لا يترك الأردنيون كالعادة فرصة أمام ممارسة أقصى ما لديهم من خفة الظل، خصوصا في اللحظات الصعبة والمعقدة إلا ومارسوها لأقصى سقف ممكن من السخرية اللاذعة.

السيول التي داهمت العاصمة عمان ظهر الخميس أنتجت كمية كبيرة من السخرية اللاذعة التي استهدفت بكل الأحوال نخبة واسعة من كبار المسؤولين، وعلى رأسهم عمدة العاصمة عمان، عقل البلتاجي، الذي تصادفت الأحداث الطارئة في مدينته مع غيابه عنها حيث يشارك لإلقاء محاضرة في منبر بريطاني.

البلتاجي قطع زيارة يقوم بها للعاصمة البريطانية لندن ليواجه عاصفة جدل في عمان تطالب بإقالته، بل بمحاكمته بسبب غرق الأنفاق بالمياه وإغلاق الطرق الرئيسية، مما نتج عنه ثلاثة غرقى وافتهم المنية بسبب السيول مع عشرات الإصابات، إضافة لخسائر بعشرات الملايين من الدولارات.

لاحقا تحول اسم المسرح الروماني الشهير في قاع المدينة إلى «المسبح الروماني» بعدما غمرت المياه المسرح العملاق بصورة غير مسبوقة، وتبين عدم وجود قنوات تصريف مياه في داخله.

غرق أيضا استاد عمان الدولي وتحول إلى بركة مياه عملاقة، مما يهدد إقامة مباريات مهمة محليا وآسيويا.

«عمان تغرق»… كانت العبارة الأبرز في كل تعليقات الأردنيين على وسائط التواصل الاجتماعي، وطلب من العمدة البلتاجي أن يحمل «قشاطة» المياه ويدور في شوارع عمان لتنظيف المياه.

لافت جدا غرق مرآب السيارات الرئيسي التابع للعمدة نفسه، إذ خرج المرآب من الخدمة تماما عندما تبين أن البلدية تخفق في حماية مقرها ومكاتبها أصلا وسط المدينة.

الاعتراضات على ضعف الجاهزية وصلت لحد الدعوة إلى إسقاط الحكومة برمتها وإقالة رئيسها الدكتور عبد الله النسور، مع التعليق بسخرية على صعوبة إقالة العمدة البلتاجي لأنه «رجل قوي للغاية ومدعوم جدا».

تجار وسط العاصمة توعدوا الحكومة بدعاوى قضائية يطالبون فيها بتعويضات بملايين الدولارات عن إفساد بضاعتهم بالمياه التي أخفق نظام الصرف الصحي بالتعاطي معها.

  • فريق ماسة
  • 2015-11-06
  • 8642
  • من الأرشيف

عمّان «تغرق» في موجة سخرية مرّة: «المسبح» بدلا من «المسرح الروماني

لا يترك الأردنيون كالعادة فرصة أمام ممارسة أقصى ما لديهم من خفة الظل، خصوصا في اللحظات الصعبة والمعقدة إلا ومارسوها لأقصى سقف ممكن من السخرية اللاذعة. السيول التي داهمت العاصمة عمان ظهر الخميس أنتجت كمية كبيرة من السخرية اللاذعة التي استهدفت بكل الأحوال نخبة واسعة من كبار المسؤولين، وعلى رأسهم عمدة العاصمة عمان، عقل البلتاجي، الذي تصادفت الأحداث الطارئة في مدينته مع غيابه عنها حيث يشارك لإلقاء محاضرة في منبر بريطاني. البلتاجي قطع زيارة يقوم بها للعاصمة البريطانية لندن ليواجه عاصفة جدل في عمان تطالب بإقالته، بل بمحاكمته بسبب غرق الأنفاق بالمياه وإغلاق الطرق الرئيسية، مما نتج عنه ثلاثة غرقى وافتهم المنية بسبب السيول مع عشرات الإصابات، إضافة لخسائر بعشرات الملايين من الدولارات. لاحقا تحول اسم المسرح الروماني الشهير في قاع المدينة إلى «المسبح الروماني» بعدما غمرت المياه المسرح العملاق بصورة غير مسبوقة، وتبين عدم وجود قنوات تصريف مياه في داخله. غرق أيضا استاد عمان الدولي وتحول إلى بركة مياه عملاقة، مما يهدد إقامة مباريات مهمة محليا وآسيويا. «عمان تغرق»… كانت العبارة الأبرز في كل تعليقات الأردنيين على وسائط التواصل الاجتماعي، وطلب من العمدة البلتاجي أن يحمل «قشاطة» المياه ويدور في شوارع عمان لتنظيف المياه. لافت جدا غرق مرآب السيارات الرئيسي التابع للعمدة نفسه، إذ خرج المرآب من الخدمة تماما عندما تبين أن البلدية تخفق في حماية مقرها ومكاتبها أصلا وسط المدينة. الاعتراضات على ضعف الجاهزية وصلت لحد الدعوة إلى إسقاط الحكومة برمتها وإقالة رئيسها الدكتور عبد الله النسور، مع التعليق بسخرية على صعوبة إقالة العمدة البلتاجي لأنه «رجل قوي للغاية ومدعوم جدا». تجار وسط العاصمة توعدوا الحكومة بدعاوى قضائية يطالبون فيها بتعويضات بملايين الدولارات عن إفساد بضاعتهم بالمياه التي أخفق نظام الصرف الصحي بالتعاطي معها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة