منذ يومين كرّم ملتقى «كلمات» برعاية وزارة السياحة في سوريا الشاب يسر دولي بصفته شاعراً. أنشأ الشاب السوري منذ بداية الأحداث، صفحةً على موقع «فايسبوك» تحت عنوان: «حكي فاضي ليسر دولي» كتب ولا يزال يكتب فيها منشورات عن الوطن والحبّ والجمال والصداقة باللهجة العامية مستعيناً بألفاظ وتراكيب مبتذلة. يخلط «الشاعر» أحيانًا الفصحى بالعامية لنصبح هنا أمام «نوعٍ شعري فريد».

حظيت صفحة «حكي فاضي» بشعبية واسعة وراجت «أشعار» يسر وتمّ تداولها بكثافة حتى شكّل الشاب ظاهرة من حيث عدد «اللايكات» التي يحصدها. لا يشكّل الأمر معضلة، فمن حقّ أيّ شخص في هذا العالم أن ينشئ صفحة ويكتب فيها ما يجول في خاطره. لكنّ المشكلة تكمن في توصيف تلك الكلمات بأنها شعر، وتسويق أن «الجمهور عاوز كده»، تماماً كما تم إقناعنا أن مسلسلي «صرخة روح» و «باب الحارة» باتا مطلباً جماهيرياً لا بد منه في كلّ موسم رمضاني.

أحدث التكريم حالة من الهرج والمرج على «السوشال ميديا»، ولم تهدأ السخرية منذ إعلان التكريم. انتقادات واسعة نالت من شخصه و «شعره»، وأخرى استهدفت وزارة السياحة والوزير بشر يازجي، فيما فضّل قسم من المنتقدين إعادة نشر «معلقات» «شاعر الأسيتون» (تسمية أطلقها عليه البعض على خلفية «قصيدة» كان قد كتبها يسر سابقاً) كنوعٍ من النقد والسخرية.

ساهمت الضجّة في انتشار ذلك «الشعر» على نطاق أوسع مما كان عليه. وبلغت الانتقادات ذروتها حين تساءل أحدهم: «مين أي مزبلة طالع هالديك» وتعجّب آخر لماذا لا يتم تكريم فراس الحمزاوي صاحب أغنية لط*** لا ترجعي»؟؟ ، فيما وضعت علامات استفهام على حالة الاستغراب التي أبداها السوريون من التكريم، إذ من الطبيعي في بلد سبق وأن كرم «أحمد سبايدر» كإعلامي أن يكرم يسر كـ «شاعر». وقال أحدهم ساخراً: «تكريم الشويعر يسر دولي دليل واضح على إفلاس الجماعات الإرهابية المسلحة. المصدر: قناة الدنيا» ضارباً عصفورين بحجر واحد، فيما طالب أحد المنتقدين أن يوجَّه اللوم للمليون وثلاثمئة معجب بصفحة «حكي فاضي».

فنان الكاريكاتور السوري مرهف يوسف رسم كاريكاتوراً ساخراً من حال الشعر ومعبّراً عن موت زمن الشعر المقفّى، وكتب فوق المنشور: «في رثاء الشعر المقفى.. إنه عصر شعر الفيس تو فيس».

سبق واستضيف يسر دولي في لقاءات تلفزيونية على الفضائيات السورية وقدّم على أنه شاعر شاب موهوب يحظى بشعبية واسعة، وفي أحد لقاءاته قال إنه ممثل، ومذيع في أكثر من إذاعة محلية. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أجرت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء لقاء صحافياً مع يسر وحللت مضمون ما يكتبه قائلة إنه «حالة شعرية أثبتت خصوصيتها بين جمهور الشباب»، ووصفت أسلوبه «الشعري» بـ «السهل الممتنع»، مضيفةً أن يسر يقوم «بتوليفة أدبية» من خلال شعره إذ يضمّنه «مختلف أشكال الزجل والقصة والخاطرة» ليكون بذلك قريباً من الشباب، أيّ أنه شخص متعدد المواهب ويتقن معظم الفنون الأدبية.

بالغت «سانا» بوصف الشاب «الطموح» حين قالت إنه «حجز لنفسه مكاناً بين الشعراء الجدد» لكونه نجح في «كسر النمطية الشعرية بإحساسه المرهف». أخبرتنا الوكالة الرسمية أيضاً أن أحد طموحات الشاب «الفلتة» يسر هو كتابة ديوان شعري، ما يتعارض تماماً مع ما قاله الشاب يوم أمس في معرض رده على الانتقادات التي طاولته: «لم أصدّر نفسي يوماً على أنني شاعر، أنا فقط أكتب المشاعر».

من جهتها أعلنت وزارة الثقافة السورية، مساء أمس، أن خبر تكريم الوزارة ليسر دولي «عار عن الصحة ولا علم لها على الإطلاق بهذا التكريم، إذ ليس من تقاليد وزارة الثقافة أن تكرّم إلا القامات والصروح الثقافية العالية وعبر مؤسساتها الرسمية وفي مقراتها المعتمدة»

  • فريق ماسة
  • 2016-10-17
  • 10526
  • من الأرشيف

يسر دولي: أنا ممثل ومذيع في أكثر من إذاعة محلية.. سانا: متعدد المواهب ويتقن معظم الفنون الأدبية

منذ يومين كرّم ملتقى «كلمات» برعاية وزارة السياحة في سوريا الشاب يسر دولي بصفته شاعراً. أنشأ الشاب السوري منذ بداية الأحداث، صفحةً على موقع «فايسبوك» تحت عنوان: «حكي فاضي ليسر دولي» كتب ولا يزال يكتب فيها منشورات عن الوطن والحبّ والجمال والصداقة باللهجة العامية مستعيناً بألفاظ وتراكيب مبتذلة. يخلط «الشاعر» أحيانًا الفصحى بالعامية لنصبح هنا أمام «نوعٍ شعري فريد». حظيت صفحة «حكي فاضي» بشعبية واسعة وراجت «أشعار» يسر وتمّ تداولها بكثافة حتى شكّل الشاب ظاهرة من حيث عدد «اللايكات» التي يحصدها. لا يشكّل الأمر معضلة، فمن حقّ أيّ شخص في هذا العالم أن ينشئ صفحة ويكتب فيها ما يجول في خاطره. لكنّ المشكلة تكمن في توصيف تلك الكلمات بأنها شعر، وتسويق أن «الجمهور عاوز كده»، تماماً كما تم إقناعنا أن مسلسلي «صرخة روح» و «باب الحارة» باتا مطلباً جماهيرياً لا بد منه في كلّ موسم رمضاني. أحدث التكريم حالة من الهرج والمرج على «السوشال ميديا»، ولم تهدأ السخرية منذ إعلان التكريم. انتقادات واسعة نالت من شخصه و «شعره»، وأخرى استهدفت وزارة السياحة والوزير بشر يازجي، فيما فضّل قسم من المنتقدين إعادة نشر «معلقات» «شاعر الأسيتون» (تسمية أطلقها عليه البعض على خلفية «قصيدة» كان قد كتبها يسر سابقاً) كنوعٍ من النقد والسخرية. ساهمت الضجّة في انتشار ذلك «الشعر» على نطاق أوسع مما كان عليه. وبلغت الانتقادات ذروتها حين تساءل أحدهم: «مين أي مزبلة طالع هالديك» وتعجّب آخر لماذا لا يتم تكريم فراس الحمزاوي صاحب أغنية لط*** لا ترجعي»؟؟ ، فيما وضعت علامات استفهام على حالة الاستغراب التي أبداها السوريون من التكريم، إذ من الطبيعي في بلد سبق وأن كرم «أحمد سبايدر» كإعلامي أن يكرم يسر كـ «شاعر». وقال أحدهم ساخراً: «تكريم الشويعر يسر دولي دليل واضح على إفلاس الجماعات الإرهابية المسلحة. المصدر: قناة الدنيا» ضارباً عصفورين بحجر واحد، فيما طالب أحد المنتقدين أن يوجَّه اللوم للمليون وثلاثمئة معجب بصفحة «حكي فاضي». فنان الكاريكاتور السوري مرهف يوسف رسم كاريكاتوراً ساخراً من حال الشعر ومعبّراً عن موت زمن الشعر المقفّى، وكتب فوق المنشور: «في رثاء الشعر المقفى.. إنه عصر شعر الفيس تو فيس». سبق واستضيف يسر دولي في لقاءات تلفزيونية على الفضائيات السورية وقدّم على أنه شاعر شاب موهوب يحظى بشعبية واسعة، وفي أحد لقاءاته قال إنه ممثل، ومذيع في أكثر من إذاعة محلية. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أجرت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء لقاء صحافياً مع يسر وحللت مضمون ما يكتبه قائلة إنه «حالة شعرية أثبتت خصوصيتها بين جمهور الشباب»، ووصفت أسلوبه «الشعري» بـ «السهل الممتنع»، مضيفةً أن يسر يقوم «بتوليفة أدبية» من خلال شعره إذ يضمّنه «مختلف أشكال الزجل والقصة والخاطرة» ليكون بذلك قريباً من الشباب، أيّ أنه شخص متعدد المواهب ويتقن معظم الفنون الأدبية. بالغت «سانا» بوصف الشاب «الطموح» حين قالت إنه «حجز لنفسه مكاناً بين الشعراء الجدد» لكونه نجح في «كسر النمطية الشعرية بإحساسه المرهف». أخبرتنا الوكالة الرسمية أيضاً أن أحد طموحات الشاب «الفلتة» يسر هو كتابة ديوان شعري، ما يتعارض تماماً مع ما قاله الشاب يوم أمس في معرض رده على الانتقادات التي طاولته: «لم أصدّر نفسي يوماً على أنني شاعر، أنا فقط أكتب المشاعر». من جهتها أعلنت وزارة الثقافة السورية، مساء أمس، أن خبر تكريم الوزارة ليسر دولي «عار عن الصحة ولا علم لها على الإطلاق بهذا التكريم، إذ ليس من تقاليد وزارة الثقافة أن تكرّم إلا القامات والصروح الثقافية العالية وعبر مؤسساتها الرسمية وفي مقراتها المعتمدة»

المصدر : السفير/ريما نعيسة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة