#
  • فريق ماسة
  • 2023-09-05
  • 3725

تكلفة الوقت أعلى من أي تكلفة... وهل نحن اليوم بحاجة لرجال اقتصاد ام لرجال أعمال

اتخذت الحكومة السورية في الأيام الماضية سلسلة من الإجراءات أوحت بأن نهجاً اقتصادياً جديداً "أكثر مرونة" يتم السير به في سبيل تحقيق المنافع التي تدب الحياة في الاقتصاد وتعيد دوران عجلة الإنتاج. وإن كانت الحكومة قد وجدت نفسها أمام تلبية فاتورة مطلبية لرجال الأعمال تبدأ بمشروع الصك التشريعي المتعلق بالتعامل بغير الليرة السورية، وتصل إلى التعديلات التي تجري على منصة تمويل المستوردات، وغيرها من الإجراءات.. فإن ما تقوم به يقتضي تحول رجال الأعمال إلى رجال اقتصاد يعملون بذهنية مختلفة استثنائية، بعيداً عن النمطية التي يسيرون أعمالهم من خلالها اليوم.فمجالس رجال الأعمال السورية - الدولية لم يتمخض عنها مشروعاً مشتركاً لرجال الأعمال مع نظرائهم في تلك الدول، قادر على ترك بصمة واضحة في دورة حياة الاقتصاد حتى الآن، وغرف التجارة المشتركة تنام في سبات يوقظه معرض هنا أو فعالية هناك.. فعلى سبيل المثال لا الحصر، بعد مرور أكثر من 4 أشهر على زيارة الرئيس الإيراني إلى سورية وتوقيعه عدد من اتفاقيات التعاون في مجال الزراعة والنفط والنقل والمناطق الحرة والاتصالات وعدد من المجالات الأخرى، لم يرشح عن غرفة التجارة السورية الإيرانية المشتركة، سوى الأخبار المتعلقة بعقد مباحثات ولقاءات، ولم يتعدى طور الإنجاز مرحلة تأمين لوجستيات العمل التجاري والاقتصادي، مع غياب الحديث عن أي تنمية للاستثمارات.أشهر أربع كان الاقتصاد السوري أحوج إلى كل دقيقة فيها لتنفيذ تلك الاتفاقيات، فتكلفة الوقت اليوم أعلى من أي تكلفة، وانتظار رجال الأعمال المزيد من التسهيلات الحكومية يفقدهم المكاسب والأرباح، ويحصر إنجازاتهم في دائرة المصالح الشخصية الضيقة، ليفوت على الاقتصاد السوري فرصة الاستفادة من "اللحظة" وتحويل المعاناة إلى إنجازات.. وليس أجدى اليوم من التخلي عن عقلية "الحجي"، التي أضحت موروث قديم يصلح لاقتصاد حي أو مدينة بأحسن الأحوال، لا إلى اقتصاد دولة، حيث بينت التجارب الناجحة في العالم، أن سر نجاح الشركات والمؤسسات الضخمة هو العمل المؤسساتي المبني على الخطط والاستراتيجيات الممنهجة والمدروسة سواء تطابقت مع عقلية "#الحجي" وأهوائه، أم لم تتطابق، وهنا يحضرني موقف كنت شاهد عليه لإحدى المؤسسات التي تدار بعقلية "الحجي"، حين منع العاملين لديه من وضع الكمامة واتخاذ إجراءات الوقاية من جائحة كورونا التي اجتاح سورية منذ أعوام، لعدم قناعته بما يتم تداوله حول الفايروس القاتل، وبعد مرور شهر اتصلت للاطمئنان عليه فأخبرني ابنه أن "الحجي" وجميع العاملين في مؤسسته في جالة حجر صحي للعلاج من الفايروس.

المصدر : كمال الشيخ علي _خاص الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة