في آخر تطورات الأزمة السورية، مزيد من التقارير والتسريبات التي تتحدث عن صفقات تتم في الخفاء بين الدول الداعمة للإرهاب في سوريا، وربما لن يكون آخرها ما كشفت عنه مجموعة هاكرز أوكرانية، بأن الحكومة القطرية عقدت مفاوضات مع كييف، في أواخر شهر أيلول الماضي، لشراء أنظمة دفاع جوي حديثة من طراز "بيتشورا ــ 2"، يُعتقد أن هدفها النهائي هو المجموعات المسلحة في سوريا التي تتلقى الدعم من الخليج.. تقول وسائل إعلامية.

كما كشفت الوثائق المسربة أيضاً أن هذا الفعل، الذي يتحدى بشكلٍ صارخ التحذيرات الروسية من تزويد المسلحين بسلاح مضاد للطائرات؛ حيث حذّرت وزارة الخارجية الروسية من تجهيز المسلحين في سوريا بأنظمة مضادة للطائرات، وقالت إن أي عمل من هذا النوع يعتبر دعماً مباشراً للإرهابيين، وعلى من يقوم بذلك أن يتحمّل تبعات فعلته، وهو ما ورد على لسان نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب، أوليغ سيرومولوتوف، مؤكداً، أن لدى حكومته دلائل على محاولة الإرهابيين الحصول على منظومات صواريخ جوية محمولة على الكتف، من الدول الإقليمية المجاورة، مضيفاً: "أريد أن يتم الاستماع إلى هذا كتحذير جدي".

كان يجري بمعرفة واشنطن وأنقرة وتعاونهما، وربما من أجل ذلك، تخبطت أنقرة في ردود أفعالها، وأسقطت الطائرة الروسية، على أمل أن يصل الدعم الخليجي للمجموعات المسلحة من على أرضيها، ويحقق بعضاً من أهدافها العدوانية في سوريا.

وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام، يظهر عقد تجاري من نيسان 2015، أن شركة بولندية قد تمّ اعتمادها لتوريد 256 رشاشاً ثقيلاً من طراز ZSU ــ 23 لمصلحة قوات الدفاع الوطني الأوكراني بقيمة 14.5 مليون يورو، ثم تظهر هذه المعدّات بالمواصفات والعدد نفسه، في عقدٍ لشركة سعودية، وهي مباعة لوزارة الدفاع السعودية، وبحسب أيضاً ما ورد في وسائل الإعلام، فإن صفقة الصواريخ جرت بموافقة أميركية وتواطؤ من تركيا وبلغاريا.

تلك الأسلحة، موجّهة لتسليح المجموعات المسلحة الموالية للسعودية في سوريا وغيرها، وليس لتجهيز الجيش السعودي، وتزامنت هذه الصفقات مع بدء الحملة الجوية الروسية في سوريا.

تكشف هذه الوثائق أيضاً، أن وفداً رسمياً قطرياً قد زار معرضاً عسكرياً أقيم في كييف في أواخر شهر أيلول الماضي بغرض الاطلاع على هذه المعدات والاتفاق على شرائها، بغرض التعاون لإرسال منظومات "اس ــ 125" إلى قطر، وسعت الدوحة بجدية لتزويد المجموعات المسلحة في سوريا بصواريخ فعالة مضادة للطائرات، وورد ذكر تركيا وبلغاريا في معرض الكلام عن طريق التسليم، بوضوح، وأن سوريا هي المستقر المقصود لهذه المنظومات.

إذاً، الواضح أن الدعم الذي تتلقاه المجموعات المسلحة في سوريا لم يكتفِ بتسريب صواريخ محمولة على الكتف، بل تعدى الأمر إلى إرسال منظومات ثقيلة وحديثة، وأن هذا المشروع قد تم بالتنسيق مع الأميركيين والأتراك، لتكون حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سوريا إحدى تلك النتائج.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2015-11-29
  • 5209
  • من الأرشيف

صفقات تسليح سرية للمسلحين في سورية.. والطائرة الروسية أول "المستهدفين"!!

 في آخر تطورات الأزمة السورية، مزيد من التقارير والتسريبات التي تتحدث عن صفقات تتم في الخفاء بين الدول الداعمة للإرهاب في سوريا، وربما لن يكون آخرها ما كشفت عنه مجموعة هاكرز أوكرانية، بأن الحكومة القطرية عقدت مفاوضات مع كييف، في أواخر شهر أيلول الماضي، لشراء أنظمة دفاع جوي حديثة من طراز "بيتشورا ــ 2"، يُعتقد أن هدفها النهائي هو المجموعات المسلحة في سوريا التي تتلقى الدعم من الخليج.. تقول وسائل إعلامية. كما كشفت الوثائق المسربة أيضاً أن هذا الفعل، الذي يتحدى بشكلٍ صارخ التحذيرات الروسية من تزويد المسلحين بسلاح مضاد للطائرات؛ حيث حذّرت وزارة الخارجية الروسية من تجهيز المسلحين في سوريا بأنظمة مضادة للطائرات، وقالت إن أي عمل من هذا النوع يعتبر دعماً مباشراً للإرهابيين، وعلى من يقوم بذلك أن يتحمّل تبعات فعلته، وهو ما ورد على لسان نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب، أوليغ سيرومولوتوف، مؤكداً، أن لدى حكومته دلائل على محاولة الإرهابيين الحصول على منظومات صواريخ جوية محمولة على الكتف، من الدول الإقليمية المجاورة، مضيفاً: "أريد أن يتم الاستماع إلى هذا كتحذير جدي". كان يجري بمعرفة واشنطن وأنقرة وتعاونهما، وربما من أجل ذلك، تخبطت أنقرة في ردود أفعالها، وأسقطت الطائرة الروسية، على أمل أن يصل الدعم الخليجي للمجموعات المسلحة من على أرضيها، ويحقق بعضاً من أهدافها العدوانية في سوريا. وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام، يظهر عقد تجاري من نيسان 2015، أن شركة بولندية قد تمّ اعتمادها لتوريد 256 رشاشاً ثقيلاً من طراز ZSU ــ 23 لمصلحة قوات الدفاع الوطني الأوكراني بقيمة 14.5 مليون يورو، ثم تظهر هذه المعدّات بالمواصفات والعدد نفسه، في عقدٍ لشركة سعودية، وهي مباعة لوزارة الدفاع السعودية، وبحسب أيضاً ما ورد في وسائل الإعلام، فإن صفقة الصواريخ جرت بموافقة أميركية وتواطؤ من تركيا وبلغاريا. تلك الأسلحة، موجّهة لتسليح المجموعات المسلحة الموالية للسعودية في سوريا وغيرها، وليس لتجهيز الجيش السعودي، وتزامنت هذه الصفقات مع بدء الحملة الجوية الروسية في سوريا. تكشف هذه الوثائق أيضاً، أن وفداً رسمياً قطرياً قد زار معرضاً عسكرياً أقيم في كييف في أواخر شهر أيلول الماضي بغرض الاطلاع على هذه المعدات والاتفاق على شرائها، بغرض التعاون لإرسال منظومات "اس ــ 125" إلى قطر، وسعت الدوحة بجدية لتزويد المجموعات المسلحة في سوريا بصواريخ فعالة مضادة للطائرات، وورد ذكر تركيا وبلغاريا في معرض الكلام عن طريق التسليم، بوضوح، وأن سوريا هي المستقر المقصود لهذه المنظومات. إذاً، الواضح أن الدعم الذي تتلقاه المجموعات المسلحة في سوريا لم يكتفِ بتسريب صواريخ محمولة على الكتف، بل تعدى الأمر إلى إرسال منظومات ثقيلة وحديثة، وأن هذا المشروع قد تم بالتنسيق مع الأميركيين والأتراك، لتكون حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سوريا إحدى تلك النتائج.    

المصدر : ايفين دوبا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة