. وبحسب الصحيفة، ينقل عناصر التنظيم آثار العراق أو سوريا عبر عصابات، تقوم ببيعها. ولم يتمّ تحديد هويّة من يقوم برفع المقتنيات المسروقة للبيع عبر الانترنت، ولا يمكن التأكّد ممّا إذا كان عناصر "داعش" هم من يقومون برفعها مباشرةً، أو أنّها تجد طريقها إلى الشبكة، عن طريق الأطراف التي تشتري تلك القطع النادرة أو تهرّبها. تظهر التسجيلات التي نشرها «داعش» حول تخريب آثار متحف الموصل، ومدينة كالح (نمرود) قيام إرهابيي التنظيم بتحطيم التماثيل والجداريات الضخمة، من دون تصوير أيّ عمليّة تخريبيّة للمقتنيات الأثريَّة الصغيرة التي يسهل تهريبها وبيعها. بالإضافة إلى كون التماثيل التي تمَّ تدميرها بالأساس في متحف الموصل هي مجسمات جبسيّة للتماثيل الأصليّة، وفق تأكيد فوزية المالكي المديرة العامة لدائرة التراث في وزارة السياحة والآثار العراقية، في تصريحات صحافية لها. وذلك ما أكّده أيضاً رئيس قسم الآثار الوطنية في العراق فوزي المهدي في تصريحات صحافيّة، قائلاً إنّ التماثيل المدمّرة ليست سوى نسخ مقلّدة ومستنسخة عن الأصليّة. وبمقاطعة ما أكدته السلطات العراقية من جهة وتسجيلات التنظيم من جهة أخرى، والحقائق الأخيرة عن عرض مقتنيات للبيع عبر الانترنت، يبدو أنّ فرضيّة قيام "داعش" بتهريب المقتنيات الأثرية الصغيرة لبيعها والاستفادة من ثمنها في تمويل عملياته، قريبة إلى الواقع. وبحسب إحصاءات هيئة الجمارك الأميركية، وفق «تايمز»، فإنّ الآثار التي تصل إلى الولايات المتحدة من العراق وسوريا تضاعفت بين عامي 2011 و2013، ما يعني أنّ الولايات المتحدة تعدّ من أبرز الوجهات التي تهرَّب إليها المقتنيات الأثريّة. موقع «إيباي» الأميركي، أحد أهمّ مواقع المزادات العالمية على الانترنت، حاول الدفاع عن نفسه على لسان متحدِّث باسمه، قال إنّ «الموقع يزيل بعض المواد المعروضة للبيع عليه بناءً على توصية من السلطات، وأنّه جاهز دوماً للتحقيق في مصادر ما يعرض عليه». علماً بأنّ ما يعرض على «إيباي» ليس إلا جزءاً بسيطاً من المسروقات التي لا يعرف أحد كيف تهرَّب، وبأيّ أثمان تباع. كما أنّ الموقع يبيع في العادة بعض القطع الأثريّة، ولا يمكن التأكّد ممّا إذا كانت مسروقة من العراق وسوريا خلال فترة قريبة، أم أنّها تباع عبر سوق شرعيّة.

المصدر : الماسة السورية/ الميادين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة