الباحثة الاسرائيلية، د. ميرا تسورف، من قسم الشرق الأوسط وتاريخ إفريقيا بجامعة تل أبيب، لخصت سنوات حكم مبارك معتبرة أنه كان شخصية معقدة. وأضافت: ينبغي تقسيم رئاسة مبارك إلى عدة فترات: الأولى، هي مباشرة بعد اغتيال السادات، حيث اتخذ قرارا بمواصلة طريق السادات. وهناك قول معروف عن الرؤساء المصريين الثلاثة: ناصر أغرق المركبة المصرية في الوحل، والسادات أنقذها، وكان على مبارك أن يقود بحذر، فواصل التقارب مع الغرب، وحافظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل، وإن ببرودة، مقارنة بالسادات.

 

أما المرحلة الثانية، فكانت أكثر تعقيدا. على المستوى العربي، أراد مبارك أن يعيد مصر إلى مكانة الأخت الكبرى كي لا تسرق السعودية منها هذه المكانة. فكانت هناك بالفعل محاولة للتقرب من العالم العربي والعودة إليه، لكنها لم تحقق النجاح الكامل. فقد أعتمد مبارك سياسة الباب المفتوح وتقدم خطوة إلى الأمام، ما اعتبر من قبل الأوساط الليبرالية، رأسمالية متطرفة.

 

وفي عهده الأخير، عندما أطيح به من الرئاسة، قالت تسورف: كان التمسك بميدان التحرير علامة على أن الجمهور لن يغادر حتى يغادر مبارك القصر الرئاسي، وهذا ما حصل. وفي تلك الفترة أصبح مبارك شخصية مثيرة للجدل. وكان الحدث الذي شهد التغيير هو الانتخابات التي جرت في تشرين الثاني 2010، حيث ألغى كل الأحزاب الموجودة، وكان حزبه هو الحزب القائد، إن لم يكن الوحيد. وهو ما أشارت اليه رسوم الكاريتير في الصحافة المصرية التي اظهرت البرلمان المصري فارغا، تحت عنوان: مجلس شعب بلا شعب.

  • فريق ماسة
  • 2020-02-25
  • 11473
  • من الأرشيف

عبد الناصر أغرق العربة المصرية في الوحل.. السادات أنقذها وبقى على مبارك أن يقود بحذر

الباحثة الاسرائيلية، د. ميرا تسورف، من قسم الشرق الأوسط وتاريخ إفريقيا بجامعة تل أبيب، لخصت سنوات حكم مبارك معتبرة أنه كان شخصية معقدة. وأضافت: ينبغي تقسيم رئاسة مبارك إلى عدة فترات: الأولى، هي مباشرة بعد اغتيال السادات، حيث اتخذ قرارا بمواصلة طريق السادات. وهناك قول معروف عن الرؤساء المصريين الثلاثة: ناصر أغرق المركبة المصرية في الوحل، والسادات أنقذها، وكان على مبارك أن يقود بحذر، فواصل التقارب مع الغرب، وحافظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل، وإن ببرودة، مقارنة بالسادات.   أما المرحلة الثانية، فكانت أكثر تعقيدا. على المستوى العربي، أراد مبارك أن يعيد مصر إلى مكانة الأخت الكبرى كي لا تسرق السعودية منها هذه المكانة. فكانت هناك بالفعل محاولة للتقرب من العالم العربي والعودة إليه، لكنها لم تحقق النجاح الكامل. فقد أعتمد مبارك سياسة الباب المفتوح وتقدم خطوة إلى الأمام، ما اعتبر من قبل الأوساط الليبرالية، رأسمالية متطرفة.   وفي عهده الأخير، عندما أطيح به من الرئاسة، قالت تسورف: كان التمسك بميدان التحرير علامة على أن الجمهور لن يغادر حتى يغادر مبارك القصر الرئاسي، وهذا ما حصل. وفي تلك الفترة أصبح مبارك شخصية مثيرة للجدل. وكان الحدث الذي شهد التغيير هو الانتخابات التي جرت في تشرين الثاني 2010، حيث ألغى كل الأحزاب الموجودة، وكان حزبه هو الحزب القائد، إن لم يكن الوحيد. وهو ما أشارت اليه رسوم الكاريتير في الصحافة المصرية التي اظهرت البرلمان المصري فارغا، تحت عنوان: مجلس شعب بلا شعب.

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة