دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رغم إنطلاق جولة جنيف التفاوضية الجديدة بين ممثلين عن الحكومة السورية، ووفدي “المعارضة وقوى التطوير السياسي”، و “الرياض”، ورغم التغيير الإيجابي في نمط تعاطي الموفد الأممي ستيفان ديمستورا مع أعضاء “قوى التطوير”، لأنه كان في الجولة الفائتة لايعترف الا بوفد الرياض، كممثلٍ وحيدٍ عن المعارضة، واقتصر حضور “لقاء حميميم” وسواه من المعارضين في الداخل آنذاك، للاستماع الى رؤيتهم للحل المرتجى للأزمة، خصوصاً في شأن الدستور الجديد، والمرحلة الإنتقالية، والانتخابات التشريعية والرئاسية، بحسب أحد أعضاء “قوى التطوير”. غير أنه لا يمكن التعويل على تحقيق نتائج تذكر، تسهم في حل الأزمة، من خلال إنعقاد الجولة الراهنة، لاسيما أنها مخصصة ايضاً لاستقصاء آراء المشاركين ليس إلا. وما يؤشر أيضاً الى عدم فاعلية المفاوضات، هو التصعيد في الميدان السوري، ومحاولة إسقاط الهدنة القائمة، بأوامر من الجهات الإقليمية والدولية الراعية للمجموعات المسلحة، كذلك في ضوء المعلومات الواردة عن وصول دفاعات جديدة من السلاح المتطور، خصوصا الصواريخ المضادة للطائرات والدروع، الى ايدي المسلحين، عبر الحدود السورية مع الأردن وتركيا، وما يؤكد ذلك، ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA“، أعدت خطة خاصة بتسليح “المعارضة السورية” في حال فشل الهدنة.
وذكرت الصحيفة أن الخطة تهدف إلى تزويد المعارضة بأسلحة تسمح لها بتوجيه ضربات إلى الطائرات الحربية السورية، وإلى مواقع مدفعية القوات الحكومية. فلا شك أن هذا الإعلان الأميركي، بمثابة نعيٍ تمهيديٍ للهدنة، إيذاناً ببدء جولأت تصعيدية جديدة. وما يؤكد ذلك أيضا، الاصطفافات الاقليمية الجديدة، بين مصر والسعودية وتركيا لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، كذلك إشعال فتيل التفجير في اقليم “ناغرنو كاراباخ”، لما له من تأثير على الأمن القومي لكل من روسيا وإيران، إضافة الى أن هذا الاقليم يشكل بوابة تركية على أسيا الوسطى.
أضف الى ذلك استمرار الحملات السياسية والتحريضية الإعلامية على حزب الله، أبرزها الخبر الذي نقلته صحيفة “روز اليوسف” المصرية، مفاده أن ” المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريرى، قد انتهت قبل أيام، من صيغة قرار بضم كل من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبعض رموز الحكم السوري الى لائحة المتهمين باغتيال الحريري”، الأمر الذي قد يرفع منسوب التوتير الأمني والسياسي فى كل من لبنان وسورية.
وفي حمأة هذه الأجواء المشحونة المذكورة نظمت السلطات السورية إنتخاباتٍ تشريعية، حرصاً منها على استمرار عمل المؤسسات الدستورية، واحترام المهل والقوانين الناظمة لهذه المؤسسات، وتأكيد منها قدرة الاجهزة المعنية على إجراء اي استحقاق إنتخابي، خلافا لما يروجه الاعلام المعادي، عن إنهيار بنية الدولة، وفقدان سيطرتها على الأرض.
والأهم من ذلك، أن الحكومة السورية، لم تربط عمل مؤسساتها، لاسيما الدستورية منها، بمسارات خارجية، بالتالي إنتظار ما سيؤول إليه لقاء جنيف، خصوصا أن لا يبعث بأي بشائر حل في المدى المنظور.
بالانتقال الى الشأن الميداني، وتعليقاً على المعلومات والمقالات الصحفية التي تتحدث عن قرب معركة إستعادة الجيش السوري لمدينة حلب، بعد التصعيد الذي اقدمت عليه المجموعات المسلحة في الشمال، اكد مصدر في المعارضة السورية، أن هذا التصعيد للضغط على الجانبين الروسي والسوري،عشية إنعقاد “جنيف”، لتحسين شروط تفاوض الفريق الآخر.
أما في شأن معركة حلب، فيستبعد المصدر بدء عملية استعادة الشهباء في وقتٍ قريب، نظراً للتطورات الميدانية الأخيرة، لاسيما التمدد الداعشي في الضمير ومخيم اليرموك في ريف دمشق، بعد إقدام عددٍ من المسلحين على مبايعة هذا التنظيم الارهابي في هاتين المنطقتين، ومحاولة الهيمنة عليهما، بعد صراعٍ مع “جيش الاسلام” وسواه، إضافة الى إمكان تسلل بعض المسلحين من تدمر والقريتين الى الضمير، لذا قد تكون الأولوية لدى قيادة القوات المسلحة، هو حماية العاصمة وطريق حلب- دمشق، ولن تنزلق الى حرب شوارع في هذه الفترة، ودائما براي المصدر.
المصدر :
الماسة السورية/حسان الحسن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة