قلب التدخل العسكري الروسي في سوريا الموازين بشكل غير متوقع، ظهرت مفاعيله على أرض المعركة ومن خلال ردود افعال الدول الغربية العاجزة عن ايقافه

وكون الامريكي صاحب الكلمة العليا في معسكره لا ينوي الاشتباك عسكريا مع الروس، فقد تجرع حلفاؤه الاقليميون وعلى رأسهم تركيا سم خسارة المشاريع التي عملوا على تحقيقها خلال أربع سنوات من الحرب على سوريا. وهذا ما عبَّر عنه الرئيس الاميركي باراك اوباما قائلا إن روسيا والولايات المتحدة لن يخوضا "حربا بالوكالة" بسبب خلافهما بشأن الأزمة في سوريا، معتبرا ان الخلاف والتوتر سيستمران دون ان يتسببا بحرب بين البلدين.

كلام اوباما نزل كالصاعقة على انقرة الممعنة في احلام استعادة الامبراطورية العثمانية عبر إقامة المنطقة العازلة بين جرابلس وعفرين، والتي باتت الان طي النسيان. ولم تتوقف الخسارة التركية هنا، فإن خوض روسيا لمعركتها في سوريا يحجم قدرة الاتراك على المناورة الميدانية عبر الجماعات التي يقدمون الدعم إليها، سيما في جبهة حلب.

 

وعلى الرغم من ذلك، أعلنت وزارة الحرب الأمريكية الاستمرار في تنفيذ قرارها بسحب صواريخ باتريوت من تركيا والتي نشرت منذ سنتين، ويأتي ذلك ايضاً في محاولة للابتعاد عن منطقة التماس مع الغارات الروسية التي توسعت على نحو لم تتوقعه الأجهزة الأميركية، نحو الحدود مع تركيا انطلاقا من المنطقة الوسطى، بضربها مواقع لـ"جيش الفتح"، الذي تدعمه وتموّله تركيا والسعودية وقطر، في قلب جسر الشغور.

 

 

الغارات الروسية على الإرهابيين في سوريا

 

وعلى جبهة "داعش"، أجبرت الغارات الروسية التنظيم على الانكفاء من الرقَّة معقله الرئيس في سوريا، عبر إجلاء عائلات المقاتلين الأجانب نحو الموصل، فيما فرغت شوارع المدينة من المقاتلين، وتوقف تنقل الأرتال بين أريافها، مع تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع، وهو الأمر الذي فشل في تحقيقه التحالف الدولي بزعامة أميركا لأكثر من عام في سوريا والعراق.

 

ولم تسلم الجماعات الارهابية الاخرى من "جبهة النصرة" و"أحرار الشام"، الوكلاء الاساسيين للتدخل التركي والخليجي في سوريا، من صورايخ "السوخوي" مما اضطرهم الى إخلاء مقارّها في ريف ادلب، وشوهدت أرتال دبابات وشاحنات كبيرة تابعة لهذه الفصائل، ولـ "الحزب التركستاني الإسلامي" وهي تخلي مستودعات للذخيرة والأسلحة في إدلب وأريحا وبلدات جبل الزاوية ومعرة النعمان وأبو الضهور وسراقب.

 

هذه الجماعات التكفيرية كانت قد استفادت من قصف التحالف الدولي لـ"داعش" دون سواها، في التقدم على مختلف الجبهات القتالية في سوريا. وهدفت اميركا الى حصر تحركات التنظيم والحد منها، للتخفيف من عبء القوى الارهابية الاخرى حيث كان لـ"داعش" السبق في اغلب المعارك معهم، حتى يستعيدوا قدرتهم على مواجهة الجيش السوري.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-10-03
  • 5201
  • من الأرشيف

الغارات الروسية..المنطقة العازلة أضغاث احلام وواشنطن تتجرع الصدمة

قلب التدخل العسكري الروسي في سوريا الموازين بشكل غير متوقع، ظهرت مفاعيله على أرض المعركة ومن خلال ردود افعال الدول الغربية العاجزة عن ايقافه وكون الامريكي صاحب الكلمة العليا في معسكره لا ينوي الاشتباك عسكريا مع الروس، فقد تجرع حلفاؤه الاقليميون وعلى رأسهم تركيا سم خسارة المشاريع التي عملوا على تحقيقها خلال أربع سنوات من الحرب على سوريا. وهذا ما عبَّر عنه الرئيس الاميركي باراك اوباما قائلا إن روسيا والولايات المتحدة لن يخوضا "حربا بالوكالة" بسبب خلافهما بشأن الأزمة في سوريا، معتبرا ان الخلاف والتوتر سيستمران دون ان يتسببا بحرب بين البلدين. كلام اوباما نزل كالصاعقة على انقرة الممعنة في احلام استعادة الامبراطورية العثمانية عبر إقامة المنطقة العازلة بين جرابلس وعفرين، والتي باتت الان طي النسيان. ولم تتوقف الخسارة التركية هنا، فإن خوض روسيا لمعركتها في سوريا يحجم قدرة الاتراك على المناورة الميدانية عبر الجماعات التي يقدمون الدعم إليها، سيما في جبهة حلب.   وعلى الرغم من ذلك، أعلنت وزارة الحرب الأمريكية الاستمرار في تنفيذ قرارها بسحب صواريخ باتريوت من تركيا والتي نشرت منذ سنتين، ويأتي ذلك ايضاً في محاولة للابتعاد عن منطقة التماس مع الغارات الروسية التي توسعت على نحو لم تتوقعه الأجهزة الأميركية، نحو الحدود مع تركيا انطلاقا من المنطقة الوسطى، بضربها مواقع لـ"جيش الفتح"، الذي تدعمه وتموّله تركيا والسعودية وقطر، في قلب جسر الشغور.     الغارات الروسية على الإرهابيين في سوريا   وعلى جبهة "داعش"، أجبرت الغارات الروسية التنظيم على الانكفاء من الرقَّة معقله الرئيس في سوريا، عبر إجلاء عائلات المقاتلين الأجانب نحو الموصل، فيما فرغت شوارع المدينة من المقاتلين، وتوقف تنقل الأرتال بين أريافها، مع تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع، وهو الأمر الذي فشل في تحقيقه التحالف الدولي بزعامة أميركا لأكثر من عام في سوريا والعراق.   ولم تسلم الجماعات الارهابية الاخرى من "جبهة النصرة" و"أحرار الشام"، الوكلاء الاساسيين للتدخل التركي والخليجي في سوريا، من صورايخ "السوخوي" مما اضطرهم الى إخلاء مقارّها في ريف ادلب، وشوهدت أرتال دبابات وشاحنات كبيرة تابعة لهذه الفصائل، ولـ "الحزب التركستاني الإسلامي" وهي تخلي مستودعات للذخيرة والأسلحة في إدلب وأريحا وبلدات جبل الزاوية ومعرة النعمان وأبو الضهور وسراقب.   هذه الجماعات التكفيرية كانت قد استفادت من قصف التحالف الدولي لـ"داعش" دون سواها، في التقدم على مختلف الجبهات القتالية في سوريا. وهدفت اميركا الى حصر تحركات التنظيم والحد منها، للتخفيف من عبء القوى الارهابية الاخرى حيث كان لـ"داعش" السبق في اغلب المعارك معهم، حتى يستعيدوا قدرتهم على مواجهة الجيش السوري.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة