#
  • فريق ماسة
  • 2025-12-01
  • 1061

صحيفة “الثورة السورية” بانطلاقة جديدة… منصة متكاملة ورقية وإلكترونية وتفاعلية

أعلنت صحيفة “الثورة السورية” اليوم عن انطلاقتها الجديدة تحت شعار “هوية جديدة.. فاصلة جديدة”، وذلك خلال حفل في المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق.

وزير الإعلام: عودة الصحافة المطبوعةبيان وجود وهوية

أكد وزير الإعلام حمزة المصطفى، في كلمة له خلال حفل الانطلاقة الجديدة للصحيفة، أن سوريا تستعيد اليوم صوتها الذي أسكتته الرقابة الأسدية لعقود طويلة، بإعادة إطلاق الصحافة المطبوعة لتكون مرآة لوجع الناس وحياتهم اليومية وآمالهم في فضاء من النقاش الحر.

ولفت المصطفى إلى أن تاريخ الصحافة السورية حافل بمحطات نضالية منذ إصدار عبد الرحمن الكواكبي صحيفة “الشهباء”، مروراً بيوسف العيسى في “ألف باء” ومحمد كرد علي في “المقتبس”، وصولاً إلى الحقبة التي حوّلت الكلمة إلى أداة دعاية للحزب الواحد الحاكم.

وأوضح وزير الإعلام أن العودة إلى الصحافة المطبوعة في زمن المنصات الرقمية تمثل بيان وجود وهوية، لما تحمله الجريدة الورقية من قيمة ثابتة في البيوت والساحات، ومساحة للتأمل الهادئ بعيداً عن صخب الإشعارات وهيمنة الخوارزميات، مبيناً أن صحيفة “الثورة السورية” تأتي بصيغتها الجديدة كمنصة متكاملة ورقية وإلكترونية وتفاعلية، تحمل شعار “فاصلة الحق، رافعة العمران”، تكريساً لدورها في زمن الحريات والانفتاح، واستحضاراً لمفهوم العمران بمعناه الاجتماعي والإنساني.

وأشار المصطفى إلى أن إعادة إطلاق صحيفة “الثورة السورية” خطوة مركزية في الرؤية الإعلامية لسوريا الجديدة، والتي تقوم على إعلام مهني ومسؤول يشكل ساحة حوار بين المجتمع ومؤسساته.

تفعيل صحيفتي الحرية والموقف الرياضي في المرحلة القادمة

كشف وزير الإعلام عن خطط الوزارة لإعادة تفعيل صحيفة الحرية كمنصة إعلامية متخصصة في الاقتصاد والاقتصاد السياسي، وكذلك إعادة تفعيل صحيفة الموقف الرياضي كمنصة رياضية شاملة، إضافة إلى تأسيس منصات إعلامية في المحافظات العام المقبل، بالاعتماد على إرث صحف محلية قديمة مثل الجماهير والفداء والوحدة وغيرها.

وقال المصطفى: “لا نريد إعادة إنتاج النموذج الذي أَفقرنا فكرياً وأخلاقياً عقوداً، ذلك الإعلام المؤدلج الذي حول الصحفي إلى موظف يسطر ما يُملى عليه، والصحيفة إلى نشرة تعليمات، مضيفاً: “سوريا الجديدة بحاجة لأقلامكم بعد أن دفعتم ثمناً باهظاً في طليعته أكثر من 700 شهيد من الإعلاميين ارتقوا دفاعاً عن الحرية”.

معاون وزير الإعلام لشؤون المحتوى عبد الله الموسى، لفت إلى التحدي الكبير المتمثل في إطلاق صحيفة ورقية، وخاصة في زمن منصات التواصل الاجتماعي المتسارع، وفي عالم محكوم بالخوارزمية، ما دفع البعض لاعتباره مقامرة، لافتاً إلى الجهد الكبير على مدار الأشهر الماضية، حيث أصدرت الصحيفة -تجريبياً- ثلاثين عدداً، لمحاكاة العملية المعقدة من الإنتاج الصحفي، ومرحلة ما بعد الخبر، كلواحق الخبر، وخلفياته، وتفسيراته، وتحليلاته.

وأوضح الموسى، أن الصحفي الذي يكتب تقريره في الصحيفة، هو الأقوى، والأقدر على مجاراة الظرف السوري المعقد، ويتعامل مع رواسب تركها النظام البائد، ومجتمع منهك ومتعب، وفي نفس الوقت هو أمام نهضة وتنمية في سوريا، مؤكداً أن السوريين جديرون بكل شيء، كما أن القائمين على العمل والعاملين في مؤسسة الوحدة، وصحيفة الثورة السورية، هم جديرون بالدخول في هذا التحدي الصعب.

وأشار إلى أهمية مراعاة ثلاثة مسارات في الصحيفة، وهي مسار العدد المطبوع، والموقع الإلكتروني لتتصدر نتائج البحث، وأيضاً في منصات الإعلام الرقمي، لتقديم المحتوى التفسيري، والتحليلي، والتثقيفي، أيضاً للأجيال الصغيرة، التي اعتادت على “سوشال ميديا”. واعتبر الموسى أن إطلاق العدد الأول من الصحيفة اليوم، يكتب صفحة جديدة في تاريخ سوريا، وأن الصحيفة هي السلطة الحقيقية وفق مسار الإعلام العام، ووفق رؤية الوزارة، حيث ستكون الضابطة، والمحاسبة، والمراقبة، وبنفس الوقت ستكون صلة الوصل ما بين الحكومة والشعب، وهي مهمة صعبة.

وأوضح أن مؤسسة الوحدة اليوم من خلال إصدار صحيفة الثورة السورية، تنطلق بباكورة أعمال، تتبعها إطلاقات متتالية للصحف المحلية، للدخول إلى الإعلام المحلي، كون الصحيفة الوطنية غير قادرة على مواكبة كل المرافق في سوريا، وهناك تفاوت في الظروف والأولويات لكل منطقة ومحافظة عن غيرها، كاشفاً عن أنه سيتم إطلاق منصات الصحف المحلية في المحافظات قريباً، وستصدر تباعاً.

الخلف: هذه الانطلاقة بداية لعودة الصحف إلى المحافظات

من جانبه، أكد مدير عام مؤسسة الوحدة خالد الخلف، أن مضمار الصحافة يُعد من أكثر الميادين صعوبة، ولا سيما في بلد دمره النظام البائد وخلفت حربه ندبات وتصدعات مجتمعية عميقة، مشيراً إلى أن الوعي السوري بعد التحرير استطاع أن يجرف تلك الرواسب التي راكمتها سنوات القمع.

وبيّن الخلف أن القلم كان سابقاً بيد الأفرع الأمنية والجهات السياسية، وأن المثل المعروف “حكي جرائد” كان يُستخدم لتصغير دور الصحافة، إلا أن القيادة السورية الجديدة بعد التحرير أولت الإعلام اهتماماً خاصاً منذ اللحظات الأولى، وعملت على دعم الإعلام وإعادة دوران عجلة مؤسساته، واتخاذ خطوات لتطويرها.

وأوضح الخلف أن مؤسسة الوحدة وضعت مجموعة من المقاصد العامة لإعادة ثقة الجمهور بالإعلام الرسمي، أبرزها، تجسير العلاقة بين الدولة والمجتمع، وتحويل الصحيفة إلى منصة تواصل متبادل تتناول هموم الناس بمسؤولية ومهنية، إضافة إلى الارتقاء بالوعي الإعلامي ومكافحة التضليل، والمشاركة الفاعلة في إعادة بناء سوريا عبر مواكبة مسار التعافي الوطني، ودعم الوحدة الوطنية وترسيخ الهوية الجامعة بخطاب إعلامي مسؤول، فضلاً عن تحقيق التكامل بين الإعلام الورقي والرقمي للوصول إلى جمهور أوسع.

وأشار الخلف إلى أن إطلاق صحيفة “الثورة السورية” يُعد بداية لخطة عودة الإعلام المحلي عبر الصحف المنتشرة في المحافظات، مع مراعاة الخصوصية والتفاوت في القضايا والملفات بين محافظة وأخرى، لافتاً إلى أن هذا الإطلاق واجه تحديات كبيرة بدأت من البنية التحتية للطباعة وما تعانيه من تهالك وعراقيل، وهو ما جرى تجاوزه بجهود وخبرات محلية بالكامل، وصولاً إلى الحواسيب والمعدات التقنية وغيرها من المتطلبات الأساسية لإعادة إصدار الصحيفة.

إسماعيل: مرحلة جديدة تقوم على الشفافية والحوار

رئيس تحرير جريدة “الثورة السورية” نور الدين إسماعيل قال: “اليوم نشهد ميلاد صحيفة تليق بسوريا الجديدة، صحيفة ترقى إلى تضحيات السوريين وآلامهم خلال أربعة عشر عاماً، إنها صحيفة “الثورة السورية”، مشيراً إلى أن الوقفة الحالية بين الماضي والمستقبل تمثل لحظة تأمل وفتح أبواب مرحلة تقوم على الشفافية والحوار وحرية الكلمة المسؤولة، باعتبار الصحافة مرآة المجتمع وفضاء يلتقي فيه الرأي والرأي الآخر.

وبيّن إسماعيل أن الجهود خلال الأشهر الماضية تركزت على تطوير الكوادر عبر دورات تدريبية وتعزيز الخبرات بما يواكب تطور العمل الصحفي، مشدداً على أن العمل الصحفي قد يخطئ أو يصيب، إلا أن العزيمة قائمة على الالتزام بالصواب وترسيخ مفهوم الحرية كقيمة تُمارس وتصان، بوصف الصحافة الحرة الضمانة الأولى لوعي عام متجدد ولمستقبل يليق بسوريا.

يُذكر أن القطاع الإعلامي في سوريا شهد بعد تحرير البلاد من النظام البائد انطلاقات جديدة لعدة وسائل إعلامية بهويات بصرية جديدة، منها الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”، وقناة الإخبارية السورية.




المصدر : سانا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة