دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بقدر ما كانت تركيا اللاعب المحوري في الحرب على سورية، وبقدر ما كانت تونس الخارجة من ثورتها ورقة القوة الديبلوماسية في افتتاح زمن مقاطعة سورية، كان الحدثان تحوّلا أمس، فقد صرف الأتراك النظر نهائياً كما يقول الأميركيون في توصيف التفاهم الذي تمّ بموجبه دخول الجيش التركي على خط الحرب مع «داعش»، وتبلور بإجراءات عسكرية وأمنية، حيث لا مناطق عازلة ولا منطقة حظر جوي، ولا دخول بري في الأراضي السورية، ولا ربط للمشاركة بالحرب على «داعش» بالحرب لإسقاط سورية ورئيسها، وفي المقابل بدأ الطيران التركي أولى غاراته على «داعش» بالتزامن مع حملة اعتقالات أصاب أغلبها مناصري حزب العمال الكردستاني الذي يشكل الهدف الثاني للحرب التركية، لكن المداهمات طاولت أوكاراً لـ«القاعدة» ومخابئ أسلحة ونقاهات يستخدمها تنظيم «داعش» داخل الأراضي التركية. ونقل مسؤول أميركي لوكالات الأنباء ما مفاده أنّ تغييراً كبيراً سيلحظ على الحدود التركية السورية لجهة وقف تدفق المقاتلين ووقف انتقال النفط وتهريب الآثار كمصادر تمويل لـ«داعش»، كما سيتوقف مرور السلاح والذخائر عبر الحدود.
بدء الخروج التركي من الحرب على سورية، تزامن مع نهاية الحرب الديبلوماسية التي كانت تونس طليعتها بإغلاق سفارتها
في سورية مع إعادة فتح هذه السفارة وتعيين قنصل عام فيها، بينما لم تظهر أيّ مؤشرات على بدء تحوّل في الموقف السعودي، بعد الكلام التصعيدي ضدّ الرئيس بشار الأسد على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وجاء تمسك وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمته أمام المؤتمر الدولي للإعلام في مواجهة الإرهاب التكفيري، بمعادلته التي وصف بها دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حلف إقليمي يضمّ سورية والسعودية، بالدعوة البناءة والصادقة التي تمدّ سورية يدها إليها ثقة بصاحبها ومواقفه، لكنها لا تزال أقرب إلى المعجزة في المدى القريب. وفهم كلام المعلم رداً ضمنياً على ما جرى تداوله عن تحسّن في العلاقات السورية السعودية برعاية روسية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة