تتساقط يوما بعد يوم أقنعة التنظيمات المتطرفة التي نصبت نفسها "حامية للدين"، لتفضح زيف ادعاءاتها وبطولاتها الوهمية التي لم تستثن وسيلة إلا واستخدمتها لتلميع صورتها لدى أنصارها.

 ابتداءا من "القاعدة" ووصولا إلى تنظيم "داعش"، رفعت هذه التنظيمات المتطرفة شعار الدين ولوحت براية "الإسلام" لتغطي ممارساتها الإجرامية، وتشرع مجازرها الوحشية التي ارتكبت بحق آلاف الأبرياء في شتى أنحاء العالم، سواء كانوا مسلمين أو من عقيدة أخرى.

 

فـ"التنظيم الأم" - "القاعدة" أو "داعش" هما وجهان لعملة "الإرهاب"، ولئن برزت بعض الفوارق بينهما لا سيما في عملية التجنيد واستغلال الموارد الحديثة، وهذا طبعا يعود، بحسب خبراء الجماعات المتطرفة، بشكل كبير إلى الفارق الزمني والتقني أثناء صعود كل منهما.

 

وعلى الرغم من هذه الفوارق بين التنظيمين، فهذا لا يخفي تطابقهما الإيديولوجي والصلات العميقة التي تجمعهما، وهذا ما كشفته صحيفة "تلغراف" البريطانية في تقريرها حول هذه التنظيمات.

 

راية دينية سترة لجرائم ضد الإنسانية

 

انكب الخبراء والمحللون منذ صعود "نجم" التنظيمات المتطرفة التي حظيت باهتمام ومتابعة إعلامية واسعة النطاق، جراء أعمالها الفظيعة واللاإنسانية، وبحسب آخر دراسة مسحية أعدها مركز الدراسات الدينية والجغرافيا السياسية، فإن أغلب المنتمين إلى هذه التنظيمات درسوا العلوم أكثر من دراستهم للشريعة الإسلامية.

 

واهتمت الدراسة المسحية بمعلومات متوفرة حول 100 من كبار قيادي التنظيمات المتطرفة خلال العقود الثلاثة الماضية، لتبرز أنهم لا يعرفوا إلا النزر القليل من خفايا الشريعة الإسلامية، رغم ادعائهم عكس ذلك، وتنصيب أنفسهم خلفاء على الأرض.

 

فبن لادن، زعيم تنظيم القاعدة سابقا، الذي انساق إليه الموالون من كل حدب وصوب من أجل نصرته في ما يسمى بـ"الجهاد"، درس في مدرسة علمانية، ثم درس الاقتصاد وإدارة الأعمال في الجامعة، ولم يحصل على درجة علمية رسمية في علوم الشريعة.

 

فبن لادن الذي احتضن آلاف المقاتلين بمعسكرات التدريب، تحت بوتقة الدين، لا يلم بخفايا الشريعة الإسلامية ومبادئها، لكنه أصبح في وقت مضى "حامي الدين والمسلمين" والوصي عليهم.

 

"عرابو الدين" .. بلا دين

 

سواء كانوا في القيادة، أو في الصفوف الخلفية، فإن عناصر هذه التنظيمات الحاضنة للتطرف سوغت الإسلام لتحقيق مصالحها الشخصية، وما يشاهد من خراب ووحشية، كلها مؤشرات تدعم هذه المواقف.

 

وبحسب الدراسة، فإن أكثر من 50% من عناصر داعش يعرفون الدين الإسلامي بشكل سطحي وبسيط، وتظهر أغلب التحليلات المهتمة بهذه الظاهرة أن التنظيم يسعى إلى تحريف معاني القرآن الكريم لصالح أعماله الإجرامية والبشعة، ومن هذا المنطلق وقع أكثر من 100 عالم مسلم في وقت سابق على رسالة تؤكد أن "داعش" يحرف معاني القرآن لما يخدم مصالحه، ويسيء للدين الإسلامي بشكل عام.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-04-23
  • 6713
  • من الأرشيف

قادة الإرهاب وزيف عقيدتهم!

تتساقط يوما بعد يوم أقنعة التنظيمات المتطرفة التي نصبت نفسها "حامية للدين"، لتفضح زيف ادعاءاتها وبطولاتها الوهمية التي لم تستثن وسيلة إلا واستخدمتها لتلميع صورتها لدى أنصارها.  ابتداءا من "القاعدة" ووصولا إلى تنظيم "داعش"، رفعت هذه التنظيمات المتطرفة شعار الدين ولوحت براية "الإسلام" لتغطي ممارساتها الإجرامية، وتشرع مجازرها الوحشية التي ارتكبت بحق آلاف الأبرياء في شتى أنحاء العالم، سواء كانوا مسلمين أو من عقيدة أخرى.   فـ"التنظيم الأم" - "القاعدة" أو "داعش" هما وجهان لعملة "الإرهاب"، ولئن برزت بعض الفوارق بينهما لا سيما في عملية التجنيد واستغلال الموارد الحديثة، وهذا طبعا يعود، بحسب خبراء الجماعات المتطرفة، بشكل كبير إلى الفارق الزمني والتقني أثناء صعود كل منهما.   وعلى الرغم من هذه الفوارق بين التنظيمين، فهذا لا يخفي تطابقهما الإيديولوجي والصلات العميقة التي تجمعهما، وهذا ما كشفته صحيفة "تلغراف" البريطانية في تقريرها حول هذه التنظيمات.   راية دينية سترة لجرائم ضد الإنسانية   انكب الخبراء والمحللون منذ صعود "نجم" التنظيمات المتطرفة التي حظيت باهتمام ومتابعة إعلامية واسعة النطاق، جراء أعمالها الفظيعة واللاإنسانية، وبحسب آخر دراسة مسحية أعدها مركز الدراسات الدينية والجغرافيا السياسية، فإن أغلب المنتمين إلى هذه التنظيمات درسوا العلوم أكثر من دراستهم للشريعة الإسلامية.   واهتمت الدراسة المسحية بمعلومات متوفرة حول 100 من كبار قيادي التنظيمات المتطرفة خلال العقود الثلاثة الماضية، لتبرز أنهم لا يعرفوا إلا النزر القليل من خفايا الشريعة الإسلامية، رغم ادعائهم عكس ذلك، وتنصيب أنفسهم خلفاء على الأرض.   فبن لادن، زعيم تنظيم القاعدة سابقا، الذي انساق إليه الموالون من كل حدب وصوب من أجل نصرته في ما يسمى بـ"الجهاد"، درس في مدرسة علمانية، ثم درس الاقتصاد وإدارة الأعمال في الجامعة، ولم يحصل على درجة علمية رسمية في علوم الشريعة.   فبن لادن الذي احتضن آلاف المقاتلين بمعسكرات التدريب، تحت بوتقة الدين، لا يلم بخفايا الشريعة الإسلامية ومبادئها، لكنه أصبح في وقت مضى "حامي الدين والمسلمين" والوصي عليهم.   "عرابو الدين" .. بلا دين   سواء كانوا في القيادة، أو في الصفوف الخلفية، فإن عناصر هذه التنظيمات الحاضنة للتطرف سوغت الإسلام لتحقيق مصالحها الشخصية، وما يشاهد من خراب ووحشية، كلها مؤشرات تدعم هذه المواقف.   وبحسب الدراسة، فإن أكثر من 50% من عناصر داعش يعرفون الدين الإسلامي بشكل سطحي وبسيط، وتظهر أغلب التحليلات المهتمة بهذه الظاهرة أن التنظيم يسعى إلى تحريف معاني القرآن الكريم لصالح أعماله الإجرامية والبشعة، ومن هذا المنطلق وقع أكثر من 100 عالم مسلم في وقت سابق على رسالة تؤكد أن "داعش" يحرف معاني القرآن لما يخدم مصالحه، ويسيء للدين الإسلامي بشكل عام.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة