قالت صحيفة الغارديان البريطانية، بأن اتفاقاً تم هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وتركيا على إنشاء منطقة خالية من تنظيم الدولة "داعش". وبحسب الصحيفة فإن الاتفاق له أهداف مختلفة تسعى لها أمريكا لكن فرص تورطها في ماسمته " الصراع السوري" ضيلة النجاح.

 وتقول الصحيفة أن " المنطقة الخالية" ستكون بمساحة 68 ميلا داخل سوريا، لكن لايزال غير واضح بالضبط ماهو الشكل الذي ستأخذه هذه المنطقة، فالأتراك يصفون هذه المنطقة بأنها منطقة آمنة للاجيئن، وهو وصف يدحضه المسؤولون الأمريكيون.

 وتشير الصحيفة إلى أن خلق منطقة حظر الطيران سوف تمنع الأسد من تنفيذ الغارات الجوية، وسيستفيد منها الثوار السوريين ، لكن ذلك سيكون مكلفا للغاية وسيجعل الولايات المتحدة في صراع مباشر مع نظام الأسد. وهنا نرى لغز اعتيادي: تقول الولايات المتحدة انها تعمل فقط على قتال تنظيم الدولة “داعش”، لكن تهدف وحلفائها في الشرق الأوسط لأسقاط نظام الأسد.

وتذكر الصحيفة أن رفض الولايات المتحدة لفرض منطقة حظر الطيران هو سياسة حكيمة. وليس هناك شك في أن نظام بشار الأسد يعد نظاماً وحشياً، ولكن الإطاحة به ستخلق فراغا في السلطة سيستفيد منه في المقام الأول تنظيم الدولة “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرها من الجماعات المتطرفة العاملة في سورية (بحسب زعم الصحيفة)

 وبحسب الصحيفة فإن هذا هو المكان الذي تختفي فيه حكمة الولايات المتحدة، فحتى بدون منطقة حظر طيران رسمية، فإن إنشاء منطقة خالية من تنظيم الدولة “داعش” تدعمها الولايات المتحدة سيجعلها قريبة من المواجهة المباشرة مع نظام الأسد.

وتلفت الصحيفة إلى أن حملات عسكرية مفتوحة مثل هذا النوع، مع عدم وجود أهداف واضحة، هي عرضة بشكل خاص لاتساع المهمة، فإن إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا قد يبدو جيدا من حيث المبدأ، لكنه لن يؤدي إلى زيادة انخراط الولايات المتحدة في سورية مع أمل ضئيل للنجاح وارتفاع مخاطر نتائج غير مقصودة.

  • فريق ماسة
  • 2015-07-31
  • 5825
  • من الأرشيف

الغارديان تفسر اتفاق تركيا وأمريكا و"المنطقة الخالية"

قالت صحيفة الغارديان البريطانية، بأن اتفاقاً تم هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وتركيا على إنشاء منطقة خالية من تنظيم الدولة "داعش". وبحسب الصحيفة فإن الاتفاق له أهداف مختلفة تسعى لها أمريكا لكن فرص تورطها في ماسمته " الصراع السوري" ضيلة النجاح.  وتقول الصحيفة أن " المنطقة الخالية" ستكون بمساحة 68 ميلا داخل سوريا، لكن لايزال غير واضح بالضبط ماهو الشكل الذي ستأخذه هذه المنطقة، فالأتراك يصفون هذه المنطقة بأنها منطقة آمنة للاجيئن، وهو وصف يدحضه المسؤولون الأمريكيون.  وتشير الصحيفة إلى أن خلق منطقة حظر الطيران سوف تمنع الأسد من تنفيذ الغارات الجوية، وسيستفيد منها الثوار السوريين ، لكن ذلك سيكون مكلفا للغاية وسيجعل الولايات المتحدة في صراع مباشر مع نظام الأسد. وهنا نرى لغز اعتيادي: تقول الولايات المتحدة انها تعمل فقط على قتال تنظيم الدولة “داعش”، لكن تهدف وحلفائها في الشرق الأوسط لأسقاط نظام الأسد. وتذكر الصحيفة أن رفض الولايات المتحدة لفرض منطقة حظر الطيران هو سياسة حكيمة. وليس هناك شك في أن نظام بشار الأسد يعد نظاماً وحشياً، ولكن الإطاحة به ستخلق فراغا في السلطة سيستفيد منه في المقام الأول تنظيم الدولة “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرها من الجماعات المتطرفة العاملة في سورية (بحسب زعم الصحيفة)  وبحسب الصحيفة فإن هذا هو المكان الذي تختفي فيه حكمة الولايات المتحدة، فحتى بدون منطقة حظر طيران رسمية، فإن إنشاء منطقة خالية من تنظيم الدولة “داعش” تدعمها الولايات المتحدة سيجعلها قريبة من المواجهة المباشرة مع نظام الأسد. وتلفت الصحيفة إلى أن حملات عسكرية مفتوحة مثل هذا النوع، مع عدم وجود أهداف واضحة، هي عرضة بشكل خاص لاتساع المهمة، فإن إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا قد يبدو جيدا من حيث المبدأ، لكنه لن يؤدي إلى زيادة انخراط الولايات المتحدة في سورية مع أمل ضئيل للنجاح وارتفاع مخاطر نتائج غير مقصودة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة