بعد أن بدأ الحوار الاميركي مع منظمة التحرير الفلسطينية أواخر عام 1988، قدّم الخبراء والمستشارون نصيحة لرئيس وزراء اسرائيل وقتئذ اسحاق شامير مفادها أنه يجب على اسرائيل العمل الجاد ليكون لديها، وتابعاً لها،

  "فصيل" داخل منظمة التحرير حتى تحصل على معلومات عما يجري بين المنظمة واميركا، وكذلك حتى تكون لها يد أو نفوذ غير مرئية أو مستترة داخل القيادة الفلسطينية. وأوصى هؤلاء الخبراء أن يسمح شامير للشخصيات الفلسطينية البارزة بالسفر الى تونس، ولقاء الرئيس ياسر عرفات، وتشجيع هذه القيادات على تشكيل قيادة بديلة، لكن هذا التشجيع لم ينجح.

 نصيحة الخبراء ما زالت قائمة وسارية المفعول وتطبق حالياً في سورية، اذ ان اسرائيل تتابع وباهتمام ما يجري فيها من خلال اقامة علاقات مع "ارهابيين" او مع من يدعمهم، وكذلك ايجاد موالين لها من داخل ما تسمى "المعارضة" السورية.

 العلاقة الاسرائيلية مع "الارهابيين" تمت وتتم من خلال تقديم ما يُسمى بـ "مساعدات انسانية" لهم من خلال السماح لبعض هؤلاء "المقاتلين" الجرحى بتلقي العلاج في المستشفيات الاسرائيلية، وهناك حوالي ألفي مصاب تلقوا العلاج في اسرائيل استناداً الى بعض المصادر.. وهؤلاء المصابون يزودون اسرائيل بمعلومات عن القتال وطبيعته، وعن الجيش السوري ومقاومي حزب الله على حدود الجولان المحتل. وتحصل اسرائيل على معلومات عن الارهابيين والقتال من خلال الاقمار الصناعية، وكذلك من خلال العلاقة الوطيدة مع بعض دول الخليج الداعمة للارهابيين وخاصة قطر والسعودية!

 أما فيما يتعلق بايجاد وكلاء عملاء داخل ما تسمى بـ المعارضة، فانها على اتصال دائم مع عدد منهم، والذين لم يستحوا فطلبوا من اسرائيل اكثر من مرة التدخل عسكريا لاسقاط الدولة السورية، وكذلك ابدوا ارتياحهم من الغارات العدوانية الاسرائيلية على بعض المواقع التي ادعت اسرائيل أنها لحزب الله، أو انها شحنات من السلاح للحزب المقاوم.

 هؤلاء المرتمون بأحضان اسرائيل يبلغونها عن كل ما يجري من اتصالات، وبعضهم قام بزيارة اسرائيل.. وفي مقدمتهم المدعو كمال اللبواني الذي لم يخجل من هذه الزيارة الاخيرة، بل جاهر وفاخر بها. ويبدو انه أحد زعماء هذه المجموعة الموالية لاسرائيل والتي لا تريد مصلحة سورية، بل تدمير سورية، علماً أن هذه المجموعة لا تملك نفوذا أو وجوداً في الميدان، بل هي تتحرك سياسياً، مدعومة من الدول المتآمرة على سورية.

 ومما شجع اللبواني وغيره على المضي قدما في هذا التعامل مع اسرائيل هي العلاقة والاتصالات ما بين اسرائيل ودول الخليج، وخاصة في المرحلة الحالية.

 من هنا يمكن الاستنتاج ان اسرائيل متواجدة لا بل هي في قلب المؤامرة على سورية عبر بعض الأدوات الانتهازية الرخيصة التي تشكل مجموعة موالية لها قلباً وقالباً، ظناً من أعضاء هذه المجموعة ان اسرائيل قادرة على حسم الوضع لصالحهم، ولكنهم في الواقع يعرفون أن هذا غير ممكن، وأنهم منبوذون شعبياً ووطنياً، وهذا لا يؤثر عليهم لأن من لا يستحي فيفعل ما يشاء من التصرفات الرخيصة والدنيئة والخسيسة جدا جدا!

 هؤلاء وكلاء اسرائيل، أو بالأحرى أقزامها، سيلفظهم التاريخ، ولن ينجحوا في المهمات الملقاة على عاتقهم من قبل أسيادهم.. لان سورية عصية على مؤامرة كونية كبيرة، واستطاعت الصمود لخمس سنوات. ويتعزز صمودها يوميا، وسيكون النصر حليفها على الارهابيين ومن يدعمهم من المتآمرين، وعلى الاقزام العملاء لاعداء سورية ولعدوها الاول اسرائيل.

  • فريق ماسة
  • 2016-02-23
  • 4643
  • من الأرشيف

اسرائيل تتآمر على سورية عَبر أقزامها ....بقلم: جاك يوسف خزمو

بعد أن بدأ الحوار الاميركي مع منظمة التحرير الفلسطينية أواخر عام 1988، قدّم الخبراء والمستشارون نصيحة لرئيس وزراء اسرائيل وقتئذ اسحاق شامير مفادها أنه يجب على اسرائيل العمل الجاد ليكون لديها، وتابعاً لها،   "فصيل" داخل منظمة التحرير حتى تحصل على معلومات عما يجري بين المنظمة واميركا، وكذلك حتى تكون لها يد أو نفوذ غير مرئية أو مستترة داخل القيادة الفلسطينية. وأوصى هؤلاء الخبراء أن يسمح شامير للشخصيات الفلسطينية البارزة بالسفر الى تونس، ولقاء الرئيس ياسر عرفات، وتشجيع هذه القيادات على تشكيل قيادة بديلة، لكن هذا التشجيع لم ينجح.  نصيحة الخبراء ما زالت قائمة وسارية المفعول وتطبق حالياً في سورية، اذ ان اسرائيل تتابع وباهتمام ما يجري فيها من خلال اقامة علاقات مع "ارهابيين" او مع من يدعمهم، وكذلك ايجاد موالين لها من داخل ما تسمى "المعارضة" السورية.  العلاقة الاسرائيلية مع "الارهابيين" تمت وتتم من خلال تقديم ما يُسمى بـ "مساعدات انسانية" لهم من خلال السماح لبعض هؤلاء "المقاتلين" الجرحى بتلقي العلاج في المستشفيات الاسرائيلية، وهناك حوالي ألفي مصاب تلقوا العلاج في اسرائيل استناداً الى بعض المصادر.. وهؤلاء المصابون يزودون اسرائيل بمعلومات عن القتال وطبيعته، وعن الجيش السوري ومقاومي حزب الله على حدود الجولان المحتل. وتحصل اسرائيل على معلومات عن الارهابيين والقتال من خلال الاقمار الصناعية، وكذلك من خلال العلاقة الوطيدة مع بعض دول الخليج الداعمة للارهابيين وخاصة قطر والسعودية!  أما فيما يتعلق بايجاد وكلاء عملاء داخل ما تسمى بـ المعارضة، فانها على اتصال دائم مع عدد منهم، والذين لم يستحوا فطلبوا من اسرائيل اكثر من مرة التدخل عسكريا لاسقاط الدولة السورية، وكذلك ابدوا ارتياحهم من الغارات العدوانية الاسرائيلية على بعض المواقع التي ادعت اسرائيل أنها لحزب الله، أو انها شحنات من السلاح للحزب المقاوم.  هؤلاء المرتمون بأحضان اسرائيل يبلغونها عن كل ما يجري من اتصالات، وبعضهم قام بزيارة اسرائيل.. وفي مقدمتهم المدعو كمال اللبواني الذي لم يخجل من هذه الزيارة الاخيرة، بل جاهر وفاخر بها. ويبدو انه أحد زعماء هذه المجموعة الموالية لاسرائيل والتي لا تريد مصلحة سورية، بل تدمير سورية، علماً أن هذه المجموعة لا تملك نفوذا أو وجوداً في الميدان، بل هي تتحرك سياسياً، مدعومة من الدول المتآمرة على سورية.  ومما شجع اللبواني وغيره على المضي قدما في هذا التعامل مع اسرائيل هي العلاقة والاتصالات ما بين اسرائيل ودول الخليج، وخاصة في المرحلة الحالية.  من هنا يمكن الاستنتاج ان اسرائيل متواجدة لا بل هي في قلب المؤامرة على سورية عبر بعض الأدوات الانتهازية الرخيصة التي تشكل مجموعة موالية لها قلباً وقالباً، ظناً من أعضاء هذه المجموعة ان اسرائيل قادرة على حسم الوضع لصالحهم، ولكنهم في الواقع يعرفون أن هذا غير ممكن، وأنهم منبوذون شعبياً ووطنياً، وهذا لا يؤثر عليهم لأن من لا يستحي فيفعل ما يشاء من التصرفات الرخيصة والدنيئة والخسيسة جدا جدا!  هؤلاء وكلاء اسرائيل، أو بالأحرى أقزامها، سيلفظهم التاريخ، ولن ينجحوا في المهمات الملقاة على عاتقهم من قبل أسيادهم.. لان سورية عصية على مؤامرة كونية كبيرة، واستطاعت الصمود لخمس سنوات. ويتعزز صمودها يوميا، وسيكون النصر حليفها على الارهابيين ومن يدعمهم من المتآمرين، وعلى الاقزام العملاء لاعداء سورية ولعدوها الاول اسرائيل.

المصدر : جاك يوسف خزمو/رئيس تحرير مجلة البيادر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة